قالت د .سلوى محمد المهدى أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي انه ما من شك أن العلاقات الزوجية غير السوية التي تعاني التصدع والخلافات التي تنتهي بالطلاق تحدث جروحاً وآثاراً مدمرة في حياة الأبناء.
أضافت فى تصريحات خاصة لـ ” رسالة السلام ” أن الشقاق بين الزوجين يشكل مناخا غير صحي في التنشئة الاجتماعية للأبناء، وبخاصة إذا كان هناك صراع بين الزوجين في محاولة ضم الأبناء إلى معسكره لتقوى شوكته في مواجهة الزوجة.
واشارت أستاذ علم الاجتماع انه قد يتولد لدى الأبناء اتجاه نحو العنف، وقد يضل بعض الأبناء الطريق القويم فيسلك طريق الانحراف ويندفع إلى السلوك المضاد للمجتمع، حيث تكون السلطة الأسرية في غفلة عنه وربما يكون قد وقع الانفصال وتم الطلاق ويفقد الأبناء الرعاية والعناية في فترة أحوج ما نكون فيها بأمس الحاجة إليها، فهم يحتاجون في هذه الفترة إلى توجيه القدوة حتى ينمو ذكائهم وتزدهر قدراتهم وتتوجه إلى العلم والمعرفة لا إلى الهدم والتخريب، وربما يتخذ الطفل من العنف منهجاً إذا لم يجد من يقوده إلى جادة الصواب ويجنبه الزلل وإلا ذهب إلى الضياع.
وتابعت ” إن أبناءنا فلذات اكبادنا وجملة لواء المستقبل ينبغي أن نوفر لهم حياة سعيدة مستقرة وما واقعة الطلاق إلا تبدداً لكل أمال المستقبل أمام الأبناء” .
وأضافت أن الطلاق هو الإعلان الرسمي لفض الحياة الزوجية، وهو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الزواج غير الناجح، وتفريق الزوجين وفق مقتضى الشريعة الغراء. وبالرغم من إباحة الطلاق إلا أنه ينبغي أن يكون الملاذ الأخير فهو أبغض الحلال عند الله.
وحول رؤيتها حول وثيقة عقد النكاح للمفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادى قالت أستاذ علم الاجتماع، اعتقد أن الوثيقة جيدة خاصة أن استمرار الزواج الفاشل ربما يكون أكثر ضرراً بالأبناء من الطلاق، فالشجار المتعاقب في المنزل ربما يكون السبب الأساسي لجنوح الأبناء وبخاصة إذا عمد الوالدان إلى اتخاذ الطفل محوراً لشجارهما، وهذا الجو المضطرب يمنعهم من الحصول على الحب والحنان اللازمين من الوالدين.
وأوضحت إن المراهقين الذين يعيشون في بيوت مفككة بسبب الطلاق أو الانفصال يعانون من مشكلات عاطفية وسلوكية ونفسية واجتماعية وصحية بدرجة أكبر من أقرانهم الذين يعيشون في بيوت مستقرة، بل إن هذه الفئة من الأبناء يميلون إلى الحدة والغضب ولديهم ميل شديد للعزلة والانطواء وتتضح لديهم أعراض الاكتتاب بسبب التغييرات التي تشمل مجالات الحياة العائلية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية، وهنا تأتى أهمية وثيقة عقد النكاح فالوثيقة تحمي الأسرة وتحمي سلوك الأطفال خاصة أن من أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع نتيجة الطلاق هي السرقة والعزلة والغيرة وضعف التحصيل الدراسي، والشعور بالنقص، وهناك مشكلات أخرى أيضاً كالتدخين والإدمان والميول إلى العدوانية.