أكد اسامة بديع باحث في العلوم السياسية، أن الدول العربية لن تتحد تحت تصرف قيادة عربية مشتركة بأي حال من الأحوال، فلكل منها مصالحها الخاصة، وشراكات متنوعة مع كثير من الدول الغربية والتي كانت سببا أساسيا فى عمليات التطبيع الاخيرة التي قامت بها معظم الدول العربية مع الكيان الصهيوني المحتل، دون حضور القضية الفلسطنية ومعاناة الشعب الفلسطين علي موائد عمليات التطبيع والتى كان من الممكن أن يتم تخفيف وطأة ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من جيش الاحتلال الاسرائيلى اذا أصرت الدول العربية على شروط معينه لموافقتها على التطبيع .
أضاف فى تصريحات خاصة ل ” رسالة السلام ” أن ما يؤكد عدم رغبة الدول العربية فى القيام باتحاد عربي وقيادة مشتركة هو عدم تحقيق جامعة الدول العربية اي نجاحات تذكر على مدار السنوات الماضية، حتى فى ظل أزمة بعض الدول العربية مع دولة قطر لم يكن للجامعة العربية أى مجهود يذكر أو نجاحات يمكن البناء عليها لعمل مشترك فى المستقبل، لافتا الى أن ما يحكم العمل المشترك هو المصالح المشتركة فقط وليس القومية العربية ولا الديانة .
جاء ذلك ردا على مقال الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء تحت عنوان ” العرب بين أحلام الوحدة والأوهام ” ، هذا نصه ،،
1- هل تدرك الدول العربية ماذا تستفيد من تحقيق الاتحاد سياسيا؟ وهل لديها النية الصادقة فى خلق كيان عربي قوي يحمى استقلالها ويضاعف استثماراتها فى أقطاره لتكون قوة اقتصادية عالمية يحسب لها العالم ألف حساب، تمتلك جيشا موحدا قويا قادرا على حماية مصالح الامة العربية، لتخلق حلفا أمنيا وعسكريا كحلف الناتو، مالذي يعيق الدول العربية وهي لديها من عناصر اللغة والتاريخ المشترك والمصير الواحد والتكامل الجغرافي والمناخي، ممايؤهلها لتكون قوة عسكرية وقوة اقتصادية تحمي ثرواتها وترتقي بمستوى الحياة الكريمة لشعوبها، ولاتكون كما يحدث اليوم كل الذئاب والثعالب توجه سياسة بعض الدول العربية وتتدخل فى أمورها فى الصغيرة والكبيرة، تنشر فيها الفتن وتنشأ فيها الحروب الأهلية ليتحقق للصوص الفرصة فى نهب ثرواتها، وأبنائها ينفرجون على المشهد المأساوي دون مبالاة، تسقط سوريا وتنهار العراق ويتمزق اليمن ويتشرد شعبها، وتعبث المليشيات والمرتزقة فى ليبيا والجامعة العربية تتفرج منتظرة أن يتدخل مندوب من أمريكا او الدول الغربية ليصلح بين الاخوة العرب، أليست تلك مسؤولية عربية؟ وتأتي فى مقدمتها الجامعة العربية، أين القيادات العربية؟ أين الالتزام العربي بالأمن القومي للدول العربية؟ أين الشهامة والكرامة للذود عن حق العرب؟ أين الشعارات التى سقطت تحت أنقاض الدمار وتناثرت تذروها رياح الغضب وتعصف بالعروبة؟تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.
