رئيس تجاوز الثمانين من العمر، ونواب بالكونجرس يكبرونه بأعوام قليلة. هكذا تتجلى مشكلة “التقدم بالعمر” داخل الحزب الديمقراطى الأمريكى الذى يصارع احتمالات ترشح الرئيس جو بايدن لفترة رئاسية ثانية حتى وإن كان هذا سيعنى بقائه فى البيت الأبيض حتى عمر الـ 86.
تعد مشكلة التقدم بالعمر، أو القادم الثمانينيين، أحد العقبات الرئيسية التى تواجه الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، وفى نوفمبر الماضى، أصبح جو بايدن أول رئيس أمريكى فى المنصب وهو فى العقد التاسع من العمر، مما أثار تساؤلات حول العمر المناسب لأداء مهام المنصب. لكن بايدن ليس سوى قمة جبل الجليد.
لا تقتصر المشكلة على الحزب الديمقراطى فقط، فعدد من أبرز القادة السياسيين فى الولايات المتحدة فى أواخر العقد الثامن، ومنهم من تجاوزه إلى التاسع. فالرئيس السابق دونالد ترامب يقترب من الـ 77 ، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى 82 عاما، وزعيم الأقلية الجمهورى فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل 81 عاما.
لكن المشكلة أكثر وضوحا فى الحزب الديمقراطى، وعبرت عنها عضو مجلس الشيوخ السابقة كلير ماكسكيل عندما قالت فى تصريحات لها قبل الانتخابات النصفية إن الحزب بحاجة إلى التفكير بجدية بشأن كيفية جلب أعضاء أصغر سنا لجذب الناخبين فى انتخابات 2024.
وأضافت أن العديد من كبار السن يديرون الحزب الديمقراطى الآن، فى كل جوانب الحزب. وأوضحت أن الحزب سيسفيد من جلب مزيد من السياسيين الأصغر سنا ليكونوا فى الصدارة، لأن صغار السن سيكون لهم أهمية كبيرة للحزب فى انتخابات 2024.
وبدأ نقاش داخل الحزب الديمقراطى حول السن عندما توفى النائب ألسى هاستنجز عمر عمر 84 عاما فى عام 2021 بعد أن خاض معركة مع السرطان.
وكان النائب يقترب من إتمام عقده الثالث فى الكونجرس، لكنه لم يستطع أن يتخلى عن مقعده، بحسب ما ذكرت صحيفة بولتيكو فى تقرير سابق لها. فترشح فى نوفمبر 2020 وفاز بمقعده فى جنوب فلوريدا، لكنه مات فى إبريل. وأسفرت وفاته عن جعل أقلية الديمقراطيين فى النواب فى هذ الوقت أصغر.
وقالت بولتيكو إن وفاة هاستنجز سلطت الضوء على محادثة محرجة كان الديمقراطيون يجرونها منذ فترة تتعلق بسؤال: فى وقت يسوده الاستقطاب العميق والأغلبية الضيقة فى الكونجرس، هل يتحمل الأعضاء الأكبر سنا أو العاجزون عن أداء عملهم مسئولية التنحى لضمان حصول الحزب على أصوات كافية لدفع أجندته.
ونقلت الصحيفة عن السناتور عن ولاية فلوريدا شيفرين جونز، الديمقراطى البالغ من العمر 39 عاما، إن الجيل الأكبر سنا لا يريد أن يمرر زمام الأمور، مضيفا “ليس عليهم أن يموتوا فى مقاعدهم”. وأشار إلى أن المشكلة ليست فى عدم وجود مسئولين شباب جيدين، لكنهم على مقاعد البدلاء
وكان استطلاع أجرته قناة CBS NEWs فى سبتمبر الماضى، قد وجد أن 73% من الأمريكيين، 71% من الديمقراطيين و75% من الجمهوريين يعتقدون أنه ينبغى أن يكون هناك حد أقصى للسن للمسئولين المنتخبين. واختار الأغلبية سن السبعين عتبة لمن يريد الترشح.
وهناك قيادات شابة برزت أسماؤها بالفعل داخل الحزب الديمقراطى فى السنوات الأخيرة، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس، التى تم الاحتفاء بها لكونها أول سيدة تتولى منصب نائب الرئيس، وأول من تولى المنصب من أصل أفريقى أسيوى.
لكن أداء هاريس فى المنصب تعرض لانتقادات كثيرة، ولم يكن له بصمة واضحة فى أى من ملفات السياسة الأمريكية البارزة.
وبينما يصر بايدن على أنه يخطط للترشح لولاية ثانية، أصبح عمره مشكلة مزعجة بشكل متزايد له ولفريقه ولحزبه أيضا، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
فبعد قضاء نصف مدته، أصبح بايدن بالفعل أكبر من رونالد ريجان بأكثر من عام عند نهاية فترته الرئاسية. ولو خاض الانتخابات فى عام 2024، فإن بايدن سيطلب من البلاد أن تنتخب رئيسا سيكون عمره 86 عاما فى نهاية فترته الثانية، ليختبر الحدود الخارجية للعمر والرئاسة. وتظهر استطلاعات الرأى أن العديد من الأمريكيين يعتبرون بايدن أكبر من اللازم، ولا يعتقد بعض المخططين الإستراتيجيين الديمقراطيين أنه يجب أن يترشح مرة أخرى.
المصدر : اليوم السابع