استخرج أعضاء البعثة الروسية الـ68 في أنتاركتيكا نواة جليدية عمرها مليون عام من أعماق نهر جليدي فوق بحيرة “فوستوك” في قارة القطب الجنوبي.
ويقوم العلماء الروس بمساعدة الجليد القديم، باستكشاف مناخ الأرض في الماضي البعيد، مما سيساعدهم على فهم سبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والاحتباس الحراري في عصرنا ، صرح بذلك الخميس 2 فبراير ألكسندر ماكاروف، نائب مدير معهد أبحاث القطبيْن الشمالي والجنوبي.
وقال: “يثير الجليد القديم الذي يبلغ من العمر حوالي مليون عام اهتماما بالغا لدى العلماء. ففي خلال هذه الفترة بالذات يمكن رصد زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، ويفترض أنه خلال هذه الفترة أعيدت هيكلة النظام المناخي على كوكبنا. وبعد دراسة البيانات الخاصة بتغير المناخ والمحفوظة في لب الجليد، سيتمكن العلماء من طرح فرضيات حول الأسباب المحتملة للتحولات المناخية وسرعاتها وعواقبها”.
وحسب الباحث الروسي فإن التحولات المناخية العالمية في الماضي كانت أكثر خطورة من تلك التي نشهدها الآن. لكنها حدثت من دون تدخل بشري. في القرون الأخيرة، كانت الصناعة تتطور بنشاط، وكان معدل تغير المناخ أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي. وستسمح لنا عينات الجليد التي تم الحصول عليها في قارة القطب الجنوبي بتتبع الديناميكيات المستمرة لتغير المناخ وستساعدنا على فهم أين نحن الآن وإلى أين يمكننا الذهاب في المستقبل.
يذكر أن الرحلة الاستكشافية قبل الأخيرة الـ67 شهدت استخراج نواة جليدية عمرها حوالي 567 ألف عام. والنواة الجديدة، التي يزيد عمرها عن مليون عام ، هي جزء من الجليد الذي تجمد بشكل طبيعي في منطقة بحيرة “فوستوك” في أنتاركتيكا خلال مئات الآلاف من السنين. وكان الجليد يكمن على عمق أكثر من 3.5 كيلومتر. وأوضح ألكسندر كليبيكوف، مدير معهد أبحاث القطبيْن الشمالي والجنوبي، أن نوى الجليد القديم هي المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول حالة المناخ في الماضي السحيق للأرض.
المصدر:روسيا اليوم