قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسى، أن ظاهرة الطلاق تهدد أمن واستقرار الأسر لأنها تعمل على تفريغه من الداخل وتكون سببا في انتشار الجهل والجريمة، متفقا بذلك مع رؤية المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي، التي جاءت في كتابه “الطلاق يهدد أمن المجتمع” .
ولفت فرويز الى مجموعة من العوامل تكمن وراء ظاهرة الطلاق أهمها سوء الاختيار بين الطرفين وغياب التكافيء وتدخل الأهل فى حياة أولادهم، وكذلك الحالة الاقتصادية وعدم وجود برامج تأهيل للمقبلين على الزواج للتعريف بتحدياته وكيفية التغلب على المشكلات وحلها.
وتابع ” هناك العديد من الاسباب التي تتسبب فى انفصال الزوجين خلال العام الأول من الزواج وعلى رأسها العوامل الاقتصادية وعدم الاستقلال المادى للزوج مما يعطى الفرصة للتدخل في حياة الزوجين ويدق أول مسمار في نعش الزواج ”
أضاف استشارى الطب النفسى أن مساهمة المرأة العاملة في مصروف المنزل غير الأدوار التقليدية بين الزوجين بعد تزايد مطالبات النساء بالاستقلال المادي والمعنوي في الوقت الذي لا يتفهم فيه كثير من الرجال الدور المهم للزوجة .
وأوضح فرويز أنه لابد أن يكون الرجل والمرأة قادرين على تحمل المسؤولية، وتخطى أى مشكلة مع اختيار الحل المناسب لهما بدلا من اللجوء للحل السهل وهو الطلاق مع إغفال تبعاته على المستويين النفسي والاجتماعي، وايضا في فترة الخطوبة إظهار الجوانب الإيجابية في شخصيتيهما يعد من أهم أسباب الطلاق بعد ذلك خاصة أنهما يغفلان الجوانب السلبية الأمر الذي يجعلهما يصطدمان بطبيعة شخصيتيهما الحقيقية بعد الزواج، موضحا أن وجود التقارب الفكرى والاجتماعى والمادى بين الطرفين يصنع حالة من التكامل لأن مؤسسة الزواج أهم وأعمق من مجرد تحول الرجل إلى مصدر للأموال، واقتصار دور المرأة على أعمال المنزل، فالزواج مؤسسة مشتركة يساعد كل طرف فيها الاخر على النجاح وعند حدوث مشكلة يجب إتاحة الوقت للتفكير فى حلول مشتركة لا تؤثر على كيان الأسرة.
وأشار فرويز الى أن السرعة في اختيار شريك الحياة أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الطلاق خلال السنوات الأخيرة وتتزايد بسبب عدم وجود نظام العائلات الذي كان حاضرا في الماضي، ناهيك عن طريقة تربية الأبناء التربية الصحيحة، كما تشارك مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة معدلات الطلاق لما تسببه من مشاكل مثل الخيانة الزوجية.
جاء ذلك ردا على كتاب الطلاق يهدد أمن المجتمع للكاتب والمفكر على محمد الشرفاء الحمادي وينطلق الكتاب من القاعدة التي نصت عليها الآية الأولى من سورة النساء، حيث تقرر الآية مبدأ مساواة الناس رجالا ونساء في الحقوق، ومحورية المرأة في كينونة الأسرة والمجتمع، وهي المحورية التي جسدها حمل سورة كاملة لاسم النساء، وهي السورة التي حوت الكثير من التشريعات الإلهية في ميدان الأحوال الشخصية.
ويلقي الكتاب نظرات مفصلة على حقوق المرأة ثم على الأضرار الكارثية للطلاق، وعلى خطورة الطلاق الشفوي، قبل أن يقدم خاتمة تلخص ما ورد فيه، ليلحق بالكتاب عقدا نموذجيا من مواد قانونية تلزم كلا الطرفين بواجباته تجاه الآخر، وتجاه مؤسسة الزواج.