قال الشيخ على الله الجمال، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” جاء هدية لهذه الأمة فرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية من الله للمؤمنين، وهو الذى صرح بذلك” إنما انا رحمة مهداة ” .
وتابع ” وقف الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه وأرضاه عند هذا المعنى فقال، كل الأنبياء الى أقوامهم عطية من الله، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لنا هدية من الله سبحانه، ثم قال لأن العطية تكون للمحتاجين، بينما الهدية تكون للمحبوبين، فالله سبحانه وتعالى يحب هذه الأمة ومن سر حب ربنا لنا أن أهدانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال نقف عند قول رسول الله ” إنما أنا رحمة مهداة أهداها الله لكم، فمن قبل الهدية أفلح وظفر، ومن لم يقبل خاب وخسر “وهنا نقف عند هذا المعنى ” هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم’ الرسول هو رسول الله لماذا يتلوا عليهم أياته لأن هذه هي الثمرة أن يرتقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخلاقنا الى أعلى درجات الأخلاق ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” أى أعلى درجات الأخلاق، ليزيكى ويطهر العيوب.
ويضيف الجمال، رجاحة عقل رسولنا الكريم، وحسن تصرفه صلى الله عليه وسلم، وحكمته فى معالجة المواقف لنتعلم منه، كيف نعالج أمورنا في حياتنا، وقد حدثنا القرآن الكريم عن كمال ورجاحة عقله صلى الله عليه وسلم ” نون والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم”.
وبين القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نبيا كريم بالمؤمنين، رؤوف رحيم، حريص علينا ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم” ثم بين القرآن الكريم ” وأن تطيعوه تهتدوا” فالهداية والتوفيق والخير لابد أن تكون في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ على الله الجمال، إلى آية في سوره الأنعام في غايه الأهميه وقف عندها المفسر الكبير نجم الدين الطوفي في كتابه الإشارات الألهيه، وهو قوله سبحانه لحبيبه صلى الله عليه وسلم ” أولئك الذين هدى الله” وهم الأنبياء، فبهداهم إقتدى أى سر على نهج الأنبياء، فهذه الآية تدل على أفضلية رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء، لأن الله أمره أن يمتثل الأمر، فقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر ففعل كل المحاسن التي فعلها جميع الأنبياء وفعل كل العبادات التي قام بها جميع الأنبياء، وبقيامه بفعل جميع المحاسن التي فعلها الأنبياء من قبل وفعله جميع العبادات التي قام بها الأنبياء من قبله وصل الى درجة الكمال البشري، فهذه الآية إحتج بها نجم الدين الطوفي على أفضلية رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء، مؤكدا لا نفرق بين أحد من رسل الله بل نؤمن برسل الله جميعا، ويقول وهب ابن منبه قرأت 71 كتابا من الكتب السابقة فوجدت أن الله عز وجل لم يعطي جميع الأنبياء من الكمال والعقل كما أعطى لرسوله صلى الله عليه وسلم، وعندما تأملنا السيرة النبوية وجدنا أن ابن الكلبي يقول، كتب في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم 500 ام، جدته وأم جدته وهكذا في النسب والذين قاموا بإرضاع النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، قال فما وجدت فيهم سفاحا من سفاح الجاهلية، ولا وجدت فيهم شيئا مما كان عليه أهل الجاهلية فرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى من الصغر لم يسجد للأصنام، هكذا كان موقفه صلى الله عليه وسلم من الأصنام فقد قال كرهتها وما كرهت شيئا كما كرهتها لأن الله خلقه بهذا الكمال البشري، الله سبحانه وتعالى خلق رسوله وافيا في كل شيء وهكذا نحن نتعلم من كمال عقله .
