يدخل الاقتصاد المصري عاماً قد يكون الأصعب مقارنةً بالسنوات الأخيرة.
تحت وطأة الضغوط التضخمية وسعر الصرف والقرارات المتوقعة برفع الفائدة من قِبل الفيدرالي الأمريكي، فماذا يحدث في الاقتصاد المصري الآن؟.
ستكون سنة صعبة إلى حدٍّ ما على مصر والأسواق الناشئة، حيث نشهد حالياً تغيراً في الدورة الاقتصادية، بما سيحدّ من التدفقات الحرّة للأسواق الناشئة، بما فيها مصر، وهو الأمر الذي يضع له المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي حلا يشمل آليات التنفيذ حيث وضع في كتابه ” ومضات على الطريق” خارطة طريق للاقتصاد المصري من منطلق عهد قطعه على نفسه ليبني خارطة طريق لمصر تكون نقطة انطلاق لبناء مستقبل مشرق للوطن وللمواطنين، نشترك جميعا في وضع أسس متينة يمكنها أن تبني دولة قوية عزيزة ومرهوبة الجانب، دولة تحترم حقوق المواطن، وتحمي حريته في العقيدة، والتعبير عن رأيه ً بدون خوف أو رهبة، ويعيش فيها معززا مكرما، في وطن يحفظ حقه في حياة كريمة، ويؤمن له سكنًا مناسبا، آمنًا على أسرته، موفرا له عملا مناسبا يدر له دخلا ً شهريا يعينه على رعاية أسرته؛ بما يؤمن له عيشا كريما.
ويوضح «الشرفاء» أن الطريق يأتى وفق خطة عملية تمتلك الرؤية، والقدرة على التنفيذ، وتأمين التمويل من خلال إجـراءات اقتصادية فعالة، وتوفير الآليات المطلوبة ً لتحويلها إلى حقيقة ملموسة يعيشها المواطن وذلك من خلال عدد من المحاور يحددها الشرفاء كالتالي :
أولاً: تم إعداد مشروع خطة (القرية المصرية المنتجة) والتي يمكن أن تستوعب كل قرية 2500 منزل، أى حوالي 12500 مواطن، تتوفر فيها المراكز التعليمية، ومراكز التدريب، وكافة الخدمات الصحية والأمنية التى تتطلبها القرية، وتأمين منزل مساحة البناء فيه 120م 2 بالإضافة إلى قطعة أرض ملحقة بالمنزل (حوش) مساحتها 180م2 لتتمكن الأسرة من تربية الدواجن والأبقار وخلافها.
ثانيا: يتم إعداد مشروع (التأهيل القومي) حيث يهدف هذا المشروع إلى إعادة تأهيل عشرات الآلاف من المواطنين ممن ضلوا عن الطريق الصحيح، وتحولت طاقاتهم إلى مجموعات يائسة اتجهت بهم بدلا من تحقيق موارد مالية لرعاية أسرهم بطرق قانونية صحيحة، إلى طرق مخالفة للقانون؛ كالسرقة والتعاطي والإتجار بالمخدرات، وما يؤدي إليه ذلك من جرائم جنائية، حيث أصبحوا يهددون أمن المجتمع، ويعيقون عجلة التنمية والتطور فيه.
الكاتب أكد فى كتابه ” ومضات على الطريق ” أن المشروع يمكن أن ينفذ من خلال إنشاء معسكرات متطورة في كل محافظة؛ لتستوعب الخارجين عن القانون حسب المدد العقابية المحكوم عليهم بها، فيعيشون في مناطق مفتوحة، ويقومون بتوظيف طاقاتهم في الإنتاج الزراعي والحيواني؛ ليتم إعدادهم بوصفهم مواطنين صالحين من خلال التدريب والتعليم، كما يحقق المشروع لهم دخلا ً شهريا بحيث يتحقق في خلال مدة عشر سنوات تخفيض نسبة الخارجين عن القانون إلى نسبة 75 % مما هي عليه الآن، لتصل إلى مرحلة نموذجية تختفي فيها السجون من الدولة، ويحقق لهم هذا المشروع أيضا إعادة إنسانيتهم وكرامتهم، وتحويلهم من فئة ضالة إلى مواطنين صالحين منتجين، لكي يقوموا برعاية أسرهم، ويسهموا في بناء مجتمع العزة والكرامة.
ثالثا: إنشاء إدارة للرقابة والمتابعة في كل وزارة، حيث يتم تعيين أحد أمناء ً الثورة مديرا لها بدرجة وكيل وزارة.
رابعا: ً تعيين الشباب في مناصب نائب للمحافظ في كل محافظة، وذلك لتحمل الشباب المسئولية في إدارة مؤسسات الدولة، ومعايشة مشاكل المواطنين، وابتكار الحلول السريعة لدفع عجلة التطور لمستقبل مشرق كريم، كما يساعد المحافظ في إدارة شئون المواطنين، ومراقبة تنفيذ البنية الأساسية التي يتم تنفيذها في كل محافظة.
خامسا: تعيين رؤساء المجالس المحلية من الشباب في كل محافظة لتطعيم المحافظات بشباب حريص على تحقيق حلم المستقبل بحماس الشباب، والدفع بحركة التطور، والإصلاح الإداري باقتدار وأمانة، حتى يتمكنوا من إزالة غبار الماضي عن حركة التنمية الاجتماعية.
سادسا: تطوير وزارة للشباب تعتني ببناء مراكز الشباب الثقافية، والرياضية في كل محافظة وكل مدينة، للنهوض بالحركة الثقافية والرياضية، ونشر الوعي الاجتماعي لبناء الوحدة الوطنية، والارتقاء بالروح الوطنية.
ويختم الشرفاء كتابه بقوله “إنني وأنا أحدد معكم معالم الطريق للارتقاء بمصر العزيزة، لننهض بقدراتها، وتطويرها، وتطوير ثرواتها، ونحافظ عليها، ولتحقيق آمال الشعب، والتفاني بكل الإخلاص في تحقيق أهدافه؛ فإن هذا يتطلب التعاون، والتضافر بين أبناء الشعب جميعا في نسيج واحد؛ لا يفرق بينهم الدين أو العقيدة، فالدين لله والوطن للجميع، وأن يتلاحم أبناء الوطن الواحد في صف واحد، ليكونوا يدا واحدة، وقلبا واحدا، يسعى إلى هدف واحد، هو علو شأن مصر، ورقيها، وإعادتها إلى ريادة الأمة العربية؛ وهذا لن يتحقق إلا بسواعد الرجال والنساء، وفكر الشباب الخلاق وطاقته، لنعيد بناء مصر المستقبل، ونسطر جميعا ملحمة تاريخية في الوحدة، والعزة، والكرامة، ولتستعيد مصرنا دورها، ومكانتها المرموقة بين دول العالم.