أكد معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أن الوقت قد حان من أجل عمل دولي مشترك، يدعو لنشر قيم التسامح والحوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والتصدي للأفكار المتطرفة والإرهابية، من خلال بث مبادئ التسامح والسلام في العالم، مشيداً بجهود مالطا في دعم قيم التسامح والسلام، مؤكداً أهمية المؤتمر الذي يأتي في وقت يشهد العالم اضطرابات ونزاعات مسلحة، ويعاني من انتشار التطرف والإرهاب.
نظم «المجلس العالمي للتسامح والسلام»، بالتعاون مع مجلس النواب المالطي، أعمال مؤتمر «بناء التسامح والسلام في ظل التحديات الحالية.. منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا»، والذي ترأسه معالي الجروان، وأنجلو فروجيا رئيس مجلس النواب المالطي، وذلك بمقر مجلس النواب بجمهورية مالطا.
وفي السياق نفسه، استقبل الدكتور جورج فيلا رئيس جمهورية مالطا، بهذه المناسبة، معالي الجروان، ووفد المجلس المشارك بالمؤتمر، وذلك بالقصر الرئاسي في مالطا، حيث أشاد بجهود المجلس في تعزيز ونشر قيم التسامح والسلام حول العالم، مؤكداً استمرار دعم بلاده للمجلس وأهدافه السامية.
حضر المؤتمر – الذي تواصل على مدى يومي 1 و2 يونيو الجاري بالعاصمة المالطية «فاليتا» – معالي الدكتور إيان بورغ وزير خارجية جمهورية مالطا، ودوارتي باجيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وكاثرين هارا، رئيسة برلمان جمهورية مالاوي، وعدد من رؤساء وممثلي الدول والحكومات والبرلمانات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات التعليمية والثقافية ذات الشأن.
وقت النزاعات
وألقى الجروان كلمة المجلس العالمي، في الجلسة الافتتاحية، والتي أشاد فيها بجهود مالطا في دعم قيم التسامح والسلام، مؤكداً أهمية المؤتمر الذي يأتي في وقت يشهد العالم اضطرابات ونزاعات مسلحة، ويعاني من انتشار التطرف والإرهاب.
وقال الجروان إن الوقت قد حان من أجل عمل دولي مشترك، يدعو لنشر قيم التسامح والحوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والتصدي للأفكار المتطرفة والإرهابية، من خلال بث مبادئ التسامح والسلام في العالم، حتى نحصد مستقبلاً نجنب فيه أطفالنا ويلات الحروب، وأضرارها المادية والنفسية والمجتمعية، وتحيا فيه الشعوب بأمن واستقرار وتسامح وازدهار.
وتطرّق المؤتمر لمحاور عدة، أهمها الحاجة إلى أدوات جديدة في القانون الدولي لبناء السلام، ودور المجتمع المدني في ظل الوضع الراهن في المنطقة.. التحديات والفرص، وتحقيق المجتمع المدني للسلام والتسامح، وبناء التسامح والسلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والدور العالمي للاتحاد الأوروبي في ضمان السلام والتسامح في المنطقة.
وأطلق المجلس العالمي للتسامح والسلام، والبرلمان المالطي، والمشاركون من مختلف دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، في ختام اليوم الثاني الأخير للمؤتمر «إعلان مالطا»، الذي أكد أهمية بناء التسامح والسلام، في ظل الصراعات الحالية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، مشيراً إلى أن التنوع مصدر قوة، وأن تعزيز احترام التنوع والتعددية والتعدد الثقافي، من شأنه أن يُسهم في التعايش السلمي.
وشدد المشاركون على دور المجتمع المدني المهم في تعزيز قيم التسامح والسلام، في ظل ما يواجهه العالم من تحديات، بما في ذلك الصراعات المسلحة، وعدم الاستقرار السياسي والأزمات الإنسانية، منوهين بأن بناء السلام المستدام أمر حاسم لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
العمل معاً
وجاء في «إعلان مالطا»، أن المجلس العالمي للتسامح والسلام، وبرلمان مالطا، سيعملان معاً على سبعة محاور رئيسة، أولاً تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والمجتمعات، ثانياً، دعم المبادرات التعليمية التي تعزز التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ثالثاً، تشجيع التفاوض والتواصل بين الثقافات المختلفة لبناء التفاهم والتعاطف، رابعاً، إدانة جميع أشكال العنف، بما في ذلك الإرهاب، الذي يهدف إلى تقسيم المجتمعات وتعزيز الكراهية، خامساً، الاحتفاء بالتنوع الثقافي في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، مدركين أن الاختلاف يجعلنا أقوى، سادساً، دعم حقوق الإنسان والجهود المبذولة لتعزيزها وحمايتها، بما في ذلك حقوق الأقليات والفئات الضعيفة، سابعاً، تطوير أدوات جديدة في القانون الدولي، لتساعد في بناء سلام مستدام حول العالم.
ودعا «إعلان مالطا» أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى دعم مشروع القرار المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، الهادف إلى الحفاظ على السلم والأمن.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم، وعمل مشترك بين البرلمان الدولي للتسامح والسلام، وبرلمانات مالاوي وأفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية وساو تومي وبرينسيبي، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات دعم التسامح والسلام على صعيد العمل البرلماني الدولي.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية