دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إلى وقف إطلاق النار لثلاثة أيام في السودان خلال عيد الفطر، والسماح للمدنيين المحاصرين في مناطق الصراع بالخروج والحصول على العلاج والغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.
ولم يحدد جوتيريش موعداً لبدء وقف إطلاق النار، وتبدأ العطلة في السودان اليوم الجمعة، وتستمر لثلاثة أيام.
وقال إنه منذ اندلاع القتال بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع، يوم السبت الماضي، أصبحت العمليات الإنسانية «شبه مستحيلة» وتعرضت المخازن والمركبات وغيرها من أصول تقديم المساعدات الإنسانية للهجوم والنهب والمصادرة.
وقال جوتيريش للصحفيين: «يتعين إنهاء استهداف موظفي وأصول المساعدات الإنسانية، وأشعر بقلق شديد إزاء أوضاع موظفي الأمم المتحدة، كثيرون منهم محاصرون في منازلهم في المناطق التي يدور بها الصراع».
وللأمم المتحدة نحو أربعة آلاف موظف في السودان، من بينهم 800 موظف دولي، وقالت المنظمة الدولية إنه قبل اندلاع أعمال العنف، كان نحو 16 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، أي ثلث السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتحدث جوتيريش إلى الصحفيين بعد اجتماعه مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا «إيجاد» وغيرها من المنظمات ذات الصلة.
وقال جوتيريش: «كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان، والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية».
ومضى يقول إن هدنة العيد لمدة ثلاثة أيام يتعين أن تمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف: «يتعين أن يتبع توقف القتال حوار جاد يسمح بمرحلة انتقالية ناجحة تبدأ بتعيين حكومة مدنية.. يتعين وقف القتال فوراً».
من جهتها، حثت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، طرفي الصراع في السودان على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفطر.
وقالت إن واشنطن ترى أن وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة الذي أُعلن، أمس الأربعاء الأول، صمد إلى حد كبير، رغم تجدد إطلاق النار الكثيف أمس الخميس.
ويكثف المجتمع الدولي جهوده، لإيجاد حل سريع للأزمة، بما يكفل حقن الدماء ووقف تدهور الوضع الإنساني.
ويوجب ذلك على القوى الإقليمية والدولية المعنية بالملف السوداني، الإسراع بالتدخل لحمل طرفيْ المواجهات، على وضع حد فوري لها، خصوصاً وأن تواصلها على وتيرتها الراهنة، يهدد بتردي الوضع الإنساني المتدهور من الأساس، بما يُنذر بحدوث قفزة في أعداد النازحين، وتفاقم مشكلة شُح الغذاء، التي يعاني منها ملايين السودانيين.
ووسط تحذيرات أممية، من إمكانية انهيار منظومة الرعاية الصحية بالكامل جراء القتال الحالي، يحذر الخبراء من أن تبعاته، قد تزعزع استقرار المنطقة بأسرها، وتُذكي التوترات بين القوى المختلفة فيها، بالنظر إلى أن السودان بلد مهم في محيطه، ما يجعل لأي صراع في أراضيه، عواقب تتجاوزها.
وفي ظل مخاوف من تحول المواجهة الراهنة، إلى صدام إقليمي أو دولي أوسع، شدد الخبراء في تصريحات نشرها موقع «مودرن غانا» الإلكتروني، على أن للمجتمع الدولي دوراً يلعبه في احتواء الأزمة، بمشاركة منظمات، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، اللذيْن سبق أن أعربا بالفعل عن قلقهما، إزاء التطورات الأخيرة، ودعوا إلى وقف فوري للقتال، وحثا على إطلاق حوار شامل بين طرفيْه. ووفقاً للمتابعين للأزمة، يتعين على القوى الدولية الكبرى، المبادرة بإلقاء ثقلها كاملاً، خلف الجهود الرامية لإسكات صوت المدافع في السودان، وتقديم مزيد من الدعم الإنساني للمتضررين من الأزمة وتصاعده فيه، من أجل تمهيد الطريق، أمام استكمال مسيرة التحول الديمقراطي، وتبديد أي مخاطر إقليمية، قد تترتب على المعارك التي اندلعت فجر السبت الماضي. ويرى محللون أن السودان بات الآن بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد وقف لإطلاق النار، خاصة وأن الأحداث تدور بوتيرة متسارعة، في ظل العجز، عن إيجاد حل متفق عليه بين الفرقاء، والفشل في التوصل إلى وقف طويل الأمد، لإطلاق النار. ويوجب ذلك، تنسيق الجهود بين قوى دولية، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع الأطراف المؤثرة إقليمياً، لدفع طرفي القتال، إلى العودة إلى طاولة التفاوض، وتمهيد الطريق لإعادة الحكم للمدنيين في الخرطوم
المصدر: جريدة الاتحاد الاماراتية