قال الكاتب الصحفي محمد أبو الفضل، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن الولايات المتحدة الأمريكية عدلت ظاهريا من خطابها في التعامل مع اسرائيل حول التهجير القسري وضرورة حل الدولتين واحترام المدنيين وعدم اختراق القانون الدولي الانساني، لكن في المقابل فإنها تُفرط في دعمها المادي والسياسي لإسرائيل.
وتابع ” هذه الازدواجية هى التى أدت الى محاولة اسرائيل التمادي في تصرفاتها وانتهاكاتها المتعددة في غزة، ومع تصاعد حدة الانتقادات الدولية للولايات المتحدة لصمتها على الانتهاكات التي تحدث في غزة اضطرت ظاهريا لعدم التمادى مع اسرائيل، ولكن عمليا فإنها تؤيدها على طول الخط.
أضاف، اعتقد أن اسرائيل تحاول أن تقوم بممارسات أو تصرفات بقطاع غزة لإجهاض اى تصور دولي يمكن أن يتحقق فى المدى القريب على الأقل أو وضع تصورات محددة بشأن الدولة الفلسطينية.
وأشار الكاتب الصحفى محمد أبو الفضل إلى أن حديث نتنياهو او حديث الاعلام الاسرائيلي بشكل عام عن منطقة عازلة واستمرار الحرب وضرورة اقتلاع حماس من جذورها وعن تحقيق جملة الأهداف الاسرائيلية كلها تسير خط أخر مضاد للحديث السياسي بشأن الدولة الفلسطينية، مؤكدا أن اسرائيل تحاول أن تجهض هذه المسألة مبكرا وتحاول أن تشتت الجهود الدولية تارة في مسألة التمادي في الانتهاكات وتارة أخرى في اقتراحات تتعلق بمنطقة عازلة في شرق وجنوب غزة، متساءلا طول قطاع غزة 40 كيلو وعرضه يتراوح بين 6:12 كيلو متر اين ستكون هذه المنطقة؟ هل سيتم اقتطاع 5 كيلو مترات؟ هل سيترك قطاع غزة على الشريط الحدودي على البحر فقط؟.
وتابع الكاتب الصحفى محمد أبو الفضل” لا اعلم ما هى مدى التصرفات والتصورات الاسرائيليه في هذا الاطار الا اذا كانت ضمن حرب ادعائية بمحاولة اسرائيل اسقاط كل الاعتبارات والمحاولات التي بدأتها بعض الدول والأوروبية والأمريكية رغم التأييد الأمريكي الكبير لاسرائيل لكنها تحاول أن تتخذ مسافة نتيجة الضغوط الغربية المتصاعدة وعدم قبول الرأى العام الدولى لما يحدث من إسرائيل.
وكشف ابو الفضل أن الادارة الأمريكية تعاني من انقسامات في وزارة الخارجية وفي الحزب الديمقراطي الحاكم، وأصبح مصير الرئيس بايدن على حافة الهاوية فيما يتعلق بإعادة انتخابه مرة أخرى وترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي. وقال إن اسرائيل تحاول أن توجد عمليا أو تُميت عمليا كل الخيارات التى تؤدي الى دولة فلسطينية، لافتا أن اقتراح المنطقة العازلة رغم ردود الفعل العربية الصامتة حتى هذه اللحظة او الرافضة اجازة التعبير لكنها طروحات يتم تداولها بشكل او بأخر ويجب أن تواجه بمواقف صارمة قبل أن تتحول الى واقع ملموس، فقطاع غزة لا يحتمل كل ذلك، كما أن هناك بالفعل منطقة أمنية خارج غزة من ناحية اسرائيل وتوسيعها لن يوفر الأمن لسكان غلاف غزة من المستوطنات التي تعوق هذه المنطقة، متساءلا هل 5 كيلو مترات أو كيلو متر واحد منطقة عازلة يوفر الأمن لاسرائيل؟ اعتقد ان رشقة الصواريخ التي اطلقت بالأمس من كتائب القسام على تل ابيب ووصلت إلى مناطق مختلفة تؤكد أن هناك قدرة قتالية للوصول الى عمق اسرائيل.
وتابع الكاتب الصحفى محمد أبو الفضل ” اعتقد أن ما قاله ماكرون فيما يتعلق بأن اسرائيل بحاجة الى 10 سنوات حتى تقتلع حركة حماس، هذا تعبير دقيق ومعبر عما تريده اسرائيل، أو عن التحديات التي تواجهها اسرائيل اذا تمادت في هذا التصرف أو التصور حول التطبيق وعملياته”.
وأوضح أن حماس فكرة أو أيدولوجية أو موقف سياسي لن يُختزل فى بعض الأشخاص الموجودين حاليا، والمقاومة لن تتوقف على حماس ولن تتوقف عن القادة الحاليين، وطالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة.