لا تتوقف مساعى مصر لطرح مبادرات انطلاقا من موقعها وقدرتها على الانفتاح مع كل الأطراف الفاعلة، بحثًا عن أرضية مشتركة، ولا يتوقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن طرح المبادرات والدعوة لتقليل الصراعات ودعم المسارات السياسية إقليميًا ودوليًا، وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية يحرص الرئيس على الدعوة لوقف الحرب والتواصل مع الأطراف المتقاطعة معها، وأعلن هذه الدعوة فى الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ 27 من شرم الشيخ، وهو ما يتجدد فى استمرار تقديم المبادرات، والسعى لبناء وجهات نظر تميل للحوار، وتخفض الصراع.
وبعد يوم واحد من استقبال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى القاهرة، طار وزير الخارجية سامح شكرى، إلى موسكو للقاء نظيره الروسى سيرجى لافروف، حاملًا رسالة من بلينكن بضرورة وقف الجانب الروسى للأعمال العسكرية فى أوكرانيا، لافروف قال فى المؤتمر الصحفى المشترك مع شكرى «هذه الدعوات هى الوحيدة التى قدمها بلينكن.. وتحدثنا دائمًا عن استعداد موسكو لأى مقترحات جادة تشمل جميع جوانب القضية»، وزير الخارجية الروسى أشاد بالموقف المتوازن والمسؤول لمصر تجاه الأزمة فى أوكرانيا.
ورد وزير الخارجية الروسى، إنه بجانب الدعوة الأمريكية والأوروبية لوقف الحرب فإن الأمين العام لحلف الناتو «ستولتنبرج» تحدث عن ضرورة هزيمة روسيا، وأن الدول الغربية لا تسمح لأوكرانيا بالخسارة، داعيًا بلينكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا ووقف التصعيد العسكرى من الطرفين وليس فقط من موسكو، ويقول لافروف «إن الطريق للسلام لن يكون عن طريق إمداد أوكرانيا بالأسلحة، نحن دون شك نراقب هذه العملية».
وزير الخارجية سامح شكرى، طرح الموقف المصرى وأكد اهتمام مصر والمجتمع الدولى بالتوصل إلى ظروف تسمح بانتهاء المواجهة العسكرية فى أوكرانيا، مشيرًا إلى «أن مناقشاته فى القاهرة مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن تطرقت إلى الرؤية الأمريكية إزاء التطورات الأخيرة، وأنه ناقش الأمر مع نظيره الروسى الذى طرح الرؤية الروسية للأزمة».. «شكرى» قال «إن مصر فى كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتى بنتائج لإنهاء الصراع العسكرى بما يلبى المصالح لكل الأطراف، وأن القاهرة ستتابع التطورات فى إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، وستستمر فى السعى لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة».
وهناك بالطبع خلافات فى وجهات النظر منذ البداية، وتسعى مصر إلى تقريب وجهات النظر والبحث عن أرضية مشتركة، انطلاقًا من موقفها المنفتح مع كل أطراف الأزمة، والثقة التى تحظى بها القاهرة، لموقفها المتوازن والمنفتح مع كل الأطراف، فى وقت تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من إكمال عامها الأول، وتستمر الانعكاسات الاقتصادية والسياسية بشكل كبير على كل دول العالم، بما يستلزم السعى لإنهاء هذا الصراع، لصالح الجميع.
وهذا الموقف المصرى يتواصل ليس فقط فى الصراع الروسى الأوكرانى، ولكن تجاه كل التشابكات والتوترات الإقليمية والدولية، حيث يحرص الرئيس السيسى على تأكيد أهمية دعم المسارات السياسية وتقليل الصراع، وهو أمر يتم فى كل مباحثاته بجولاته الخارجية، أو لقاءاته، وأيضًا فى المؤتمرات الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا السورية والليبية والفلسطينية واليمن سوريا، حيث أكد وزير الخارجية الروسى اتفاقه مع رؤية مصر تجاه ضمان وحدة الأراضى السورية، وتعزيز عمل جامعة الدول العربية، وهو ما أكده سامح شكرى، «حول أهمية خروج القوات الأجنبية، ووقف الأعمال العسكرية غير الشرعية، وأيضًا دعم المسار السياسى فى ليبيا واتخاذ الخطوات التى من شأنها أن تعيد الأزمة الليبية إلى الأطر الشرعية المتمثلة فى المؤسسات الليبية ومقررات الصخيرات، وأن مصر سوف تستمر فى جهودها لعدم عودة المجابهات العسكرية»، وعن قضية فلسطين تدعم مصر أهمية العودة إلى التسوية الشاملة على أساس القانون الدولى، ويؤكد سامح شكرى، ضرورة إيجاد الإطار السياسى لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وتتحرك القاهرة انطلاقًا من ثقة دولية وإقليمية، وتهدف إلى الخروج من دائرة الصراع والتصعيد، التى لا تخدم مصالح الاستقرار وتؤدى لتعزيز التوجهات المتطرفة، وهو ضد مصلحة دول المنطقة، ولا يتوقف الرئيس السيسى عن التنبيه إلى أن الاستقرار هو أساس التنمية، وأن العالم يواجه تحديات تستدعى العمل الجماعى، لخفض التوترات، وتوسيع التعاون، لصالح المنطقة والعالم.
نقلا عن : اليوم السابع