الاتحادى الديمقراطى السودانى: التعليم لدينا يعود لأكثر من 200 سنة
قال الدكتور حسن عبد القادر هلال، رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، إن التعليم فى السودان قديم ويعود إلى أكثر من 200 سنة، ولم يجر تحديثه طوال هذه الفترة، ويجب النظر إلى التطور والتحديث وألا يتم البكاء على أطلال الماضى كما يحدث الآن.
وأضاف حسن عبد القادر هلال، فى لقاء خاص مع الإعلامى جمال عنايت على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الطرق فى السودان متدهورة ولا تصلح للحركة بين المدن، ويجب العمل على تنمية هذا الأمر بجانب توفير الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والسكن المناسب للسودانيين، مبينا: “السودان يحتاج إلى إعادة نظر فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحتى التنمية الثقافية، لأن ما يحدث الآن بالسودان قضية ثقافية فى المقام الأول”.
وتابع رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى: “كثيرا من الأحزاب تعيش فى الماضى ولا تعيش فى الحاضر ولا تتطلع إلى المستقبل وتخاف منه لأنها تتصور أنه النهاية، وهذا أمر خاطئ، وهناك أفكار قديمة لا توجد إلا فى السودان، ويجب اعتناق أفكارا جديدة لكى تطبق فى الحاضر”.
وأكد هلال: “حركة الإخوان المسلمين التابعة لحسن البنا انتهت مع حسن البنا، ولماذا يتم الاتجاه إلى تطويرها، ولا يمكن أيضا تطبيق أفكار شيوعية وقومية فى السودان حاليا، ونحن ندعو لأن يحترم الإنسان أخيه الإنسان لكى يعيش فى وئام وسلام وندعو إلى المشاركة المجتمعية وعدم احتكار السلطة، وأن يكون التنافس هو شعارنا، وأن ينتهى الحوار بحل وسط بين كل الأطراف وليس لصالح طرف بالضربة القاضية وكأنها مباراة ملاكمة، وإنما بحل يرضى كل الأطراف”.
وأوضح: “الديمقراطية تحترم التعددية السياسية وحقوق الإنسان، لأن العمل السياسى متاح للجميع، لذلك الحوار مطلب أساسى بين الجميع”.
قال الدكتور حسن عبد القادر هلال، رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، أنه ضد احتكار العمل السياسى فى السودان، لأن العمل السياسى فى أى بلد مفتوح لكل الناس والأحزاب، مشددا: “أرفض كلمة إغراق فى العمل السياسى لأنها احتكار له، ويجب أن يكون هناك انفتاح لأننا فى عهد التعددية”.
وأضاف حسن عبد القادر هلال، فى لقاء خاص مع الإعلامى جمال عنايت على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن حزب الاتحادى الديمقراطى السودانى ليس حزبا دينيا أو يساريا، لكن حزب وسط بالسودان، والذى يجمع كل الشتات والشعب السودانى فى سلة واحدة، لذلك يرفض الاحتكار فى السياسة والاقتصاد وغيره، متابعا: “يجب أن تجرى انتخابات مبكرة ولن ننتظر عامين حتى نحدد أوزان الناس الذين يتحدثون، وفى ظل غياب الانتخابات سيتحدث الجميع بالسودان بدون الكشف عن أوزانهم الحقيقية، ولكن الانتخابات ستكشف الجميع من حيث الأوزان والكتل سياسيا”.
وأكمل: “إذا لم تجرى الانتخابات سنعود إلى احتكار السلطة، وآليات التنفيذ فى تصورى هى مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات وقانون آخر يحدد الدوائر والقوائم أو الأنظمة المختلطة بين الدوائر والقوائم، ثم عندما تأتى الحكومة الجديدة ستحدد التشريعات والقوانين من داخل البرلمان، ويجب أن تكون هناك حكومة تكنوقراط قبل الانتخابات حتى لا تفرض آراء ومواقف أو توالى لأحد وتجهز لانتخابات حرة ونزيهة ومبكرة”.
وأكد رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، أن غياب الانتخابات فى السودان، سيعطى فرصة لانتشار الفوضى الحزبية، مشددا: “نحن فى الحزب فى طور الإعداد والاستعداد للانتخابات، ولابد لكل حزب أن يرتب أموره للقواعد السياسية والحزبية فى الفترة المقبلة”.
وأتم: “رغم التغير فى السودان، 60% من الناس الذين كانوا فى المظاهرات والاعتصام والسجون، من الحزب الاتحادى الديمقراطى، ونحن نفهم ما نقوم به ونرتب أمورنا والميدان بالنسبة لنا مرتب، لكن يحتاج إلى بعض الترتيبات الأخيرة، ونحن لدينا تصور لخروج السودان من الأزمة السودانية، يعتمد فى الأساس على التنمية، والتى تبدأ بالسلام ثم الاستقرار، لأنه إذا لم يكن هناك سلام اجتماعى فى السودان لن يكون هناك تنمية وعبور إلى بر الأمان”.