وقال أحد علماء وزارة الأوقاف أن هناك مواقف ومعالجات نحن بحاجة الى تطبيقها في زماننا الحاضر وحتى الخطاب الديني بحاجة الى تطبيق هذه المعالجة لنتعلم كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف، فمثلا جاء شاب يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفاحشة، كان رد فعل الرسول أن خاطب عقله وفكره، كان من الممكن أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الشاب هذا فعلا حرمه الله أو أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بعقابه، إلا أن النبى لم يفعل هذه الأمور وإنما خاطب عقله ومشاعره وقلبه، حيث قال له أيها الشاب أترضاه لأمك قال لا، قال أترضاه لأختك قال لا، أترضاه لعمتك قال لا، ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على قلبه وقال اللهم طهر قلبه وحصن فرجه، فما عاد الى التفكير في هذه الأمور مرة ثانية، هذا موقف الموقف الثاني الأعرابي الذي قضى حاجته في المسجد هو أمر في غاية الفظاعه، إنسان يقضي حاجته في بيت من بيوت الله في وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف تصرف رسول الله ؟ قال ما معناه اغسلوا موضع قضاء الحاجة، ثم دعا الأعرابي وقال أيها الاعرابي إن هذه المساجد لا تصلح لهذه الأمور وفهمه وعرفه ونزل رسول الله الى مستواه الثقافي، اذن عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الموقف، موقفا ثالثا، الرجل الذي ولد له غلام أسود اللون فإنزعج، من أين أتى هذا الغلام ؟ فذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه يتهم زوجته بطريقة غير مباشرة، فهذا ليس لونى، ورزقني الله بمولود أسود اللون يا رسول الله ما هذا الامر، فما كان منه صلى الله عليه وسلم الا أن قال له، هل لك من أبل قال له نعم، قال ما إلوانها، قال حُمر، قال هل فيها سواد، قال نعم، قال رسول الله قال له نعم قال ما الوانها قال حمر قال هل فيها هل فيها سواد قال نعم، قال رسول الله ما السر في ذلك، قال لعله نزعه عرق أى أب أو جد هذا الجمل ربما كان لونه أسود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ولده لعله نزعه عرق أى كان من أجدادك لونه أسود، اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عالج الموقف بحكمة، لم يقل للأعرابي هل أتيت لتتهم زوجتك؟ بل على العكس ستر على الأعرابي، وعالج الأعرابي، وإستطاع رسول الله أن يقنعه.
تلك هى المعالجات النبوية كما يقول الشيخ على الله الجمال، التي تدل على رجاحة عقله صلى الله عليه وسلم، التي لو طبقناها لإرتاح الناس وإرتاح المجتمع،
وتطرق الجمال إلى مفهوم النفس المرضية، حيث قال، القرآن الكريم أشار الى أحوال النفس، هذه النفس في ذاتها واحدة لكنها متغيرة فيبدأ القرأن الكريم بالنفس الأمارة بالسوء ” إن النفس لأمارة بالسوء” الا من رحم ربي، فإن كان هناك من وصل إلى هذه المرحلة فهو بحاجة الى تزكية شديدة وقوية كالإنسان الذي وصل الى أعلى درجات السمنة فيحتاج الى رياضة قاسية، فصاحب النفس الأمارة بالسوء الذي لم يصل الى مرحلة النفس المطمئنه بحاجة الى تزكية شديدة ومجاهدة وبحاجة الى أن يقبل على الله أكثر، فهذه بداية مراحل النفس الأمارة، أما المرحلة الثانية فهي النفس اللوامة وأشار القرآن اليها ” لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ” فوجدنا أن النفس تتغير وتنتقل من مرحلة الى أخرى من خلال التزكية، ثم ننتقل الى النفس الملهمة التي ذكرها القرآن ” فألهمها فجورها وتقواها” ثم اذا أرتقى الانسان وزكى نفسه إرتقى الى النفس المطمئنة بعد الملهمة وأشار القرآن اليها ” يا أيتها النفس المطمئنة” فإن أرتقى من المطمئنة الى مستوى أعلى وصل الى النفس الراضية ” إرجعي الى ربك راضية” فإن أرتقى وصل الى النفس المرضية ” ارجعي الى ربك راضية مرضية” .