تمزيق وحدة الرسالة
استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام وأعداء الله أن ينشؤوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين، فقد استطاعوا أن يمزقوا وحدة الرسالة الإلهية إلى مرجعيات متناحرة متصارعة ومتقاتلة من خلال ترسيخ مبادئ الخطاب الديني على حساب الخطاب الإلهي. هنا لا بد من التفريق بين الخطاب الإلهي والخطاب الديني
الخطاب الإلهي يدعو الي المحبة والتسامح والسلام
فالخطاب الإلهي مصدره ومرجعيته الوحيدة القرآن الكريم، هو كلمة الله وآياته، حيث أمر رسوله الكريم أن يبلغها للناس كافة في كتاب كريم، قرآن مبين يستهدف سعادة المجتمعات الإنسانية معتمًدا على عبادة الإله الواحد، فقد وضع لهم خارطة طريق تخرجهم من الظلمات إلى النور بتشريع أساساته الرحمة، العدل، الأخلاق، تهذيب النفس بالارتقاء بها وبالقيم النبيلة،المحبة بين الناس، التسامح والتعاون والسلام.
أما الخطاب الديني فقد اعتمد على روايات ليس لها سند أو دليل من المنطق تتناقض مع آيات الله، تتخذ من خطاب الكراهية والتكفير لمن لا يتبع منهجهم، ويحرضون على قتل الأبرياء ويصادرون حق الإنسان في اختيار عقيدته، ويشعلون الفتن في المجتمعات المسالمة، ويستبيحون كل ما تطال أيديهم من أموال وثروات واستحلال حقوق الناس ويدفعون الشباب لتفجير أنفسهم مقنعيهم بوعود ضالة وكاذبة بالجنة وما فيها من حور عين وقصور، مالا عين رأت ولا أذن سمعت وهم أعداء للحضارة والتطور، وأعداء لشرع الله في كل ما أمر به الله من عمل الصالحات والمعروف واستباق الخيرات ونشر السلام لبني البشر جميعا.
الانقسامات والصراعات في المجتمع الإسلامي
لقد أسس الخطاب الديني الذي اعتمد على الروايات لظهور مرجعيات دينية متعددة ومتناقضة، خلقت طوائف عديدة في المجتمعات الإسلامية، وكل طائفة تعصبت لمرجعيتها، فتفرق المسلمون في المجتمع الواحد وتسبب ذلك إلى صراع فكري تصادمي، وتحول بعد ذلك إلى اقتتال بين المسلمين في المجتمع الواحد،حيق حلت بهم الكوارث واحدة تلو الأخرى.
دعوة إلى التصحيح
لذا لا بد من رفع الغبار الداكن الذي تسبب في جعل الروايات تطغي علي الآيات، حتي أصبحت الروايات هي المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، فلم يلتفت دعاة المسلمين ومثقفوهم وعلماؤهم للتحذير الالهي للمسلمين بالتمسك بالقرآن الكريم، وعدم الالتفات لأحاديث مدسوسة وروايات مغشوشة وأساطير “الاسرائيليات” التي تتنافى مع العقل والمنطق.
” تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ” – الجاثية(٦)
لذا وجب علي كل مسلم أن يدرك أهداف المنافقين وأعداء الله، وأن يرشد الناس إلى مرجعية القرآن وما يحمله للإنسانية من دعوة للتعاون والمحبة والرحمة والحرية والمساواة والعدالة.
والله ولي التوفيق