قال الدكتور عطية عدلي أستاذ الدعوة والثقافة بكلية أصول الدين، أن رفض التراث وإزدراؤه برمته خطأ كبير ، أيضا قبوله بشكل مطلق، والتعامل معه بقدسية مطلقة خطأ أكبر بكثير من ازدراؤه، بل أشد خطرا ، وأعظم بلاء.
وأضاف أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين فى تصريحات خاصة ل ” رسالة السلام ” أن التعامل بقداسة مع نصوص وآراء نسبت لعلماء وبُنيت عليه أحكام نسبت إلى الشرع، والشرع منه منه براء، كما هو الحال في قضايا التعامل مع غير المسلمين ، مما يقتضي معه إعادة احياء التراث من خلال عرض كل الأقوال وجمع أراء المجتهدين على صحيح المنقول كما فعل السلف ولم يتهموا بانهم مضلين او خارجين.
وتابع عطية ” يجب أن نعلم أن التراث في ذاته جهد بشري والبشر ليسوا معصومين، لذا فجميع إنتاج البشر لا يخلوا في الغالب من الخطأ أو النقصان خاصة وأن التراث ليس شيء واحد وإنما أراء وإتجاهات وتيارات عبرت عن إتجاهات ومؤثرات إجتماعية وأراء متباينة .
وطالب جميع المشتغلين بقضايا التراث أن يعيدوا النظر من خلال الرجوع الى نصوصه لإعادة تحكيمها فيما يظهر لهم من قضايا، خاصة أن بعض هذه النصوص قد عفى عليها الزمن أو أن مدونيها قد قاموا بصياغتها وفق أحكام ما عرفوه فى زمنهم، ضاربا مثلا فى تفسير دلائل الآيات الكونية التى تتفق وحقائق علمية أغلبها مأخوذ من الأفكار اليونانية والهندية والإسرائيلية والفارسية، وهو ما يجعلنا نقول أن أكثرها مأخوذ من التراث الإنساني، مما يشير الى وجوب إعادة صياغته ليتناسب مع عصر العلوم التجريبية والتطبيقية، وفيما يتعلق بعلوم الفقه الإسلامي، فمثلا فكرة عدة المرأة المطلقة او الأرملة يتم تدريسها على أنها أمر تعبدى، بحث يضاف له فكرة استبراء الرحم حتى لا تختلط الانساب، ولكن الأحرى بنا أن يتم تدريب العلة وفق ما فسره العلم الحديث بمختلف أنواعه ليتعود النشء على الخروج من بوتقة التقديس الى الاجتهاد والنظر والتفكر والتدبر والتطلع للحقائق العلمية .