استعرض مصورون مشاركون “اكسبوجر 2025” تجاربهم الخاصة في تصوير البيئات المختلفة والأشخاص ودور المصور في التنبيه على أهمية الحفاظ على البيئات البكر من التدخلات البشرية العمرانية .
المصور يوانيس غالانوبولوس بابافاسيليو تناول في جلسة حوارية بعنوان “حكايات من العناية المركزة” مشروعه الفني الأخير “سلسلة الأعمال الداخلية”، الذي يدمج بين الفن البصري والتصورات الطبية، كاشفا عن رؤيته الفنّية التي تجمع بين العلم والفن في محاولة لفهم الصّحة والجسد البشري.
وأكّد بابافاسيليو، أن “سلسلة الأعمال الداخلية” تهدف إلى تقديم تأملات بصرية تثير نقاشًا حول كيفية فهمنا للصحة وارتباطنا بالجسد في لحظات حاسمة، موضحا أن الصور تعكس قدرة الفن على تحويل اللحظات الطبية إلى مرآة يتأمل من خلالها المشاهد ذاته بشكل مباشر وغير مباشر في آن واحد.
وبيّن أنه يعتمد على تقنيات تصويرية متقدّمة، حيث يدمج التصوير بالأشعة مع الأساليب الجرافيكية والرقمية مثل الفوتوشوب لتقديم صور تحمل الطابعين العلمي والفني معًا ويتيح من خلال هذه الصور للمشاهد التأمل في تفاصيل دقيقة للجسد البشري
و في سياق متصل، أكد المصور الفوتوغرافي محمد كيليطو، أن الواحات الممتدة عبر المغرب والسعودية ومصر وموريتانيا تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة التغير المناخي والتدخل البشري، ما يستدعي توثيق واقعها المتغير، مستعرضا مشروعه الفوتوغرافي “قافلة” الذي يسلط الضوء على الهجرة البيئية وتراجع المساحات الخضراء في هذه المناطق، حيث أن توثيق هذه التحولات يسهم في تحفيز الوعي العالمي حول مستقبل الواحات.
و قال كيليطو، إنّ ما يميز المشروع هو نهجه المقارن والمبتكر، والذي يكشف عن التحديات والفرص التي تواجهها الواحات في جميع أنحاء غرب آسيا وشمال إفريقيا، مستعرضا مجموعة من أعماله التي توثق شح المياه في واحة زاكورة بالمغرب، حيث يتكاتف السكان لبناء أبراج المياه عبر جمعيات محلية لضمان التوزيع العادل للموارد المائية، وصوراً للحواجز الحجرية المتاهية التي تعمل على تنظيم تدفقات المياه بطريقة مدروسة، مما يعكس استراتيجيات التكيف التي ابتكرها سكان الواحات لمواجهة تحديات ندرة المياه.
وأشار إلى أن التقاط الصور في هذه البيئات يتطلب دقة هندسية وسرعة في ضبط الإعدادات لضمان توثيق التفاصيل الحاسمة، موضحا أن الواحات ليست مجرد مشاهد طبيعية بل هي أنظمة بيئية متكاملة تدعم التنوع البيولوجي والتوازن المناخي .
و قال المصور الهندي والناشط الإنساني نيتين مادهاف، ضمن فعاليات المهرجان، إنه وجد في التصوير الفوتوغرافي وسيلة لتوثيق العالم من حوله بطريقة أكثر إنسانية، موضحا أن الجمع بين المجالين منحه تجربة مهنية مليئة بالشغف والتأثير العميق، حيث بدأت علاقته بالكاميرا منذ الصغر ورغم أنه لم يتلقَّ تدريباً أكاديمياً في التصوير، فإن شغفه دفعه إلى تطوير مهاراته ذاتياً من خلال التجربة والممارسة، بالإضافة إلى متابعة دروس متخصصة عبر الإنترنت.
و كشف مادهاف،عن استراتيجيته الخاصة في تصوير الوجوه، حيث يعتمد على بناء علاقة ودية مع الأشخاص قبل التقاط صورهم” حيث أبقي الكاميرا ظاهرة، وأبتسم لهم ، والتحدث ببضع كلمات من لغتهم ودائماً ما أنطقها بشكل خاطئ، مما يجعلهم يضحكون، وعندها أطلب الإذن لالتقاط الصورة”.
نقلاً عن وكالة أنباء الإمارات