أيد السفير جمال بيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، في رؤيته لتعزيز العلاقات العربية الأوروبية، بإنشاء صندوق استثماري بقيمة تريليون دولار، لدفع عجلة التنمية، من خلال تقديم الجانب الأوروبي الخبرات، وتوفير الامكانيات من الجانب العربي، حتى تتشكل جبهة توافقية “عربية أوروبية”، تضاهي القوى “الإقتصادية الأمريكية”، في ظل اتهام ترامب للاتحاد الأوروبي وانتقاده لهم ، مؤكدا أنها فرصة كبيرة لإنقاذ بعض الدول العربية من الأزمات الاقتصادية .
وأضاف أمين عام اتحاد المستثمرين العرب ،أن هناك قضية منطقة التجارة الحرة وسبل تعميقها بين الجانبين، والمشروعات المشتركة المهمة، مثل المشروعات الإقليمية التي ستفيد المساعدة الفنية الأوروبية بها، كالربط الكهربائي بين الدول العربية وإفريقيا، ثم الربط الكهربائي بأوروبا، وهناك كذلك مشروعات الربط البري والبحري، وربط الدول الأوروبية جنوب المتوسط بشمال إفريقيا والخليج .
وقال السفير جمال بيومي أن اوروبا لازالت اهم شريك تجاري لمصر بحجم تبادل تجاري يقدر بنحو 31 مليار دولار، وإن كان الميزان التجاري لصالحهم، حيث تمثل الصادرات المصرية نحو 13 مليار دولار فقط، بينما الواردات تمثل 18 مليار دولار ، مشددا على أن تصحيح وضع الميزان التجاري يتطلب ضرورة توسيع القاعدة الصناعية المصرية لزيادة الصادرات الي اوروبا ،وذلك يمكن تحقيقه بتوافر الإرادة المصرية، مشددا على أن هناك فرص واعدة لجذب الاستثمارات الاوروبية في قطاع الطاقة بكل أنواعه وصناعة السيارات وسلاسل الامداد والتخزين والتصنيع، والتي تعتمد بالأساس علي استغلال موقع مصر الجغرافي والاتفاقيات العديدة التي تتمتع بعضويتها العربية والأفريقية الأوروبية التي تمنحها ميزة تواجد منتجاتها بالعديد من الأسواق .
وأوضح بيومي أن هناك ظاهرة ملفتة في مصر والعالم العربي تتمثل في استحواذ الخدمات متمثلة في السياحة والبنوك والعقارات وقناة السويس على 80% من الاستثمار الاجنبي، بينما الصناعة تستحوذ على 9% فقط، والزراعة 2%، مطالبا بضرورة تغير مناخ الاستثمار بما يشجع على ضخ استثمارات بالقطاعات الإنتاجية وزيادة القاعدة الصناعية والزراعية، مؤكدا أن مصر من اكثر الدول الجاذبة للاستثمار عربيا وأوروبا، وهناك فرص بالعديد من القطاعات ولكن لابد من مواجهة حاسمة للتحديات المتواجدة والمتمثلة في البيروقراطية الشديدة بالأجهزة الإدارية بما يتطلب ضرورة تطوير الأجهزة الحكومية وغير الحكومية بما يتماشي مع الاداء العالمي واحتياج الجهاز المصرفي الى التطوير .
واكد بيومي أن اتفاق الشراكة المصرية الأوروبية يعد من اكفأ الاتفاقات التي أبرمتها مصر، حيث يقوم بتغطية العلاقات المصرية في كافة القطاعات التجارية والاقتصادية والسياسية والأمنية والتعليم والسياحة، وهناك 8 لجان تنعقد سنويا وتبحث نتائج هذه العلاقات وتطورها، كما أن هناك متابعة دورية للملفات ومحاولة لتعميقها .
وتابع أمين عام اتحاد المستثمرين العرب ” هناك طفرة كبيرة في حركة الاستثمارات المصرية الأوروبية وأتمنى أن يتم مواصلة هذا التوجه والاهتمام بالترويج لمفاهيم الاستثمار في مصر للقطاع الخاص والأجنبي” .
وحذر السفير جمال بيومي من الزيادة السكانية فى مصر، موضحا أن معدل النمو الاقتصادي يجب أن يمثل 3 أضعاف معدل النمو السكاني، وإلا فإن الدخل القومي سيتآكل ، مشيرا الى أن الاستثمار هو استثمار المدخرات، ولكننا حتي الأن قدرتنا على الادخار لا تزيد عن 15% من الناتج القومي المصري والهدف الوصول الى 33% .
وأشار، السفير جمال بيومي، إلى أن مصر لديها فرصا للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي بالاستفادة من العلاقات السياسية المميزة، ويمكنها زيادة هذه العلاقات من خلال زيادة التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والتدريب والتعليم والانتقال المنظم للعمالة .