أكدت الدكتورة منى الحديدى استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان،أن هناك دورات تدريبية للمقبلين عن الزواج للحد من الطلاق، من خلال وضع أسس للعلاقة بين الزوجين، وحتى منذ بدء اختيار الشباب أو الفتاة لشريك حياته، وبناء على بعض المؤشرات يمكن للطرفان معرفة ما اذا كان يمكن للطرفان استكمال خطوة الزواج أو ينفصلان قبل إتمام الزواج وتكوين أسرة وفى النهاية لم تكتمل الحياة بينهما .
وكشفت أن هناك مشروع ” مودة ” لوزارة التضامن الاجتماعى لتأهيل المقبلين على الزواج، وكذلك الأزهر الشريف، لافتة إلى أن الاهم أن تتجه هذه المبادرات لكل شرائح المجتمع، بالإضافة لدراسة مدى استجابة الشباب لهذه المبادرات، وهل تؤدى دورها بالفعل، موضحة أنها ترى أن مردود هذه المبادرات القائمة ليس مؤثرا ولم يحقق المستهدف منها.
وطالبت الحديدى بتكثيف العمل على توعية الشباب وتأهيلهم قبل الزواج من خلال برامج التوك شو والسوشيال ميديا، والتصدى لكل التصريحات التى تخرج علينا يوميا والتى من شأنها تدمير الأسرة المصرية .
وأكدت استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان على ضرورة عدم الخلط بين حرية المرأة ومساواتها بالرجل وبين واجباتها تجاه زوجها واسرتها، فالرجل عليه واجبات لتوفير احتياجات الأسرة، وكذلك الزوجة عليها واجبات تتمثل فى رعاية الأسرة والحفاظ على كيان الأسرة، مطالبة بعدم تفسير الآيات القرآنية بشكل مغلوط .
وقالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسى نتيجة شعوره بالخطورة التى تمر به الأسرة المصرية ونتيجة ارتفاع معدلات الطلاق أطلق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية لأنه يدرك تمام أن اى مشكلة فى الأسرة سيؤدى إلى خلل اجتماعى ويهدد السلم الاجتماعى .
وطالبت الأهالى بتيسير اجراءات الزواج، لافتة إلى ان مازال هناك أسر تشترط عدد كبير من جرامات الذهب لشبكة ابنتهم رغم الارتفاع الهائل فى الأسعار، وكذلك التباهى فى إقامة الافراح وجهاز العروسة ، كل هذا يحد من الزواج .
وطالبت بعدم تدخل الأسرة بين الزوجين الا للصلح فيما بينهما أو للارشاد وتقريب وجهات النظر، وليس لزيادة الصراع بينهما .
أضافت أن معدلات الطلاق فى مصر من أعلى النسب مقارنة بباقى الدول ، كاشفة أن نسبة الطلاق تعادل ما يقارب ٥٠٪ من نسب الزواج.
وأرجعت الحديدى أسباب هذه الظاهرة إلى سوء الاختيار من قبل الطرفين ،فكلا الزوجان لديه أحلام وتصورات خاصة بالزواج وللاسف نتيجة التغيرات الاقتصادية وغلاء المعيشة يصطدم بالواقع.
وانتقدت استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان بعض العادات والأفكار التى من شأنها تدمير الأسرة وفى مقدمتها بعض الامثال مثل ما يقال للزوجة قبل زواجها ” جوزك على ما تعوديه” وهو ما يجعل الزوجة تسعى منذ بداية زواجها أن تفرض أرائها وطباعها على الزوج، وهو ما لا يتحمله الزوج، وكذلك ” ادبح لها القطة” الذى تقال للعريس، وكأن الطرفان مقبلان على حلبة صراع وليس على علاقة مودة ورحمة لتكوين أسرة .
واوضحت أن الزواج فى مجتمعنا لم يقم على مفهوم الشراكة والتكامل، لافتة إلى أن الطرفان يجب أن يدركوا أن نجاح أو فشل العلاقة هما معا السبب فيه .
وقالت الحديدى أن الزوجين أصبحا يفتقدا للغة الحوار، اما بسبب العمل وضغوط الحياة، أو لأن كلا الطرفان خلق لنفسه عالم اخر بعيد عن شريك حياته، من خلال السوشيال ميديا، ما يخلق فجوة كبيرة بين الزوجين وايضا بين الآباء والابناء .
وأكدت أن الاحترام هو العمود الأساسى لنجاح أى علاقة زوجية، وهو ما لم نراه فى كثير من العلاقات الزوجية الان ، حتى بين الآباء والابناء ، لا يوجد حدود ومعايير فى الحديث بين أطراف الأسرة الواحدة .
وقالت الحديدى أن العلماء والمفكرين أجمعوا على أن الأسرة هى اللبنة الأولى فى البناء الاجتماعى ، وصلاح المجتمع يأتى من صلاح الأسرة .
وطالبت بإصدار تشريعات أكثر لحماية الأسرة المصرية وخاصة أن ارتفاع معدلات الطلاق يصاحبه أيضا تراجع فى نسب الزواج نتيجة الخوف من الإقبال على هذه الخطوة من قبل الشباب الذكور، حتى إذا كانت لديهم القدرة المالية لذلك، خشية من القوانين التى تنصف المرأة وتظلم الرجل .
وأكدت على ضرورة أن يصدر قانون الأحوال الشخصية الجديد والذى سيتم طرحه للحوار المجتمعى قريبا؛ متوازن فى حقوق وواجبات الزوجين’ بحيث لا يظلم طرف على حساب الآخر .
أضافت أن الانطباع السائد الآن لدى الشباب هو أن الزواج مشروع فاشل، رغم أن أهم ٣ احداث فى حياة الإنسان هم الميلاد والزواج والوفاة، لأن الزواج هو الحلم الذى يعيش الانسان من أجله، وهو بداية المسيرة للمرحلة الثانية من حياة الإنسان، وبالتالى خلق صورة سيئة عن الزواج ينعكس على المجتمع بشكل سلبى .
وطالبت بضرورة أن تساهم التشريعات الجديدة فى الحد من معدلات الطلاق .
من ناحية أخرى أكدت أن هناك تمييز ضد المرأة فى المجتمع المصرى، لافتة إلى أن الموروث الشعبى لدينا يميز الرجل عن المرأة، حيث يتردد دائما من خلال الأمثال الشعبية ما يوحى أن الولد هو القوة والسند، والبنت تمنحك الانكسار والخضوع .
وتابعت : هناك اشكال عديدة للعنف منها، عنف نفسى ومعنوى ، عنف جسدى، عنف مجتمعى من خلال التنمر والتحرش والاستبعاد والنظرة الدونية للمرأة، حتى وإن كانت هناك رؤية لتمكين المرأة وجميعنا يرى تنفيذها على أرض الواقع الفترة الاخيرة، لذلك هذا هو العصر الذهبى للمرأة، إلا أن هذا التمكين ياتى فى البعد السياسى والاقتصادى، اما من حيث البعد الاجتماعى والنظرة الاجتماعية للمرأة تجدها دائما كائن مستباح، ضعيف، حتى على مستوى التربية داخل الأسرة تجد تمييز فى المأكل والمشرب والتعليم لازلنا نعيشه .
وتابعت : ” للاسف ما يجعل هذا الموروث الثقافى الذى يحمل هذه النظرة الدونية للمرأة يستمر هى المرأة نفسها التى تميز داخل أسرتها بين الولد والبنت، وبالتالى لابد من توعية المرأة بالصورة الإيجابية التى يجب أن تربى عليها اولادها .
وقالت أن هناك دراسات كثيرة حول الأسرة المصرية يجب الاستعانة بها قبل إصدار التشريعات، لمعرفة حقوق الأطراف الثلاثة للأسرة ” زوج وزوجة وأبناء ” لافتة إلى أن القوانين دائما ملزمة ولكن التنفيذ به تحايل يضر بطرف لحساب الآخر، لابد من مراعاة كل هذا فى قانون الأحوال الشخصية الجديد .