إتفق الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني مع رؤية الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله : 8 بنود لإنقاذ ما تبقي من فلسطين.. قضية الفرص الضائعة” ، مشيرا أن تمسك حركتي حماس و فتح بتحقيق كل طرف أجندته قد يتسبب في تعميق الأزمة والإنقسام في ظل الحرب الدائرة في غزة، دون مراعاة للواقع المأساوي للشعب الفلسطيني، متابعا أنه من المعيب استمرار الانقسام الفلسطيني رغم كل هذه الدماء التي تنزف في قطاع غزة.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ “رسالة السلام “أنه كان هناك فرصة لإنهاء هذا الانقسام من خلال الاحتكام للديمقراطية للشعب الفلسطيني بإجراء الانتخابات في يناير عام2021، ولكن الرئيس أبو مازن أسقط ذلك عندما اعتبر أن عدم إجراء الانتخابات في القدس هي المعضلة، وكان بالإمكان تجاوز ذلك ، معتبرا أن عدم الوصول إلى الوحدة الفلسطينية يتمحور فى عدة عوامل منها أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي يضع بعض عثرات أمام تحقيق هذه المصالحة، وشروط حركة حماس التي لا تريد أن تستحوذ مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على السلطة، وقد كان بالإمكان تجاوز كل ذلك من خلال تشكيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية يشارك فيه الجميع، وأن يتم الاحتكام للديمقراطية لينتخب ممثلي الشعب الفلسطيني من يريد .
ويرى أستاذ العلوم السياسية أنه إن لم يكن بمقدور الفلسطينيين إجراء انتخابات، فمن الأولى تشكيل إطار قيادة مؤقتة تضم كل الفصائل دون استثناء، أو أن توضع آليات لإجراء انتخابات بطريقة أو بأخرى، متوقعا تأجيل ذلك الخيار نتيجة للحرب، متابعا أنه من الأفضل تشكيل إطار مؤقت يمثل كل الفلسطينيين تحت شعار أن منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت لكل فلسطيني، وهذا الإطار يمثل بدلا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
وأوضح الرقب إن أبو مازن يعتبر ما حدث يوم 7 أكتوبر هو خارج عن العادة، وأنها حرب بين إسرائيل وحماس، مؤكدا
أن كافة محاولات إحياء المصالحة بين حماس والسلطة بلا نتائج حتى الآن سواء لقاءات موسكو أو لقاءات بكين، وبالتالي زادت الأمور سوءا وزاد التراشق الإعلامي خاصة بين ممثلين عن السلطة وحركة حماس.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي :”8 بنود لإنقاذ ما تبقي من فلسطين قضية الفرص الضائعة”
فى ظل هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني يبحث مفكر العرب علي محمد الشرفاء الحمادي عن نقطة الضوء في نهاية هذا النفق المظلم وخيط الأمل الرفيع الذي يضمن الخلاص والسلام للشعب الفلسطيني وتتمثل نقطة الضوء تلك في تبني مقترح يصفه الحمادي بالمتواضع والناتج عن التأمل العميق في هذه القضية التاريخية.
ذلك المقترح الذي أسسه المفكر علي الشرفاء الحمادي بناء على مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي تسعى لتحويل القرارات الدولية المتعلقة بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الإنسانية والشرعية، وطبقاً للمواثيق الدولية، وقرارات مجلس الأمن والقمة العربية لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة ذات سيادة على أرضه قبل الاحتلال الإسرائيلي في 5 يونيه 1967 تلك القرارات التي تصب في هدف قيام دولتين: الأولى قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونية ١٩٦٧م وتثبيت الحدود.
والثانية قيام دولة إسرائيل حسب حدودها القائمة قبل ٥ يونية ١٩٦٧.
وهذه المبادرة تتميز بتأييد دولي كامل لذلك فمن الممكن جدا أن يتم تنفيذها.. لكن الشرفاء الحمادي يرى أن الأزمة الفلسطينية الداخلية تسبب عائقا ضخما يحول دون تنفيذها كما هي العادة منذ 75 عاما.. ويستعرض علي الشرفاء الحمادي تلك العوائق الحائلة دون قيام الدولة الفلسطينية ويضع مقترحه الهام والمتواضع لتفكيك تلك العوائق والأزمات..
