اكتشف علماء الفسيولوجيا العصبية الكنديون أن مرض الزهايمر والسمنة المفرطة يسبّبان تغيرات سلبية في عمل الخلايا العصبية في مناطق معينة من القشرة الدماغية.
مما يساهم في موت هذه الخلايا وتطور الخرف. وتم نشر الدراسة بهذا الشأن في مجلة Journal of Alzheimer s Disease .
قال الباحث في جامعة” ماكجيل” في مونتريال الكندية فيليب موريس:” أصبحت بحوثنا حجة قوية لصالح النظريات التي تربط التطور المتسارع لمرض الزهايمر بالسمنة وتأثير الوزن الزائد على سمك القشرة الدماغية. وإننا نفترض أن التخلص من السمنة قبل الشيخوخة سيسمح بالحد من مخاطر الإصابة بالخرف والأمراض التنكسية العصبية.
كما قال موريس وزملاؤه ، فإن علماء الأعصاب لاحظوا منذ فترة طويلة أن زيادة الوزن في منتصف العمر يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف. بينما لم يعرف العلماء سبب ذلك بالضبط ، لكنهم افترضوا أن السمنة تعطّل عمل الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، وتساهم أيضا في تطور الالتهابات.
واستوضح علماء الأعصاب أن كلا من الوزن الزائد ومرض الزهايمر لهما تأثير مماثل على المادة الرمادية لنصفي الكرة الدماغييْن. وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج في إطار الارصاد طويلة المدى لحالة الجهاز العصبي لنحو 1.3 ألف متطوع، حيث راقب الباحثون صحتهم باستمرار منذ عام 2003 حتى الوقت الحاضر.
وتضمن هذا المشروع كلا من مرضى الزهايمر والأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من الخرف وغيره من الإعاقات الإدراكية. ومن بين هؤلاء، العديد من المتطوعين الذين يعانون من زيادة الوزن، والذين تمت دراسة حالة دماغهم بانتظام باستخدام التصوير المقطعي.
واتضح، أن كلا المرضيْن أثرا بالمثل على مناطق معينة من القشرة الدماغية وقاما بتسريع عملية انخفاض سمكها. وعلى وجه الخصوص، سجّل علماء الفسيولوجيا العصبية عمليات تنكسية متطابقة في الجانب الأيسر من قشرة الفص الجبهي وفي القشرة الصدغية الجدارية اليمنى.
وتشير نتائج الدراسة، حسب العلماء، إلى أن السمنة تساهم في تطور مرض الزهايمر نتيجة تسارع انحطاط المادة الرمادية في بعض مناطق القشرة الدماغية. وخلص الباحثون إلى أن ذلك يدل على أن فقدان الوزن لديه القدرة على إبطاء تطور مرض الزهايمر أو تقليل احتمالية حدوثه.
المصدر: روسيا اليوم