قال الدكتور عبد المجيد شعلان أستاذ الدراسات الإسلامية بالأردن أن رؤية المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي فى مبادرة ” تدبر لتفهم وتفكر لتعلم ” مفادها ضرورة تصحيح الكثير من الأفكار والمفاهيم الخاطئة التى ترسبت في وعينا وثقافتنا، والتي أدت إلى إضعاف إرادة العمل والإنتاج، وانتشار ثقافة التواكل والاتكالية.
وأوضح أن الإسلام دين العمل والإتقان، يحث على السعي في الأرض والابتغاء من فضل الله، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
وأضاف شعلان أن مصادر التشريع في الإسلام هي القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وما عدا ذلك من أقوال البشر وآرائهم لا يُعتد بها إذا خالفت نصوص الشريعة وقواعدها ومقاصدها العامة، لذا فمن الضروري بناء بيئة تعليمية شاملة لتمكين الأفراد من تعلم القرآن الكريم وعلومه بصورة سليمة، بعيدًا عن الأفكار المغلوطة، مع توفير الموارد والبرامج التعليمية ذات الجودة العالية لتيسير هذه المهمة.
وتابع ” ينبغي إطلاق حملات توعية لنشر القيم والمبادئ الأخلاقية الإسلامية، وتصحيح السلوكيات المنحرفة، بما يسهم في بناء مجتمع واعٍ بتعاليم دينه، ملتزم بتطبيقها عمليًا في جميع مناحي الحياة، وذلك يتطلب جهوداً مضاعفة من العلماء والمفكرين لمراجعة التراث وتمحيصه وفق منهج علمي دقيق، بعيداً عن العاطفة والتقليد الأعمى، وتشجيع حوارات بناءة بين أهل الاختصاص من مختلف التوجهات والمدارس الفكرية، بغية التوفيق بين وجهات النظر المتباينة حول القضايا المطروحة”.
وطالب شعلان بضرورة تبني مقاربات اجتهادية جديدة توازن بين الثوابت والمتغيرات، وتنأى بالدين عن التجمد والجمود وتشجيع البحث العلمي الهادف لاستيعاب التطورات المعاصرة، واستشراف التحديات المستقبلية التي ستواجه أمتنا.
وأوضح شعلان إن الالتزام بهذه الرؤى سيسهم بلا شك في استعادة عافيتنا وقوتنا، واسترداد مكانتنا بين الأمم، بفضل التمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.