وتتمثل تلك العوائق في الآتي:
فالدولة الفلسطينية الآن ليس لها قواعد الدولة التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، والتي تتكون من حكومة وشعب، وأرض؛ واضحة الحدود كباقي الدول، كما أنها لا تتمتع بحكومة واحدة تمثل كامل الشعب والأرض الفلسطينيين.. ويتساءل الحمادي قائلا من يا ترى سيمثل الشعب الفلسطيني في مفاوضات تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وقرارات الجامعة العربية، ومبادرات القمم العربية لإنشاء دولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية؟
ومن أجل حل هذه المعضلة يرى الكاتب الكبير علي الشرفاء الحمادي أنه يجب تشكيل حكومة انتقالية وحتى يتم ذلك فيرى أنه من الواجب أن ترتقي القيادات الفلسطينية لتكون على مستوى المسؤولية التاريخية وتحقق المعجزة للتلاحم بين كافة المنظمات الفلسطينية حتى تتحد الأهداف الوطنية ضمن استراتيجية واحدة، وهدف مشترك، يحقق أحلام الشعب الفلسطيني في دولة حرة آمنة مستقلة، يمارس حقه في السيادة على أرضه ويرسم مستقبل أجياله، واستغلال قدراتهم في دولة أبية معترف بها دوليا، تشارك الدول العربية الشقيقة في صياغة مستقبل مشرق للعالم العربي.. ويخشى الحمادي أن يقف تفاخر المنظمات الفلسطينية المختلفة بما حققته من جهاد ضد المسئولية التاريخية التي تفرض التواضع أمام آمال الشعب الفلسطيني في قيام دولته.. وأن صراع المنظمات والفصائل المختلفة على السلطة سيلقى حتما ظلاله السوداء على الموقف الفلسطيني وسيؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني كما ضاعت سنة (1948م) عندما تم إصدار قرار التقسيم بين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وبين الشعب اليهودي في دولة مجاورة).
ويضع المفكر العربي الكبير على الشرفاء الحمادي مقترحه ورؤيته لحل تلك الأزمة وتنفيذا لمبادرة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية.. ويتمثل مقترح الحمادي في عدة خطوات كالآتي :
تلك الأزمة وتنفيذا لمبادرة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية.. ويتمثل مقترح الحمادي في عدة خطوات كالآتي :
الخطوة الأولى هي أن تقوم مصر بدعوة جميع قادة الفصائل الفلسطينية بمختلف انتماءاتها، ومواقفها، وتكون من ضمنها حركة حماس، ومنظمة فتح، والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
ثانياً: يتم عقد اجتماع في القاهرة بمشاركة مصرية وقطرية وإيرانية وسعودية في ذلك الاجتماع.
وتكون أجندة الاجتماع هي الاتفاق على إنشاء حكومة انتقالية مشكلة من كل الفلسطينيين الحاضرين في المؤتمر، واختيار مجلس وزراء يرأسه أحد الأعضاء لمدة سنتين فقط.
أما الخطوة الرابعة فهي أن يُعترف بتلك الحكومة الانتقالية من قبل الجامعة العربية والتي ستتولى بدورها مساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة لتكون عضواً في الأمم المتحدة، وممثلًا رسميا عن الشعب الفلسطيني.
أما الخطوة الخامسة فتتمثل في تولي الحكومة المؤقتة التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية تحت رعاية مجلس الأمن، والجامعة العربية، ومشاركة اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها من مؤتمر القمة الإسلامي لبحث الترتيبات المتعلقة بتطبيق قرار حل الدولتين وقيام دولة فلسطين ودولة إسرائيل، وفق مواثيق الأمم المتحدة، والالتزام الكامل من قبل الطرفين باحترام حقوق كل منهما تمشياً مع القوانين الدولية.
سادساً: هو أن تحل الحكومة المؤقتة محل السلطة الفلسطينية، وتؤول كافة صلاحياتها وميزانيتها واتفاقاتها السياسية وغيرها من الاتفاقيات الدولية إلى الحكومة الجديدة.
سابعاً: أن يكون مقر الحكومة المؤقتة في نفس مقر السلطة الفلسطينية (في رام الله) العاصمة المؤقتة للدولة الفلسطينية.
أما الخطوة الثامنة والأخيرة هي تتولى القيادة المصرية التواصل مع الدول الأوربية، وأعضاء مجلس الأمن، والولايات المتحدة الأمريكية لإبلاغهم بقيام الحكومة الفلسطينية المؤقتة للبدء في تحقيق السلام بينهم، وبين الدولة الاسرائيلية، للوصول إلى استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط، وليكون بداية للتعاون في ظل السلام بين جميع دول العالم لينعم الإنسان في كل مكان بحياة الطمأنينة والأمان.
وبتلك الخطوات الثمانية تتضح رؤية واقتراح المفكر علي الشرفاء الحمادي ذلك المقترح الذي تختصر الزمن، وتنهي حالة التردد وتبني الثقة بين الشعوب لتحيا حياة طيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والعقائدي والحزبي، وبعيداً عن استعلاء شعب على آخر.. وإقامة العدل والتعامل بالتسامح والإحسان والتعاون على البر والتقوى وتحريم العدوان بين بني الإنسان، وتحريم قتل الإنسان، ويختتم المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي رؤيته تلك بقوله سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.