تواصل وزارة النقل العراقية تطوير وتحديث أسطول الخطوط الجوية بطائرات حديثة الصنع من مناشئ عالمية بهدف استكماله وتطويره بنهاية 2023.
وكانت شركة الخطوط الجوية العراقية، أعلنت في يناير/كانون الثاني 2021، عن ضم طائرات جديدة لأسطولها ضمن عقد موقع مع شركة إيرباص الأمريكية، بخلاف تحديث طائرة جديدة من طراز بوينغ 737 max إلى 747 max.
وأكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثارت وثائق ومقاطع مصورة لطائرات مكدسة عند مطار بغداد الدولي الجدل والخوف في خروج أغلب طائرات الأسطول العراقي من صلاحية التحليق الآمن، جراء القدم وعدم وجود الصيانة اللازمة.
- رحلات جديدة بين بغداد ومطار أبوظبي.. تطلقها “الخطوط العراقية”
- رحلات استكشافية.. عودة السياحة العراقية بعد عقود من العزلة
وبحسب وثائق كشفت عنها وزارة النقل العراقية، تضمنت وجود أكثر من 22 طائرة لدى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية باتت خارج الخدمة، مما تسبب على إثرها سحب يد المدير العام للشركة العامة للخطوط الجوية العراقية عباس عمران موسى لمدة شهرين على خلفية الأزمة.
ومنذ عام 2015، حظرت وكالة سلامة الطيران الأوربية، “الأخضر العراقي” من التحليق فوق سمائها بسبب عدم استيفائها معايير المنظمة الدولية للطيران المدني.
وفي يونيو/حزيران 2022، جددت وكالة سلامة الطيران الأوروبية التأكيد على حظر الخطوط الجوية العراقية في أجوائها، مؤكدة أنه سيستمر لحين تلبية متطلبات التشغيل الآمن من خلال الاستجابة لمتطلبات شهادة مشغل البلد الثالث TCO.
وبحسب تعاقدات أجرتها سلطات بغداد مع شركات كبرى، منذ أكثر من 15 عاماً تمتلك الخطوط الجوية العراقية ما يقرب من الـ28 طائرة من مناشئ مختلفة بينها الإيرباص والبوينغ واي تونتي ثري الكندية.
ووقعت الحكومة العراقية عام 2008 عقدين بقيمة 5 مليارات دولار، لشراء 50 طائرة من شركتي “بوينغ” الأمريكية و”بومباردييه” الكندية.
وتضمن العقد الأول شراء 40 طائرة من شركة “بوينغ” والثاني 10 طائرات من شركة “بومباردييه”، وتسلم العراق أولى الطائرات من نوع “بوينغ” عام 2013 وكان من المقرر أن تكون مدة العقد خمس سنوات، إلا أن اجتياح داعش لمدن العراق في صيف 2014 وتداعيات الأزمة المالية لاحقاً فرضت التعطل والتأخير في استكمال استلام الطائرات المجدولة ضمن تلك الصفقة.
ويمتلك العراق خمسة مطارات دولية رسمية، وهي مطارات بغداد والنجف وأربيل والسليمانية والبصرة، فيما تسعى بعض الحكومات المحلية لإطلاق مشاريع إنشاء مطارات جديدة، بعضها من خلال الاستفادة من مطارات عسكرية سابقة بتطويرها إلى مطارات مدنية.
الخبير في مجال الطيران والمدير السابق للاتفاقات الفنية في الخطوط الجوية العراقية، جمال حسين، يقول إن “الطيران المدني في العراق يتكون من أسطولين، الأول وهو القديم الذي تم إخراجه من الخدمة والآخر الذي بصدد استكمال إعداده ضمن العقود المبرمة مع الشركات الكبرى”.
ويضيف حسين خلال حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “سلطات الطيران المدني بدأت بخطوات جدية وعبر إجراءات حديثة بتطوير أسطولها الجوي عبر التجهيز بطائرات من مناشئ عالمية ذات مواصفات متطورة والتي من المفترض أن يتم استلام جميع الطائرات التي تم شراؤها بنهاية عام 2023”.
ويتكون الأسطول الجوي العراقي من طائرات ذات مناشئ عدة من بينها (دريم لاينر) بواقع طائرتين اثنين، و(ماكس) بواقع 10 طائرات و(بونك 737 )، نيو جنريشن بواقع 14 طائرة وكذلك واي تونتي تو بواقع 5 طائرات فضلاً عن ثري ثيرتي موديل 2012 .
الخبير الفني جمال حسين يؤكد “وجود بنى تحتية موائمة للتعامل مع الأسطول الحديث تضم كل المتطلبات الضروية للتعامل مع تلك الطائرات فضلاً عن الكوادر اللازمة من طيارين ومهندسين للاضطلاع بتلك المهمة”.
ولكن ما يأخذ على ذلك الأمر بحسب الخبير الفني، تعدد المناشئ والذي دائماً ما يعيق عمل شركات الطيران في العالم وذلك لصعوبة توفير جميع مستلزمات الصيانة من قطع غيار وإدامة وتدريب الكوادر للتعامل مع كل نوع من تلك الطائرات”.
ويلفت حسين إلى أن “العراق يمتلك المقومات الكافية من فنيين وكوادر مختصة في الطيران المدني ولكن هنالك مشكلة في قضية التسويق والتشغيل التي تعتمدها السلطات المختصة مما قد يدفع ببعض طائرات الأسطول الجديد بالجلوس على المدرج دون الاستفادة منها لقلة الرحلات وعدم رغبة المسافرين في استخدامها”
نقلا عن العين الاخبارية .