أدانت دولة الإمارات بشدة حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة تشارلز في العاصمة التشيكية براغ، وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات من القتلى والجرحى.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها وتعاطفها لحكومة جمهورية التشيك ولشعبها الصديق، ولأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وتحاول الشرطة فهم الأسباب التي دفعت طالباً إلى قتل 13 شخصاً في جامعة تشارلز في براغ، في أسوأ هجوم تشهده جمهورية التشيك في تاريخها الحديث.
وأقام السكان نصباً تذكارياً مرتجلاً خارج الجامعة من الشموع والزهور بينما واصلت الشرطة تحقيقاتها في الحرم الجامعي الواقع في الوسط التاريخي لمدينة براغ.
وقتل الطالب البالغ من العمر 24 عاماً، 13شخصاً وجرح 25 آخرين، قبل أن ينتحر.
وقال وزير الداخلية فيت ركوسان للتلفزيون العام التشيكي أمس «نعرف هوية القتلى الـ14. إنهم 13 ضحية للمسلح المجنون، وهو نفسه»، وذلك في تراجع عن الحصيلة السابقة التي أفادت عن مقتل 14 شخصاً. في هذه الأثناء، أعلنت الحكومة حداداً وطنياً اليوم السبت، بينما دُعي السكان إلى الوقوف دقيقة صمت في منتصف النهار.
أسلحة وذخيرة
من جهته، أشار قائد الشرطة مارتن فودراسيك إلى أن القاتل الذي لم يكن معروفاً للسلطات، كان يملك «كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة»، موضحاً أن التحرك السريع للشرطة حال دون وقوع مذبحة أكبر.
وقُتل كل الضحايا داخل المبنى، وكان من بينهم زملاء للقاتل في الجامعة. وقال فوندراسيك إن الشرطة بدأت تبحث عن المهاجم حتى قبل وقوع إطلاق النار، بعد العثور على جثة والده في بلدة هوستون غرب براغ.
وأوضح أن مطلق النار «توجه إلى براغ قائلاً إنه يريد الانتحار».
وفتشت الشرطة في البداية مبنى كلية الفنون حيث كان يفترض أن يحضر القاتل أحد الفصول لكنه توجه إلى مبنى آخر قريب، ولم تعثر عليه الشرطة في الوقت المناسب. وتقع الكلية في الوسط التاريخي للعاصمة براغ، بالقرب من مواقع سياحية رئيسية مثل جسر تشارلز الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ14 وساحة المدينة القديمة.
وأرسلت الشرطة وحدة تدخل على الفور. وبعد عشرين دقيقة، عُثر على مطلق النار ميتاً. وقال فوندراسيك إن الشرطة تشتبه في أن المسلح ذاته قتل شاباً وابنته البالغة من العمر شهرين أثناء نزهة في إحدى غابات الضواحي الشرقية لبراغ 15 ديسمبر الجاري. ووصل التحقيق في هذه الجريمة إلى طريق مسدود، إلى حين العثور على أدلة في هوستون تربط مطلق النار بهذه الجريمة.
مواساة وتضامن
وعبر المسؤولون السياسيون المحليون والدوليون عن مواساتهم وتضامنهم مع أهالي الضحايا بعد الهجوم. وقال رئيس الحكومة التشيكية بيتر فيالا، إن «لا شيء يمكن أن يبرر هذا العمل المروع»، مقدماً تعازيه للعائلات المكلومة.
من جهته، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن تعازيه، مندداً في الوقت ذاته بعمل «لا مبرر له». كذلك قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعازيهم.
يشار إلى أنه في العام 2015، قتل رجل يبلغ من العمر 63 عاماً سبعة رجال وامرأة قبل أن يقتل نفسه في مطعم في مدينة أوهير سكي برود في جنوب شرق البلاد. وفي العام 2016، قتل رجل ستة أشخاص في غرفة انتظار في مستشفى في مدينة أوسترافا في شرق البلاد، حيث توفيت امرأة أخرى بعد أيام، وانتحر القاتل.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية