أكدت دولة الإمارات أن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد القرار الذي قدمته الدولة لوقف إطلاق النار في غزة، أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر البشرية، وألقى بظلال سلبية حول قدرة المجتمع الدولي في حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة، فيما انتقدت دول عربية وأجنبية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو ضد مشروع القرار، ووصفته بأنه «تصويت ضد الإنسانية».
وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، على حسابه في منصة إكس «أن استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد القرار الذي قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر البشرية، وألقى بظلال سلبية حول قدرة المجتمع الدولي في حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة».
توحيد المعايير الأخلاقية
وأضاف معاليه: «العالم اليوم أحوج ما يكون إلى توحيد معاييره الأخلاقية والانحياز للإنسانية».
وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي قدمته الإمارات، وحظي بدعم عشرات الدول غير المنضوية في مجلس الأمن، ومنظمات دولية وإنسانية.
في المقابل، امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، بينما عارضت الولايات المتحدة المشروع واستخدمت الفيتو.
وكان نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد بوشهاب قد كشف قبل التصويت، أن مشروع القرار الذي تقدمت به الدولة حصل على تأييد نحو 100 دولة في أقل من 24 ساعة، وهو ما يعكس الدعم العالمي للجهود الإماراتية المبذولة لإنهاء الحرب وإنقاذ حياة الفلسطينيين.
وبعد التصويت، أعرب بوشهاب عن خيبة أمله العميقة إزاء استخدام الولايات المتحدة حق النقض، وحذر من أن مجلس الأمن يزداد عزلة.
تنديد عربي
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى «وقف إطلاق نار» في قطاع غزة، محملاً إياها مسؤولية «ما يسيل من دماء». ووصف عباس في بيان نشره مكتبه الموقف الأمريكي بـ«غير الأخلاقي» محملاً واشنطن «مسؤولية ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة».
وأكد عباس أن هذا القرار «سيعطي ضوءاً أخضر إضافياً لإسرائيل لمواصلة هجومها على شعبنا في قطاع غزة، وسيشكل عاراً يلاحق الولايات المتحدة سنوات طوالاً». وأضاف: «ما يحدث في هذه الأيام سيكون له أثر مصيري على منطقتنا، وعلى رؤية كل دولة والعلاقات بين الشعوب والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. هذا يوم مروع بالنسبة لمجلس الأمن، ونرفض هذه النتيجة».
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن «قتل المدنيين الفلسطينيين أثناء القصف الإسرائيلي والحصار على غزة يمثل جرائم حرب، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة والولايات المتحدة والعالم لسنوات قادمة».
وقال المتحدث باسم جامعة الدول العربية جمال رشدي، إن «الجامعة ستواصل مساعيها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة على الرغم من فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار لوقف إطلاق النار في القطاع».
تنديد دولي
من جهته، صرح نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي عقب التصويت أن الأمريكيين: «زملاؤنا في الولايات المتحدة حكموا أمام أعيننا بالموت على الآلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك النساء والأطفال»، معتبراً ذلك تصويتاً ضد الإنسانية.
وعبر المندوب الصيني في مجلس الأمن تشانج جون عن أسفه للفيتو الأمريكي، معتبراً أن أي تبرير لمعارضة وقف النار «ضعيفة»، مشيراً إلى أن «التسامح مع استمرار القتال، والادعاء بأن الأمريكيين قلقون بشأن حياة وسلامة سكان غزة، أمران يتعارضان»، واصفاً ذلك بـ«ازدواجية المعايير».
من جهته، قال السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير إنه «مع تفاقم الأزمة في غزة وخطر توسعها، فإن (المجلس) لا يرقى إلى مستوى المهمة الأساسية التي أوكلها إليه الميثاق». وانتقدت منظمة «أطباء بلا حدود» استخدام الولايات المتحدة لحق النقض «الفيتو» لعرقلة مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة، ووصفته بأنه «تصويت ضد الإنسانية»، وأضافت أن الفيتو الأمريكي «يتعارض مع القيم التي تقول الولايات المتحدة إنها تتبناها، ويبعث رسالة فحواها أن القانون الدولي الإنساني يمكن تطبيقه بشكل انتقائي، وأن حياة بعض الأشخاص أقل أهمية من حياة آخرين».
المصدر: جريدة البيان الاماراتية