قدم جناح هيئة أبوظبي للتراث، في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، منصة للخبير البحري الإماراتي جمعة حثبور الرميثي، كي يروي لزواره مسيرته الملهمة التي امتدت على مدار عقود في مجال صون التراث البحري، وترسيخه كإرث مستدام يربط الحاضر بالمستقبل.
وانطلق الرميثي نحو البحر بشغف، أيام وليالٍ كاملة في رحلات الغوص، يلتقط من أعماق البحر كنوزاً، ليتحول بتجربته إلى رحلة حياة جديدة، جعلته واحدا من أبرز جامعي الأدوات البحرية التراثية في الدولة.
وبمرور السنوات، أصبح جمعة الرميثي يملك متحفاً يحتوي على مئات الأدوات البحرية التي جمعت تاريخ الأجيال، ولأنها مجموعة غنية وقيمة، استعان متحف زايد الوطني بعدد من أدواته لعرضها بين جنباته، مُقدماً للجمهور نافذة تطل على إرث بحري إماراتي غني.
وفي جناح الهيئة، يقدم الرميثي للزوار ورشاً تراثية بحرية حية، ويحكي لهم عن حب البحر، حين كان يغيب عدة شهور ليمارس الغوص وصيد الأسماك مستخدماً كل ما يخص أدوات البحر القديمة، والتي مازالت تلعب دوراً مهماً في العديد من البيوت الإماراتية، ومن خلال خبراته الواسعة في مجال البحر والغوص أصبح ملما بكل ما يخص البحر والبحارة.
ويؤكد الرميثي أن الغوص لم يكن مجرد عمل روتيني بالنسبة للبحارة الإماراتيين، بل حياة، فقبل كل رحلة غوص، كانوا يغنون الأغاني البحرية التي تعبر عن أملهم في الرزق، والشوق للوطن، والعودة سالمين، كانوا يحملون معهم وجوه أطفالهم وذويهم، ودعوات الأمهات والزوجات، وحين يعودون بالرزق الوفير يسعد الجميع بعد أوقات طويلة من الشجاعة والصبر.
ويعرض الرميثي العديد من القطع التراثية البحرية، ومنها نماذج مختلفة من القوارب والسفن المستخدمة قديماً، والتي تم تصنيعها من الخشب، ويقدم ورشاً خاصة عن رحلات صيد الأسماك واللؤلؤ والغوص.
ومن أهم هذه السفن “السنبوك”، “الهوري”، “البومط، “لسفار”، “الشاحوف”، “البقارة”، و”الجلبوت” و”الصمعة”، وعرضاً للؤلؤ وألوانها ويعرف الجمهور عليها ومدى أهميتها ، بالإضافة إلى آلية استخراج اللؤلؤ والأدوات الخاصة بذلك ابتداءً من قبل بدء رحلة الغوص وصولاً إلى الحصول عل اللؤلؤ والتي تُعد ثراء للحياة البحرية لأهل المناطق الساحلية.
كما يعرض أيضاً العديد من أدوات صيد الأسماك، ويعيش معه الجمهور في ورش خاصة عن فلق المحار هذه التجربة المميزة.
ويقدم الرميثي شرحاً مفصلاً حول الملابس التي يتم استخدامها أثناء الصيد والغوص، وكيفية الغوص والطرق الصحيحة حتى لا تسبب أي أذى للغواص، وكيفية حمل الأدوات المستخدمة والصيد بالطرق السهلة حتى لا ترهقه أثناء الغوص.
وتأتي مشاركة هيئة أبوظبي للتراث في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية كشريك تراثي ، في إطار جهودها لربط تراث الدولة بين الماضي والحاضر، بما يبرز أصالة هذا التراث وتعزيزه في نفوس الأجيال القادمة وزرع حبه لدى الأبناء.
ويقدم الجناح في المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات ذات الطابع الإماراتي الأصيل، والتي ترسخ الهوية الوطنية، فيتميز الجناح بالمزج بين الأصالة والمعاصرة، والتي يتعرف من خلالها الزوار على السنّع والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ومهن وعادات الأولين، وصولاً إلى ورش وعروض حية للصناعات والحرف التقليدية.
نقلاً عن وكالة أنباء الإمارات