اختُتمت فعاليات الدورة الـ 16 من “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة 2025″، التي أُقيمت برعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، وبمشاركة نخبة من العلماء والمختصين في المواد المتقدمة من مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة حول العالم، إلى جانب طلاب المدارس الثانوية والجامعات، حيث جرى خلال جلساتها ومحاضراتها المثمرة مناقشة دور المواد المتقدمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للبشرية.
وافتتح الورشة صاحب السمو حاكم رأس الخيمة يوم الإثنين الماضي، مؤكداً في كلمته الرئيسية أن العلوم ركيزة أساسية لبناء مستقبل أكثر استدامة، عبر إحداث تحولات جذرية في الصناعات من خلال الابتكار. كما أشار سموه إلى التزام رأس الخيمة الراسخ بتعزيز التقدم العلمي.
وشارك في الحدث العلمي، الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، أكثر من 200 عالم وطالب ومختص في المواد المتقدمة من مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة، مثل جامعتي كامبريدج وأوكسفورد في المملكة المتحدة، وجامعة كاليفورنيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وكان من بين المشاركين البروفيسور أندريه جيم، الحائز على جائزة نوبل من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى طلاب المدارس الثانوية والجامعات في رأس الخيمة.
وخلال فعاليات اليوم الثالث من الورشة، نظّمت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة زيارة لأكثر من 100 طالب وطالبة من مختلف مدارس رأس الخيمة، حيث التقوا أربعة علماء وشاركوا معهم في نقاشات حول أهمية العلوم.
وتطرّقت جلسات الورشة إلى موضوعات متعددة حول التطبيقات العملية وآخر الأبحاث في مجال المواد المتقدمة، وسلط المشاركون الضوء على إسهامات هذا المجال في الصناعات المختلفة.
وفي ختام الفعاليات، أُقيم حفل توزيع الجوائز للفائزين في “تحدي رأس الخيمة للابتكار والاستدامة 2025″، الذي شهد مشاركة طلاب المدارس والجامعات من الفئات العمرية المختلفة، إلى جانب متخصصين في القطاع الصناعي في الإمارة.
وتنافس المشاركون في سلسلة من المسابقات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة في عدة فئات، وتم تكريم الفائزين بجوائز نقدية بلغت قيمتها 10 آلاف درهم إماراتي، واستقطب التحدي، الذي نُظِّم بالتعاون بين “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة”، ودائرة رأس الخيمة للمعرفة، والمركز الأكاديمي لجامعة بولتون في رأس الخيمة، أكثر من 300 مشاركة.
وزار وفدٌ من العلماء المشاركين في الورشة يوم الخميس عدداً من كبريات الشركات في رأس الخيمة، من بينها “سيراميك رأس الخيمة”، و”الخليج للصناعات الدوائية – جلفار”، و”فالكون تكنولوجيز إنترناشيونال”، حيث استعرضوا سُبل الاستفادة من المواد المتقدمة في تطوير صناعاتها، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، وتقليل البصمة الكربونية، فضلاً عن الحد من الحاجة إلى المواد الخام.
وتشمل المواد المتقدمة المعادن، والسيراميك، والبوليمرات، سواء كانت جديدة أو مطورة، حيث تدخل في صناعة الهواتف المحمولة، والأجهزة الإلكترونية، والمواد المركبة، والأصباغ، وأنظمة الطاقة، وأجهزة الاستشعار، والأغشية وغيرها.
وتمتلك هذه المواد إمكانات كبيرة لإحداث تحول في العديد من القطاعات، مثل الطيران، والنقل، والبناء، والرعاية الصحية، كما تسهم في تقليل البصمة الكربونية وخفض استهلاك الطاقة.
وأُقيمت الدورة الـ 16 من “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” برعاية شركة “ستيفن روك”، إحدى أكبر شركات المحاجر في العالم، التي تتجاوز قدرتها الإنتاجية 80 مليون طن من الأحجار سنوياً.
نقلاً عن وكالة أنباء الامارات