يتناول موقع رسالة السلام اليوم دراسة بعنوان ” أثر الأحاديث الموضوعة في العقيدة” للباحث محمود يوسف الشوبكي والذي يتفق فيها مع المفكر علي الشرفاء حول أسباب تدمير الأمة باتباع تلك الأحاديث الموضوعة والتي أدت الي تفرقة الامة الي مذاهب وطوائف متعددة متناحرة فيما بينها.
ويقول الباحث إن أصول الدين وتشريعاته ومعاملات المسلمين تبني على أصلين عظيمين؛ هما كتاب االله تعـالى ، وسـنة رسـوله صـلى االله عليـه وسـلم، ولمـا كـان القـرآن عصـيا علـى التحريـف والطعـن؛ لحفـظ االله تعـالى لـه عمد أعداء الإسلام إلى السنة النبويـة فوضـعوا مـا اسـتطاعوا مـن الواهيـات والموضـوعات ليغيـروا بهـا عقائـد المسـلمين وعبـاداتهم وسـلوكهم؛ لـذا انبـرى كثيـر مـن العلمـاء دفاعـا عـن هـذا الـدين وحفظـا للعقائـد، وسـائر جوانبه ، والتحذير من الموضوعات وبيان خطر ذلك.
ويضيف الباحث انه كان للوضَّاعين – على اختلاف منطلقاتهم – مآرب حاولوا الوصول إليها عن طريق الدِّين، سواء منهم الأعداء الماكرون أو الأتباع الحمقى، فألصقوا فيه ما ليس منه، وأحلُّوا القشورَ مواضعَ اللُّباب، وألبسوا التفاهات ثوبَ المهمات، واستبدلوا الشرك بعقيدة التوحيد (فكان من النتائج المباشرة لتلك الحركة المشبوهة على العديد من أجيال المسلمين في العديد من أقطارهم، شيوع ما لا يُحصى من الآراء الغريبة، والقواعد الفقهية الشاذة، والعقائد الزائفة، والافتراضات المُضحِكة التي أيَّدتها وتعاملت بها وروَّجت لها فِرَقٌ وطوائفُ معينة، لبست مسوح الدَّروشة والتَّصوف حيناً، والفلسفة حيناً، والعبادةَ والزهدَ حيناً آخَر.
ويوضح الشوبكي انه لا يصــح نســبة الموضــوع المختلــق إلــى النبــي صــلى االله عليــه وســلم، ولا روايتــه إلا علــى ســبيل التحذير منه و أسباب وضع الحديث هي أسباب واهية لنصـرة مـذهبهم المنحـرف وبـدعهم الضـالة ولقد ساعد على بلوغ الوضع مأربه، وبروز آثاره بشكلٍ واضح، ما مُنِيَ به المسلمون في عصور الانحلال من ضعفٍ في الثقافة الدينية الصحيحة، إلى جانب انتشار المذاهب الهدامة، فأصبحت ظلمات بعضها فوق بعض، بلغت بالأمة إلى ما نراه من جهل وذل وانكسار
وقد رصدت الدراسة ان من ابرزهذه السلبيات هي القضاء على خاصية هذا الدِّين فهو دين محفوظ لم يطرأ عليه التبديل والتحريف؛ كما هو الشأن في الأديان الأخرى، والوضَّاعون يُريدون هدم هذه الخاصية؛ بأقوالهم وآرائهم وأهوائهم.
الأحاديث الموضوعة بوابة البدع الكبرى فمن خلال الوضع في الحديث انتشرت البدع في شتَّى العلوم الشرعية؛ لمحاولة تحويل الدين إلى خرافات وأساطير وأكاذيب؛ كما هو في الأديان المحرفة.
كما تأتي تلك الاحاديث الموضوعة لتحرف في العقيدة فجميع الفِرق التي انحرفت في العقيدة كان السبب الرئيس لانحرافها هو دخول الأحاديث الموضوعة على معتقداتهم مما جعلهم ينحرفون عن الصراط المستقيم؛ بل لم يدخل الشرك في هذه الأمة إلاَّ عن طريق الوضَّاعين الكذَّابين.
والاكثر ضراوة علي هذه الامة هي اثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين فمن خلال الأحاديث الموضوعة ظهرت الخلافات السياسية؛ كما حدث بين الأمويين والعباسيين سابقاً، واستمرت هذه الخلافات إلى يومنا هذا، وبسبب الأحاديث الموضوعة أيضاً انتشرت الخلافات المذهبية والتعصب للمذاهب والمشايخ وأُقفل باب الاجتهاد مما ادي الي انتشار الخرافات المختلقة وهذه الخرافات كان لها أثر سلبيٌّ كبير في صدِّ الناس عن الدخول في دين الله أفواجاً، وبسببها تخلَّفت الأمة الإسلامية عن ركب الحضارات – في مجالات شتَّى – بسبب انتشار الخرافات؛ كالأحاديث المكذوبة التي تنهى الناس عن الزراعة والتجارة والإنتاج، والتي تُشجِّع الفقر والكسل والخمول.
كما أشار الباحث الي تسلل الباطل إلى الدِّين وهو أمرٌ يُهدِّد سلامة الاعتقاد، وصحة الأعمال، بل يُقوِّض الدِّين، ويُقدِّم الدلائل على ضعف الدِّين وشموله على خرافات وأساطير تصطدم بالواقع إمَّا حاضراً أو مستقبلاً، وهذا أمرٌ يُفرح أعداء الإسلام.