2- ما المميزات التي ستتحصل عليها أي دولة عربية من خلال اشتراكها فى الاتحاد؟
3- هل تدرك الدول العربية ماذا تريد من الاتحاد العربي هل سيدافع عن استقلالها وهل يستطيع حمايتها من أي غزو خارجي؟
4- هل الدول العربية مستعدة أن تتخلى عن أنانيتها واستقلال قرارها ليكون تحت تصرف القيادة المشتركة؟
5- هل الدول العربية مستعدة للاستغناء عن الكبرياء والرياء والاستعلاء وحب الذات وتضخمها بحيث تقبل الانخراط فى عمل عربي مشترك وصادق؟
6- هل تدرك الدول العربية مدى الفوائد التي تتحصل عليها نتيجة الاتحاد من حيث تبادل المصالح الاقتصادية والأمن العربي الجماعي الذى يحمي الأمن القومي للدول العربية؟
7- هل تدرك الدول العربية حجم التبادل التجاري والتكامل بين أعضاء الاتحاد وما سيتحقق من ذلك من عوائد عظيمة تربط المصالح الاقتصادية بين الشعوب التى تحيط العلاقات بين العرب بسياج متين أساسه المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة بين الاقطار العربية والتعاون فى انشاء مصانع مشتركة لتحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن العربي بدلا من أن يظل العالم العربي سوقا استهلاكية تستنزف ثرواته لمصلحة شعوب أخرى وتظل الشعوب العربية تعاني من الفقر والقصور الخطير فى مستوى التقدم والتطور والازدهار ليظل الوطن العربي عالة على غيره من الدول.
8- هل من مصلحة أعداء الأمة العربية أن تتحقق وحدة عربية بين الدول العربية علما بأنه سبق ان تم اتفاق بين وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا على تقسيم الوطن العربي تحت اسم (خطة سايكس بيكو) سنة 1916 م وذلك ما حدث وهل استفاد العرب من دروس الماضي ويعود اليوم نفس الموال لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتوزيع التركة العربية على المستعمرين الجدد؟ طالما ربطنا مستقبلنا ومستقبل أجيالنا باللصوص التى تحكم بعض الدول الغربية والتى تستهدف نهب ثروات الوطن العربي وابقائه مصدر ارتزاق وتسخيره للاسترقاق والاستسلام الكامل لتنفيذ أجندات لاتخدم المصلحة العربية العليا ولذلك سيظل العرب فى حالة ارتهان للغير الى مالانهاية حتى ينضب فى الوطن العربي البترول والغاز ثم يتركوا لنا دولا هشة تعيش عالة على هيئة الاغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة لارسال المساعدات الغذائية للدول العربية وحينها لاينفع الندم بعد أن أسرفنا فى تقديم ثروات الدول العربية اكراميات لأمريكا كما حدث فى عهد( ترامب) مئات المليارات من الدولارات فى سباق عربي من يدفع أكثر قدمت هدية ومكرمة دون مقابل دليلا على الكرم العربي الامحدود.
سيظل العرب صم بكم عمي فهم لا يبصرون / ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) وهو ما نعيشه اليوم من الخراب والدمار فى سوريا والعراق واليمن والصومال ولبنان وليبيا والبقية تأتي.
لماذا لأن العرب لم يطيعوا الله فى أمره سبحانه بقوله:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، ولم يؤمنوا بتحذيره بأمره لهم (وَأَطِيعُوااللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).
تنازعوا وتقاتلوا منذ وفاة الرسول عليه السلام وارتكبوا المجازر خلفاء بني العباس والأمويين واستمر مسلسل الدماء ينسكب على رمال الصحراء هدرا دون جدوى إلى يومنا هذا، تشردت الشعوب وقتلت النساء وغرق الأطفال ومات الملايين من الجوع وما زلنا نتحدث أننا خير أمة أخرجت للناس وما زلنا معتمدين في كل أمور حياتنا ومعيشتنا وأمننا على الغرب والأمريكان فأي أمة نحن؟
نقتل بعضنا ونسفك دماءنا ونبعثر ثرواتنا وشعوب أمتنا تعيش فقيرة متسولة لقمة العيش تبحث عمن يحميها ويصبح للأسف حاميها حراميها لينهب ثرواتها ويخلق لها فرق الشر كداعش والقاعدة والإخوان للقيام بارتكاب الجرائم ثم يذهب العرب لمن شكل تلك الطوائف وأمرهم بالتخريب والقتل يطلبون منه العون والحماية.
فأي أمةً نحن عنها نتحدث وهي تعيش فى سبات عميق وأكبر مثل على تلك المأساة الأشقاء الفلسطينيون لم ينجحوا فى توحيد صفوفهم بالرغم من أن حياتهم ووطنهم مرتبط بوحدتهم، فسلام على أمة تاهت في القفار وضاعت أحلامها بين الغبار وليس لنا ملجأ إلا الواحد القهار.