تشهد دولة الإمارات وماليزيا تعاوناً وثيقاً في مجال العمل المناخي ومواجهة تداعيات التغير المناخي بهدف تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام منخفض الانبعاثات.
ويعكس التعاون الاستراتيجي بين البلدين رؤية قوية مشتركة لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالتغير المناخي والعمل المشترك لتعزيز التقدم المناخي الواقعي.
وتعمل دولة الإمارات بالتعاون مع مملكة ماليزيا على تعزيز الجهود العالمية والمبادرات الدولية الداعمة لإيجاد الحلول لمواجهة التغير المناخي، حيث تطلع دولة الإمارات لمشاركة ماليزية فاعلة ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
وتتشارك الدولتان في الرؤى والتطلعات الخاصة بضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاقية باريس للمناخ والذي دعا إلى الالتزام بخفض درجات الحرارة العالمية إلى ما هو “أقل بكثير” من درجتين مئويتين والسعي الجاد للحد من الاحتباس الحراري لكيلا يتجاوز 1.5 درجة مئوية لضمان حماية كوكب الأرض من تبعات كارثية يسببها تغير المناخ.
وتشمل مجالات التعاون بين الإمارات وماليزيا في مجال التغير المناخي تبادل الخبرات والتجارب الناجحة ونقل التكنولوجيا البيئية وتطوير البنية التحتية الخضراء، وتعزيز الاستدامة البيئية.
وتعمل الإمارات على دعم ماليزيا في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة حيث تساهم بخبراتها في تطوير مصادر الطاقة الشمسية والرياح والطاقة البيولوجية حيث تقوم الإمارات أيضاً بتزويد ماليزيا بالدعم الفني والتقني في مجال استخدام الطاقة المتجددة بكفاءة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
وشهدت الفترة الماضية توقيع “مصدر” لاتفاقية مع “بتروناس” الماليزية والتي تتضمن بحث فرص التعاون ضمن مجموعة من المجالات مع التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى المرافق والتي تشمل مشاريع الطاقة الشمسية الأرضية والعائمة، بالإضافة إلى تطوير مشاريع لطاقة الرياح البحرية في آسيا ومناطق أخرى محتملة والاستثمار في تقنيات أخرى أيضاً.
وتتبنى ماليزيا دوراً ريادياً في التصدي للتحديات العالمية التي يواجهها التغير المناخي والعمل على تحقيق الاستدامة البيئية بفضل الرؤية الطموحة والإجراءات الجادة التي اتخذتها حيث تسعى ماليزيا جاهدةً للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
واتخذت ماليزيا إجراءات هامة في هذا الصدد بدءاً من تعزيز استخدام الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية وتطوير مشاريع الطاقة البيولوجية وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المجالات المختلفة مثل الصناعة والنقل والبنية التحتية.
كما تولي ماليزيا اهتماماً كبيراً لحماية غاباتها والتنوع البيولوجي الذي تحتضنه كونها تعد واحدة من الدول القليلة في العالم التي تحقق تغطية غابية عالية وتعمل على الحفاظ على تلك الغابات وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة بالتشجير والتربية البيئية.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية