محلل اقتصادى لـ«القاهرة الإخبارية»: حكومة ريشي سوناك تواجه مهمة مستحيلة في لندن
سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على الإضطرابات وإمكانية عودة بريطانيا للاتحاد الأوروبى، حيث قال الدكتور عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات، من أثينا، إن الحل الوحيد لإنهاء الإضرابات ببريطانيا وحل أزمتها الاقتصادية هو العودة للاتحاد الأوروبي، والتنازل عن كبرياء جهاتها السيادية، المتسببة في خروج بريطانيا من الأساس من الاتحاد، لأنهم رفضوا أن تقوم ألمانيا بالدخول في ملفات بريطانيا لاعتبارات تاريخية، وأنهم الدولة الإمبراطورية، والاتحاد الأوروبي لن يقف بجانب بريطانيا في أزمتها الحالية ليكون درسًا لأي دولة تفكر في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات، من أثينا، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية”، أن الإضرابات التي تشهدها بريطانيا الآن تتسبب في خسارتها الكثير، وفى حالة التفكير بانتخابات مبكرة لحل الأزمة ستسبب خسائر اقتصادية ضخمة نتيجة سحب المستثمرين أموالهم وإيداعها بالبنوك.
وأوضح أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات، من أثينا، أن بريطانيا كانت تصدر للاتحاد الأوروبي 45 % من إنتاجها من الصناعات، وتستورد 4.5 % فقط مما ينتجه الاتحاد، وكانت تتلقى تكاليف الصرف على القطاع الصحي من الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن بريطانيا مديونة للاتحاد الأوروبي بمبلغ 60 مليار دولار، وبعد خروجها من الاتحاد هاجرت الاستثمارات إلى فرنسا وألمانيا وخسرت بريطانيا القدرة التنافسية.
وشهدت بريطانيا اليوم الأربعاء، أكبر إضراب من نوعه منذ عقود، شارك فيه حوالي نصف مليون معلم وموظف جامعي وسائق قطار وعاملين في قوة الحدود وموظفي الخدمة المدنية وحراس الأمن.
بدوره قال محمد يسلم الفلالي، الخبير الاقتصادي، إن «البريكست» أثّر منذ يومه الأول على أسعار العملة والمشروعات المستقبلية للشركات البريطانية، ثم أتت الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا لتُسرع من وتيرة التأثيرات الاقتصادية التي لحقت ببريطانيا.
وأضاف خلال مداخلة بشاشة القاهرة الإخبارية، أن التأثير الأبرز كان لنقص إمدادات الغاز الطبيعي لبريطانيا، التي تغطي 40% من احتياجات الكهرباء في بريطانيا، بالإضافة إلى تقويض قدرة الأوروبيين على السفر إلى بريطانيا من أجل العمل، ما أثّر بشكل مباشر على أعداد العمالة في المشروعات.
وسلّط تقرير لـ«القاهرة الإخبارية» الضوء على توابع الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، الذي أسهم على مدى السنوات الماضية، في فقدان بريطانيا العديد من المزايا الاقتصادية، خاصة وأن الخروج من الاتحاد جعل الصادرات البريطانية متأخرة عن الدول الأخرى، ما تسبب في خسائر اقتصادية واسعة.
وراهن صنّاع قرار «البريكست» في 2019 على تحليلات اقتصادية رجّحت أن الخروج من عباءة الاتحاد الأوروبي سيوفر 20 – 30 مليار إسترليني للاقتصاد البريطاني، إلا أن هذه التوقعات جانبها الصواب في تقديرها لتبعات الخروج الأوروبي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
فيما قال الدكتور أنور قاسم، المحلل الاقتصادي، إن حكومة ريشي سوناك، تواجه مهمة مستحيلة في لندن، خصوصًا بعد توقف المؤسسات كافة داخل بريطانيا اليوم عن العمل، فالحكومة غير قادرة على تلبية مطالب المحتجين، بسبب العجز في الميزانية الذي يزيد على 66 مليارًا وتعد في أسوأ حالتها.
وذكر المحلل الاقتصادي خلال مداخلة لـ«القاهرة الإخبارية» أنَّ بريطانيا خسرت كل شيء عقب خروجها من البريكست والحكومة لا تريد الاعتراف بخطئها وأوهمت المواطنين أن عملية الخروج ستجذب الاستثمار والمشروعات، مؤكدًا أن 65% من البريطانيين يطالبون بالعودة إلى الاتحاد الأوروبي.
واستبعد «قاسم» عودة بريطانيا إلى «البريكست» في ظل وجود الحكومة الحالية، فهي لا تريد أن تربط الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بخروجها من الاتحاد الأوروبي، ولديها إصرار بأن أحد أسباب الأزمة هو جائحة كوفيد- 19.
وعرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا، اليوم الأربعاء، عن إضرابات وأزمات اقتصادية تهدد مكانة بريطانيا عالميًا، وسلّط التقرير الضوء على عجز حكومة دواننج ستريت «المقر الرسمي للحكومة البريطانية»، في السيطرة على الإضرابات التي انطلقت وسط موجات الارتفاع المتتالية في معدلات التضخم ضمن أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تهدد مكانة المملكة المتحدة كواحدة من أقوى الاقتصادات في العالم.
نقلا عن : اليوم السابع