أكد الدكتور محمد هاني ، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، على ما جاء في كتاب “الطلاق يهدد أمن المجتمع” للكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء لأنه يكشف عن حجم الظاهرة في مجتمعاتنا العربية، ويضع ايضا حلول للحد منها ، موضحا أن نسب الطلاق في مصر أصبحت تهدد أمن المجتمع بغض النظر عن أسبابه، وتحولت من مشكلة عادية منتشرة فى أى مجتمع لكابوس يؤرق المجتمع لتناميها بهذا الشكل.
وأضاف هانى، في تصريحات خاصة لـ “رسالة السلام ‘ أن عدد المطلقات فى مصر وصل لرقم مرعب متابعا: لدينا ملايين العانس في مصر ، والسائد لدينا هو الزواج التقليدى الذى لا يكون مبنيا على سابق معرفة أو توافق فكرى بين الشخصين
وأشار هاني إلى أن أبرز أسباب الطلاق، عدم إستيعاب الزوجين للمشاكل لذلك تفاقمت الخلافات والمسائل البسيطة أصبحت معقدة بينهما، وعلاقتهما افتقدت للاحترام ، كما أن المشاكل المالية تعد إحدى أسباب الطلاق، وعدم التوافق الاجتماعي بين الزوجين، والتخلي عن الشعور بالمسؤولية، وإدمان المخدرات، وتدخل الأسرة والأصدقاء في حياة الزوجين، ونتج عن معظمها معاناة الأطفال على المستوى النفسي والإجتماعي
وإلى قراءة فى كتاب ” الطلاق يهدد أمن المجتمع ” للمفكر العربى على محمد الشرفاء :
جاء كتاب ” الطلاق يهدد أمن المجتمع ” للمفكر العربى على محمد الشرفاء في اربع وأربعين صفحة، يحمل بين طياته ميثاق جديد يضاهي أن لم يكن يفوق معاهد الأمم المتحدة لحقوق المرأة، حيث أوضح بما لا يدع مجالا للشك أن الدين الإسلامي حمى المرأة وجعلها على قدم المساواة مع الرجل.
وعلى الرغم من أن كثير من القراء لم يربط ما بين الحماية الدينية للمرأة والحقوق التي يتشدق ويتباهى بها العالم الغربي من حقوق وحريات وتكريم للمرأة، متناسين أن الإسلام الصحيح – بعيدا عن الموروثات التي صيغت بهدف تغليب المصالح من بعض من أسموا أنفسهم برجال الدين وحافظيه – حيث أشار المفكر العربي على محمد الشرفاء الى أن الإسلام أبقى للمرأة شخصيتها المستقلة المتميزة، ولهذا عرفنا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمائهنّ وأنسابهنّ، فخديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حُيَي، وكان أبوها يهودياً محارباً للرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنّ شخصية المرأة المدنية لا تنقص بالزواج، ولا تفقد أهليتها للعقود والمعاملات وسائر التصرفات، فلها أن تبيع وتشتري، وتؤجر أملاكها، وتستأجر، وتهب من مالها وتتصدق وتوكل وتخاصم. وهذا أمرٌ لم تصل إليه المرأة الغربية إلاّ حديثاً، ولازالت في بعضِ البلاد مقيَّدةً إلى حدٍّ ما بإرادة الزوج، وهو الامر الذي أكد عليه كتاب ” الطلاق يهدد امن المجتمع ” حيث أعطى للمرأة حق رفض الطلاق مثل حق قبول الزواج، واكد على أن الطلاق لا يقع بقرارا منفردا من الزوج، وانما هو تشاور وفق ما قاله الكاتب حين أشار الى أن الله وضع قاعدة للانفصال بين الزوجين وهي التي قال فيها تعالي ﴿ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” وأيضا قوله تعالي ” فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا﴾ وهو الامر الذي أوضح المفكر العربي على الشرفاء أن الانفصال لا يتم الا بالإتفاق بين الطرفين بنفس راضية، وكلاهما مقتنع بقرار الانفصال الذي اتخذه ومن هنا يضع الله ٍ سبحانه القاعدة الإلهية في تشريعه كشرط ٍ أساسي لاستمرار العشَرة أو الانفصال اتساقا مع قوله تعالي ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾
وقوله تعالي ﴿ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ ( البقرة 230)
حيث يري الكاتب أن الله أسس أحكاما رادعة للأزواج حتى لا يتخذوا قرارات غير مدروسة تسبب هدم البيت والاسرة وهو ما يحاول العالم الغربي وضعه في قوانين متناسين المنهج الإلهي.