فى إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، اليوم وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “حسن العشرة وحفظها“.
فمن على منبر مسجد النصر، أكد الشيخ أحمد شرف الدين من أئمة وزارة الأوقاف أن حسن العشرة وحفظها من الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التى دعا إليها ديننا الحنيف، وذلك دأب النبلاء الطيبين، الأوفياء الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه: “وَأَحْسِنُوا أن اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ”، ويقول سبحانه: “وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ”، ويقول (جل وعلا): “هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم”: “وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أن قَدْ كَافَأْتُمُوهُ“.
ومن على منبر مسجد فريد المصرى أكد الشيخ وليد إبراهيم يوسف الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان خيرَ الناس أبًا وزوجًا وجدًّا وصاحبًا (صلوات ربى وسلامه عليه)، فها هو (صلى الله عليه وسلم) يعين أهله ويساعدهم فى حاجتهم، ويقضى بعض وقته الشريف معهم لإدخال السرور عليهم، تحقيقًا لقوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ“.
ومن على منبر مسجد السلام أكد الشيخ محمد حسين جاد من أئمة وزارة الأوقاف على هذا المعنى بقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”، وقوله (عليه الصلاة والسلام): “اتَّقُوا اللهَ فِى النِّسَاءِ”، وقوله (صلى الله عليه وسلم): “خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي“.
ومن على منبر مسجد الإيمان أكد الشيخ سعيد السيد محمد الذكى الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية أنه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كان أبًا رحيمًا، وجدًّا ودودًا كريمًا، يقول أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضى الله عنه): “مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)”، وكان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إذا دخلت عليه ابنته فاطمة (رضى الله عنها) قام لها وقبَّلها بين عينيها، وأجلسها عن يمينه، بل كان يخصها ببعض أسراره إكرامًا لها وثقة فيها.
ومن على منبر مسجد الشناوى أكد الشيخ عاطف محمد الحلو من أئمة وزارة الأوقاف أنه عنـدما كان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يخطـب على المنبر وجـد حفيدَيه السيدَين الحسن والحسين (رضى الله عنهما) يتعثران فى المشي، فنزل من على منبره الشريف، واستلمهما وقبَّلهما، وقال: “نَظَرْتُ إلى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِى وَرَفَعْتُهُمَا“.
ومن على منبر مسجد الجوهرة أكد الشيخ أحمد محمد صبح الباز الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية أنه بلغ من رحمته (عليه الصلاة والسلام) أنه كان يصلِّى وَهوَ حاملٌ حفيدته أُمَامَةَ بنتَ السيدة زينبَ (رضى الله عنها)، فإذا سجدَ وضعَها، وإذا قامَ حملَها، فما أرقَّ عشرتَه (صلى الله عليه وسلم) وأجملها!.
ومن على منبر مسجد الجمال أوضح الشيخ باسم على أمين بشار من أئمة وزارة الأوقاف أن حفظَ العشرة وصيانةَ الجميل دليلُ وفاء الإنسان، وكرم أصله ومعدنه، وحُسن تديُّنِه، والأسوةُ فى ذلك أيضًَا المثل الأعلى للبشرية كلها نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) الذى كان وفيًّا لأهله ولأصحابه وكذلك مخالفيه، فتأتيه (صلى الله عليه وسلم) عَجُوزٌ، فيحسن إليها أعظم الإحسان، ويكرمها أشد الإكرام، وعندما تسأله السيدة عائشة (رضى الله عنها) عن ذلك، يقول (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ“.
ومن على منبر مسجد القهوجى أكد الشيخ أحمد محمد صبح الباز الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان وفيًا مع الأنصار الذين آووه وناصروا دعوته فقال (صلى الله عليه وسلم): “فَوَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ”، ويقول فى شأن صديقه ورفيق حياته أبى بكر (رضى الله عنه): “إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَى فى صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتى لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ“.
ومن على منبر مسجد الشيخ حسانين أوضح الشيخ إبراهيم إبراهيم حسن سعد من أئمة وزارة الأوقاف أن النبى (صلى الله عليه وسلم) لم يكن وفيًا مع أهله وأصحابه (صلى الله عليه وسلم) فحسب، إنما كان مع الناس عامة، فعن السائب بن أبى السائب قال: “أتيتُ النبى (صلى الله عليه وسلم) فجعلوا يُثنون على ويذكرونى فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): “أنا أعلمُكم به”، قلتُ: صدقتَ بأبى أنتَ وأمِّي, كنتَ شريكى فى الجاهليَّةِ فَكنتَ خيرَ شريكٍ لا تُدارينى ولا تُماريني، فكان (صلى الله عليه وسلم) نِعمَ الشريك كان لا يدارى ولا يماري.
ومن على منبر مسجد السادس من أكتوبر أكد الشيخ كريم عماد محمد خليل الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية أن النبى (صلى الله عليه وسلم) كما كان يحفظ العشرة مع أهله وأحبابه، كان كذلك مع مخالفيه، ففى يوم بدر يتذكر (صلى الله الله عليه وسلم) المُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ، ذلك الرجل الذى دخل النبى (صلى الله عليه وسلم) مكةَ فى جواره بعد عودته من رحلة الطائف، فيقول (صلى الله عليه وسلم): “لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِى حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِى فِى هَؤُلاَءِ – يقصد أسرى يوم بَدر – لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ“.
فما أجمل أن نتصف بحسن العشرة وحفظها مع الأهل والزملاء والجيران والناس جميعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ“.
المصدر :” اليوم السابع