تسير الثورة الصناعية الرابعة على قدم وساق، حاملة معها موجة من التقدم التكنولوجي الذي لديه القدرة على إعادة تشكيل الصناعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ويأتي الذكاء الاصطناعي في طليعة هذه الثورة، إذ يعد بإحداث تحول في مختلف القطاعات ودفع النمو الشامل والتنمية، كذلك المساعدة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية أن ملامح التحول نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، وما قد ينتج عن ذلك من مزايا تنموية عديدة تخدم أهداف التنمية المستدامة، كذلك ما يصاحبه من تحديات عديدة لا بد من سرعة النظر فيها ومعالجتها
ولفتت الدراسة أنه يوجد في أفريقيا أكثر من 2400 منظمة للذكاء الاصطناعي تم تأسيس 40% منها في السنوات الخمس الماضية، وتعمل في مختلف الصناعات، بما في ذلك الصحة واللياقة البدنية والزراعة والقانون والتدريب والتأمين، ويُعزَى جزء كبير من نمو الذكاء الاصطناعي في أفريقيا إلى جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى تسريع التحول الرقمي، وما زالت في مراحل نموها الأولية؛ فنحو 34% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هي مؤسسات متوسطة تضم أقل من 100 موظف، بينما 41% شركات ناشئة تضم أقل من عشرة موظفين ويوجد بالفعل عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، خاصة في مجالات الصحة وإمدادات المياه والتنبؤ بالطاقة النظيفة والتنبؤات بتغير المناخ والاقتصاد والتمويل، فضلاً عن الحوكمة وقد اجتذب الاستثمار في الذكاء الاصطناعي 500 مليون دولار من قبل 120 شركة في 12 دولة مختلفة في المنطقة.