دعت دولة الإمارات إلى تعزيز الحوار بين المجتمعات المحلية في جنوب السودان، لإنهاء دوامة العُنف وترسيخ ثقافة السلام على المستوى المجتمعي، ومواصلة العمل على مواجهة التحديات الأمنية الخطيرة.
وفي اجتماع مجلس الأمن بشأن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان «أونميس»، أكدت الإمارات في كلمة ألقتها أميرة الحفيتي، نائب المندوب الدائم في البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن مسار السلام يبدأ، حينما تبدي الأطراف استعدادها لإجراء حوارٍ هادف، يسمح بتجاوز الخلافات ويرسي دعائم السلام.
وأضافت في البيان الذي نشرته البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، «تكتسي هذه المسألة أهمية خاصة حينما تناقش الأوضاع في جنوب السودان»، وتابعت: «آمل أن تسفر محادثات روما عن حلول تعالج التحديات التي يواجهها جنوب السودان».
حوار
وشددت الحفيتي على ضرورة تعزيز الحوار بين المجتمعات المحلية، لإنهاء دوامة العنف وترسيخ ثقافة السلام على المستوى المجتمعي.
وأضافت «نرى أن جهود بعثة «أونميس» في هذا الصدد ضرورية، لاسيما من حيث التواصل مع القادة المحليين والتقليديين، وإنشاء منصة لمناقشة مختلف القضايا بينهم، وتهدئة التوترات، وتجديد التزام المجتمعات المحلية بقيم التعايش السلمي.
وأوضحت أن استمرار الحوار والتواصل بين أصحاب المصلحة، ومنهم النساء والشباب، جوهري، لإعادة بناء الثقة بين الأطراف وإحراز المزيد من التقدم في تنفيذ اتفاق السلام المعاد تنشيطه.
وأضافت «أشير هنا إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذها جنوب السودان وتصب في هذا الاتجاه، مثل الموافقة على قانون «الانتخابات الوطنية»، وتقديم عدد من مشاريع القوانين المهمة، والموافقة على الميزانية الوطنية لنشر القوات الموحدة الضرورية، مع تأكيدنا الحاجة لمواصلة العمل في هذا المسار، ومراعاة خارطة الطريق وجدولها الزمني، وتأكيدنا كذلك على أولوية إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى».
ودعت الحفيتي إلى مواصلة العمل على مواجهة التحديات الأمنية الخطيرة في جنوب السودان، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة في ولاية أعالي النيل وبالأخص في مدينة مَلَكَال، إذ تشهد البلاد استهدافاً وقتلاً مستمراً للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والتعرض للقوافل الإنسانية والتجارية، الأمر الذي يعرقل وصول المساعدات للمحتاجين، واللاجئين الوافدين إلى جنوب السودان في ظل التوترات التي تشوب المنطقة.
إشادة
وأشادت الحفيتي بدور بعثة «أونميس» في دعم وتعزيز قدرة الحكومة على حماية المدنيين واتخاذ عدد من التدابير الاستباقية، كنشر القوات، بما يتماشى مع ولاية البعثة. و«نقدر أيضاً حرص البعثة على ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني وتيسير وصول المساعدات الإنسانية».
وقالت «نتطلع إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية الإقليمية لمساعدة جنوب السودان، بدعم ثابت من المجتمع الدولي، على تجاوز التحديات.
فقد أثبتت المنظمات الإقليمية، منها الاتحاد الأفريقي و«إيغاد»، بأن لها دوراً قيادياً في دعم الاستقرار في البلاد، من خلال إجرائها «تقييم احتياجات ما بعد النزاع»، وتقديمها الدعم لعملية وضع الدستور، والعملية الانتخابية كجزء من فريق العمل الثلاثي، سعياً لتلبية تطلعات الشعب في جنوب السودان».
المصدر: جريدة البيان الاماراتية