اتفق اللواء الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية ومحافظ الإسكندرية والقليوبية الأسبق مع مقال “الفرصة الأخيرة لإنقاذ فلسطين والعرب” للكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، متسقا مع رؤية الكاتب التي تحمل الكثير من الآمال لإعادة الحقوق لأصحابها من الشعب الفلسطيني، وإحلال السلام على المنطقة العربية بأكملها، لتعود للعرب كرامتهم وهيبتهم.
وقال فرحات أن دور مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية هو إنجاز جديد يحسب للدبلوماسية المصرية، ويعد خطوة مهمة نحو تعزيز الجهود لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن مصر تولي اهتماما خاصا لوحدة الصف الفلسطيني، انطلاقا من رؤيتها لأهمية تحقيق الاستقرار الداخلي لفلسطين كخطوة محورية في بناء دولة مستقلة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ “رسالة السلام” أن دعم مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية يمثل دعما قويا للموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، حيث يعزز من قدرة الفلسطينيين على التفاوض وتوحيد رؤيتهم بشأن قضاياهم المصيرية، وعلى رأسها حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن مصر كانت ولا تزال تدعم أي جهود من شأنها دعم القضية الفلسطينية، إيمانا بعدالة القضية وضرورة تحقيق حل عادل وشامل.
وأضاف فرحات، أن مصر أولت اهتماما كبيرا بمسار المصالحة، حيث قامت بدور فعال في استضافة الحوار بين الفصائل الفلسطينية، وذلك عبر جهود دبلوماسية مكثفة، وعلاقات راسخة مع جميع الأطراف الفلسطينية، لافتا إلى أن مصر لم تكتف بدعم المصالحة على المستوى السياسي، بل قدمت كذلك دعما إنسانيا واقتصاديا لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، وفتح معبر رفح لتسهيل مرور المساعدات الطبية والغذائية وغيرها من الضروريات، مما يعكس حرص القيادة المصرية على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم صموده.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء ” الفرصة الأخيرة لإنقاذ فلسطين والعرب” :
بعد مرور عشرات السنين والشعب الفلسطيني يعاني من التدمير والمجازر التي تنفذها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي ظل هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فإن نقطة الضوء في نهاية هذا النفق المظلم وخيط الأمل الرفيع الذي يضمن الخلاص والسلام للشعب الفلسطيني هو العودة لقرارات مجلس الأمن والامم المتحدة المتعلقة بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الإنسانية والشرعية طبقاً للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن والقمة العربية في قيام دولته المستقلة ذات سيادة على أرضه قبل الاحتلال الإسرائيلي في 5 يونيه 1967 تلك القرارات التي تصب في هدف قيام دولتين: الأولى قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونية ١٩٦٧م وتثبيت الحدود.
والثانية قيام دولة إسرائيل حسب حدودها القائمة قبل ٥ يونية ١٩٦٧،خاصة أن هذه المبادرة تتميز بتأييد دولي كامل لذلك فمن الممكن جدا أن يتم تنفيذها فى حال ضغط وإصطفاف عربى كامل.
لكن الأزمة الفلسطينية الداخلية مازالت تسبب عائقا ضخما يحول دون تنفيذ هذا الاصطفاف!! كما هي العادة منذ 75 عاما والتى لم تتحرك خلالها القرارات الدولية لقيام دولة فلسطينية قيد أنملة في التطبيق على أرض الواقع والسبب دخول الفلسطينين أنفسهم ومعهم العرب في حلقة مفرغة لايستطيعون الخروج منها لاستكمال متطلبات قيام الدولة الفلسطينية نظرا لأنه لايوجد مشروع فلسطيني ولا مشروع عربي يساعد الفلسطينيين على تشكيل حكومة مؤقته تتولى المسؤلية الكاملة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه في وطن ينتمي إليه.
