بالرغم من أن العادات الخليجية في مراسم الزواج متشابهة كثيراً، إلا أن لكل دولة من دول الخليج العربي لمسات خاصة بها. وفي سلطنة عمان تجد أن تلك الاختلافات في عادات العرس العماني واضحة أيضا باختلاف المحافظة والمنطقة، وتبدأ هذه العادات بالخطوات المتبعة حسب العادات العُمانية .
تبدأ بالخطبة و تقديم المهر أو”الحق”
حيث يتم الاتفاق بين الأسرتين أو عن طريق وسيط، ويبدأ الرجال أولا بطلب يد العروس من أهلها ثم يأتي دور النساء من أهل العريس للذهاب إلى بيت العروس لتحديد المهر أو(الحق). بعدها يبدأ أهل العريس بالتجهيز لنقل المهر إلى بيت العروس، ويجتمع المدعوون في بيت العريس ويقومون بحمل المهر إلى بيت العروس، ويصاحب ذلك زفة بفرقة شعبية، وهناك أغاني خاصة تغنى لهذه المناسبة ،
وهنالك أيضا “المندوس” وهو عباره عن صندوق مصنوع من الخشب والذي يوضع بداخله الذهب والمجوهرات.
وبعد الوصول إلى بيت العروس يتم عرض المهر”الحق”حيث تتقدم واحدة من النساء لتقوم بعرض المهر ومستلزمات العرس . ثم تعرض هدايا العريس، وبعدها الهدايا الأخرى المقدمة من جميع أفراد الأسرة.
بعد ذلك يبدأ عرض هدايا أهل العروس التي تقوم بعرضها أيضا سيدة مختارة من أم العروس .
عقد القران أو “المِلْكة”
يكون العقد للرجال عادة في المسجد بعد صلاة العشاء، وبعد الانتهاء من العقد تقدم الحلوى العمانية مع القهوة المرة، ثم يقدم بخور العود و يرش ماء الورد على الضيوف بعد الحلوى والقهوة لكي ترفرف السعادة على حياة العروسين. بعدها يتجه العريس إلى بيته لتناول وجبة العشاء. ثم يذهب إلى بيت العروس لقراءة الفاتحة على رأسها و الصلاة على طرف ثوبها، وتتردد بعد ذلك الزغاريد من النساء ثم يلبسها خاتم الزواج .
ثم يأتي بعد ذلك”يوم الجلو”
والجلو عبارة عن مادة مثل البودرة مكونة من مسحوق الصندل الذي يضاف إليه الزعفران مع قليل من طحين الأرز وجوزة الطيب وقشر البيض، ويخلط مع ماء الورد وتدهن به العروس جسمها. وتقوم بعملية الدهان سبع من الفتيات غير المتزوجات لكي يتباركن بها ويتزوجن بسرعة.
بعد ذلك توضع الحناء على رجل العروس .
وتستمر هذه المناسبة لثلاثة أيام استعداداً لليلة الحناء، وتسمى هذه الفترة”الحريمة”.
ثم تقام ليلة الحناء ويسمونها”الحناء الظاهر”وهي عبارة عن ليلة أساسية من ليالي العرس العماني وسميت بالظاهر لأن العروس تظهر فيها في أجمل مظهر من نقش الحناء ولبس المجوهرات التي توضع على رجل العروس لأنه في هذه الليلة تظهر فقط قدمي العروس لوضع الحناء.
ويسمى المكان الذي توضع فيه العروس بالحجلة وهي عبارة عن سرير مزين بالقماش الأخضر و الأحمر والأزرق وكذلك توضع المرايا على جميع جوانب السرير بعد أن يكسى بالقماش. وتظهر الحجلة بأجمل مظهر وتُجلس العروس بداخلها، وتوضع طاولة بها شموع وصينية تحوي بخور وحناء العروس، ويصاحب وضع حناء العروس ترديد الأغاني الشعبية. ثم بعد قليل يحضر العريس مع جميع أهله وأقاربه وأصدقائه إلى بيت العروس للإحتفال معها، ثم يذهب العريس إلى بيته لتكملة مراسم الحناء الخاصة به .
وأخيراً ليلة الزفاف أو ليلة الدخلة وهي ليلة إنتقال العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها بعد تجهيزها وتزيينها، حيث يحضر جميع أهل العريس إلى بيت العروس، ويقوم أهل العروس بضيافة أهل العريس، بعدها تقوم أم العريس باستئذان أم العروس وتسليم العروس ورقة الصداق (ورقة الغائب) من المحكمة وهذا شيء أساسي.
وتزف العروس وهي مغطاة بثوب أخضر وتتقدمها إحدى قريباتها و تمسك بها و تغني لها أغانى الزفة العمانية، وعند خروجها من باب بيت أهلها تكسر على رجلها بيضة كبركة للعروس حيث ترمز البيضة للخصوبة والإنجاب.
وعند وصولها لبيت العريس تذبح الذبيحة على رجلها لدخولها حياة جديدة و بيت جديد وعند وصولها إلى باب غرفتها يقوم العريس باستقبالها عند الباب ثم تُجلس العروس على يمين العريس، ويقوم أحد الحضور من الرجال بقراءة آيات من سورة (النور) على العروسين كبركة لهما وبعدها تبدأ الفرقة الشعبية في الغناء والمباركة للعروسين وأهلهما .
ثم تبدأ في اليوم التالي التصبيحة وهي عبارة عن وليمة تقام في بيت العريس ، حيث يقدم الطعام والحلوى للحضور ، ويقوم الحضور بمباركه العروسين
وإعطاء المال والهدايا لهم .