أكدت دولة الإمارات في اجتماع مجلس الأمن أمس بشأن أوكرانيا، على أسفها لعدم تمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، الأمر الذي وضع العالم في مواجهة تهديد زعزعة الأسواق وشبح النقص الغذائي.
وقالت الإمارات في بيان أدلى به السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: يجب البناء على أي خطوات إيجابية لتأمين طريق جديد يتقدم فيه العالم للأمام، مع الأخذ في الاعتبار بأن السلام المستدام يساعد في تصحيح ما خلّفته الفوضى.
وذكر أبوشهاب: «في وقت سابق هذا الأسبوع، عقد المجلس اجتماعاً بعد إعلان أن مبادرة البحر الأسود للحبوب لن يتم تمديدها، ومنذ ذلك الحين، استمرت عقود القمح في الارتفاع، وهو ما ينبئ بصعوبات أكبر للدول النامية في تأمين الاحتياجات الأساسية، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات، فسيؤدي ذلك إلى زيادة الجوع وانعدام الأمن الغذائي».
وأضاف: «أدت مبادرة البحر الأسود للحبوب إلى انخفاض الأسعار، والآن يواجه العالم من جديد تهديدات بتقويض الأسواق، ونقص الغذاء للأشد ضعفاً». وتابع: «بالفعل، كانت هذه المبادرة ومذكرة التفاهم بشأن صادرات الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية لها تأثير كبير على أمن الغذاء العالمي»، موضحاً إن هذه الاتفاقات لم تكن مثالية بأي حال من الأحوال، لكنها أسفرت عن شحن أكثر من 32 مليون طن متري من الحبوب والسلع الغذائية الأوكرانية إلى العالم، وبالتالي، أصبحت خط النجاة الأخير لأولئك الذين كانوا في أمس الحاجة إليه.
وأشاد أبوشهاب بالجهود المستمرة للأمين العام للأمم المتحدة لتسهيل استمرار نقل المنتجات الغذائية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا إلى الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن مبادرة البحر الأسود للحبوب نتجت عن جهود دبلوماسية وحوار واسع النطاق، وهو من التطورات الإيجابية القليلة في ظل الحرب في أوكرانيا خلال الـ 18 شهراً الماضية، مضيفاً: «الآن ليس وقت الانسحاب، وعلى العكس من ذلك، حان وقت بناء على أي خطوات إيجابية لضمان طريق جديد للأمام».
وقال أبوشهاب: ليس هذا النزاع السبب الوحيد في أزمة عدم الأمان الغذائي التي يواجهها العالم، فقد سبقت تحذيرات برنامج الأغذية العالمي المتزايدة بخصوص ارتفاع أسعار الغذاء، ولكن أحداث العام والنصف الماضي زادت من تفاقم هذا الاتجاه بشكل كبير».
وذكر أن معظم الدول الأعضاء مستمرة في الدعوة إلى وضع حد لهذه الحرب، التي أوجدت معاناة هائلة للأوكرانيين، وزادت من الصعوبات لمئات الملايين من الناس حول العالم، وضغطت على النظام المتعدد الأطراف».
وشدد على أنه على الرغم من أهمية أن تعود المواد الغذائية والأسمدة الأوكرانية والروسية إلى الأسواق العالمية، يجب ألا يجعلنا هذا الأمر نغفل عن السياق الأوسع، ففي النهاية، سيساعد السلام فقط، السلام العادل والمستدام، على تصحيح الاضطرابات التي نشهدها داخل أو خارج أوكرانيا.
ونوّه أبوشهاب إلى أن هذا هو ما تطالب به الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.. سلام يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة ويحترم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها.
المصدر: جريدة الاتحاد الاماراتية