طقوس الزواج المتبعة فى اليمن حتى وقتنا الحالى تعود إلى العصور القديمة، كما بقيت هذه العادات والتقاليد تعبيرًا رمزيًا عن مختلف العادات والتقاليد الاجتماعية لفترة طويلة من الزمن فى اليمن .
وتبدأ هذه العادات بقرار اختيار العروسين، ويتم اختيار العريس والعروس من قبل الوالدين، وذلك لأنه ضمن المعتقدات اليمنية يعتبر الأهل هم الأشخاص الأفضل للاختيار ، بالإضافة إلى قلة فرصة التقاء الشاب العريس مع الفتيات عادةً، وبالتالي فهو يعتمد في اختيار العروس على والدته وأخواته الأكبر منه أو في بعض الأحيان يتم اللجوء للخالات والعمات.
وعملية البحث عن عروس مناسبة تكون مهمة والدة العريس ووالده، إذ يعرفون بحكم العادات الاجتماعية العديد من العائلات، وبالتالي عند وصول العريس لسن الزواج، والذي يتراوح تقريبًا ما بين 17-19 سنة تبدأ الأُم بالبحث عن العروس المناسبة من العائلات المجاورة أو من الأقارب، وعند وقوع الاختيار على عروس معينة تقوم الوالدة بإخبار الوالد؛ حتى يتم البحث عن العائلة وأصول العائلة ومكانتها الاجتماعية والمنزل الذي ستأتي منه العروس.
وعند اعتماد عروس معينة تذهب عائلة العريس لطلب العروس، وبذلك تستطيع الفتاة رؤية الشاب عن طريق تقديم الشاي له، وفي هذه الحالة تستطيع العروس رؤية العريس عن كثب، وبعد ذلك يأخذ والد العروس وقتًا ليرد على طلب والد العريس، عن طريق أخذ مشورة العائلة، وأخذ موافقة العروس في حال رغبت بإتمام مراسم الزواج.
وبعد موافقة العروس وأهلها تتم عادةً إتمام مراسم الخطبة، وغالبا يتم ذلك يوم الخميس أو الجمعة، عن طريق ذهاب العريس مع والده، ويأخذان معهما أربعة أصدقاء من العائلة، ويأخذون معهم القات والتمور والهدايا، ويقدم العريس ووالده خاتم الخطوبة لوالد العروس، بالإضافة إلى بعض الهدايا للعروس ووالدتها من التمور والملابس، وبهذه الزيارة يتم تحديد قيمة المهر، والذي يعود للعروس لشراء ما تحتاج، وترغب به من الملابس وبعض المجوهرات، حيث تبقى هذه الأشياء ملكية خاصة للعروس .
يستمر الزفاف بعد إتمام الخطوبة لمدة ثلاثة أيام متتالية، ويتم توقيع عقد الزواج “عقد القران”في بيت العروس، وذلك يوم الأربعاء بعد الظهر، حيث يجلس العريس ووالد العروس مقابل بعضهما البعض وبينهما القاضي الشرعي، ويطلب العريس من والد زوجته المستقبلية إعطاءه ابنته، بعدها يقوم والد العريس بإلقاء حفنة من الزبيب على سجادة، وهنا يبلغ الاحتفال قمته، ويجب أنّ يقوم الحاضرون بالتقاط أكبر قدر ممكن من الزبيب؛ لأنه يرمز إلى عيش الزوجين بسلام وحياة هادئة ورغيدة.
وأخيراً تأتي ليلة الزفاف، ويُعد هذا اليوم هو اليوم الأهم في عادات الزواج عند اليمنيين، حيث يتم البدء منذ الصباح الباكر بتجهيز وجبة الغداء؛ إذ يُعد ذلك من أهم عادات وتقاليد الزواج في اليمن ، ويتم تحضير أعداد كبيرة من العجول والخراف، ويأتي الجزارون؛ لإعداد اللحم وطهيه، وبعدها يذهب الرجال إلى صلاة الظهر، وعند الانتهاء يرتدي العريس الزي التقليدي اليمني ويحمل بيده سيفًا ذهبيًا، وتبدأ الأغاني والطبول والرقص، ويجتمع الرجال في منازل مختلفة ويباركون للعائلتين بإتمام مراسم الزفاف، وتبدأ البخور بالانتشار في أرجاء المكان، وفي هذه الأثناء يقوم القاضي الشرعي بتذكير الحاضرين بأوامر الشريعة الإسلامية في الحفاظ على الزواج.