وأوضح هلال: “ليس لدينا تمييز عرقى فى السودان وكل ما يثار عن ذلك خرافات، لكن قد تعشعش فى أذهان بعض السياسيين خرافات من مخلفات الماضى البعيد، ويجب توقف خطاب الكراهية، لاسيما وأن السودان كله مهمشه، والناس فى احتياج إلى تعليم وصحة وماء ومدارس وسكن يليق بكرامة الإنسان كإنسان وخدمات وتنمية يحددها الشعب وليس النظام الحاكم”.
و كشف الدكتور حسن عبد القادر هلال، رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى عن أسباب الاختلافات بين الأطراف السودانية، قائلا: “هناك من نسى أن المصلحة العليا هى مصلحة السودان، مصلحة البلاد والمواطن السودانى البائس الفقير، وليست المصلحة الشخصية”.
وأضاف هلال فى لقاء خاص مع الإعلامى جمال عنايت على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن على الأطراف فى السودان أن تترفع عن صغائر الأمور، لأن هناك خراب وانهيار شامل، وإذا فكر الجميع فى الوطن والمواطن يكون تفكير سليم، أما إذا فكر فى الجائزة من وراء السودان سيكون هناك خراب”.
وأكمل: “العالم كله وصل إلى قناعة بأن الاقتصاد هو الذى يقود السياسة ويجب أن يسود، وأن معيشة المواطن لها الأسبقية القصوى، لكن فى السودان تدهور سعر العملة وأصبح سعر الدولار 600 جنيها بدلا من 60 جنيها، قائلا: “الثورة السودانية انهمكت فى الصراعات غير المتناهية ولم تتجه نحو التنمية الاقتصادية، والآن البلد فى مأزق اقتصادى كبير جدا وليس هناك تنمية اجتماعية باعتبارها تخص المواطن والبلد بالكامل، وليس هناك أى تقدم فى الصناعة أو الزراعة أو التجارة أو أى عمل يفيد المواطن، لذلك هناك تضخم وكساد فى أن واحد، والقائمين على أمر السياسة فى السودان لا يستطيعوا مداواة الموقف لأنهم غير اقتصاديين وهو يتحدثون فى السياسة كما يتنفسون دون النظر إلى الاقتصاد”.
وأردف: “الاتفاق الإطارى والاتفاقات التى أبرمتها نقابة المحاميين فى السودان، أنا أرحب بكل مبادرة للسلام فى السودان، ولكن يجب أن تكون المبادرة متسقة تماما مع العقلية والأمزجة السودانية، وإذا خرجت المبادرة عن الحس الوطنى تكون مرفوضة، ويجب توسيع قادة الاتفاق الإطارى وبنوده التى يجب أن تشهد تغيير بسبب الحديث عن النزعة الألمانية بها، ويجب أن نجرى مصالحة بين العلمانية وغيرها فى السودان”.
وقال الدكتور حسن عبد القادر هلال، رئيس المجلس القيادى للحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، أن الثورة السودانية “عظيمة ومباركة” لكن شابها لاحقا الكثير من المشكلات وأصبحت فى ربكة من أمرها، وبحسب الوثيقة السياسية التى أُبرمت بين الطرفين “المدنيين والعسكريين” فالثورة “شراكة بينهما”.
وأضاف هلال فى لقاء خاص مع الإعلامى جمال عنايت على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن بعد إبرام الشراكة بين المدنيين والعسكريين، ذهب المدنيون للقيادة، وهو الأمر الذى استجاب له العسكريين، ثم جرت خلافات بينهما بعد ذلك أنتجت “المكون المدنى” و”المكون العسكرى”، وهذا لم يكن موجود من قبل.
وأكمل: “بعدما كان العسكريين والمدنيين منسجمين ومترابطين وكان مجلس السيادة ومجلس الوزراء بهما أطراف مشتركة منهما، اشتعل الخلاف بينهما نتيجة التدخل الأجنبى الكبير فى هذا الشأن، لاسيما من ألمانيا وموريتانيا، وحدث إزاء ذلك انحيازات يسارا ضد اليمين، واليمين يمثله أحزاب داخل الثورة وليس الحركات الإسلامية، لكن التدخل أطاح بالسلام فى السودان”.
وأوضح: “فى السابق كان مهما اختلف السودانيين اجتماعيا يعودون إلى بعض فى النهاية، لكن كل حزب مختلف عن الآخر ويترصد بالآخر لكى يطيح به، والإطاحة ببعضهم البعض أطاح بالسلام فى السودان، وأصبح السودان فى كف عفريت وعلى حافة الهاوية وهذا وضع خطير جدا والأفضل أن يعود الجميع إلى رشدهم”.
المصدر : اليوم السابع