وأعود هنا للتأكيد على أن الدولة الفلسطينية الآن ليس لها قواعد الدولة التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، والتي تتكون من حكومة وشعب، وأرض؛ واضحة الحدود كباقي الدول، كما أنها لا تتمتع بحكومة واحدة تمثل كامل الشعب والأرض الفلسطينية..
ليثور سؤال من يا ترى سيمثل الشعب الفلسطيني في مفاوضات تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وقرارات الجامعة العربية، ومبادرات القمم العربية لإنشاء دولة فلسطين والتى تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية؟
يجب أن ترتقي القيادات الفلسطينية لتكون على مستوى المسؤولية التاريخية وتحقق المعجزة للتلاحم بين كافة المنظمات الفلسطينية حتى تتحد الأهداف الوطنية ضمن استراتيجية واحدة، وهدف مشترك، يحقق أحلام الشعب الفلسطيني في دولة حرة آمنة مستقلة، ليمارس حقه في السيادة على أرضه ويرسم مستقبل أجياله، واستغلال قدراتهم في دولة أبية معترف بها دوليا، تشارك الدول العربية الشقيقة في صياغة مستقبل مشرق للعالم العربي، وذلك من خلال تشكيل حكومة انتقالية خاصة
ان استمرار صراع المنظمات والفصائل المختلفة على السلطة سيلقى حتما ظلاله السوداء على الموقف الفلسطيني وسيؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني كما ضاعت سنة (1948م) عندما تم إصدار قرار التقسيم بين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وبين الشعب اليهودي في دولة مجاورة)…
يؤسّسه على جزء صغير من وطنه الذي سلبته عصابات
اليهود المتطرفين ساعدهم في ذلك دعم مستمر من العصابات الأمريكية التي إغتصبت حكم الولايات المتحدة الأمريكية
بمساعدة أخطر منظمة إسرائيلية في أمريكا وهي منظمة ( إيباك ) التي تعين رؤساء أمريكا ومجلس الأمن القومي وأعضاء الكونجرس لتصبح إسرائيل من خلالهم تحكم الشعب الأمريكي المغلوب على أمره ينفذون سياسة إسرائيل ويساعدونها بالمال بشيك مفتوح من مجلس النقد الفيدرالي الذي تم تأسيسه برأس مال الأسر اليهودية ليتحكموا في الاقتصاد الأمريكي والإقتصاد العالمي.
وأخشى ما أخشاه أن تتبخر القرارات الدولية وتنتهي القضية الفلسطينية ويضيع الحلم بين الأطماع الأنانية في السلطة والزعامة وبين الإنتحار لبعض المنظمات التي تعمل بعيدا عن وحدة الصف.
ويتمثل الحل لإنقاذ ما تبقي من فلسطين وإنقاذ الامة العربية كذلك في عدة خطوات كالتالي:
أولا.. أن تقوم مصر بدعوة جميع قادة الفصائل الفلسطينية بمختلف انتماءاتها، ومواقفها، وتكون من ضمنها حركة حماس، ومنظمة فتح، والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
ثانياً: يتم عقد اجتماع في القاهرة بمشاركة مصرية وقطرية وإيرانية وسعودية في ذلك الاجتماع.
ثالثا..تكون أجندة الاجتماع هي الاتفاق على إنشاء حكومة انتقالية مشكلة من كل الفلسطينيين الحاضرين في المؤتمر، واختيار مجلس وزراء يرأسه أحد الأعضاء لمدة سنتين فقط.
رابعا.. أن يُعترف بتلك الحكومة الانتقالية من قبل الجامعة العربية والتي ستتولى بدورها مساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة لتكون عضواً في الأمم المتحدة، وممثلًا رسميا عن الشعب الفلسطيني.
خامسا..فتتمثل في تولي الحكومة المؤقتة التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية تحت رعاية مجلس الأمن، والجامعة العربية، ومشاركة اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها من مؤتمر القمة الإسلامي لبحث الترتيبات المتعلقة بتطبيق قرار حل الدولتين وقيام دولة فلسطين ودولة إسرائيل، وفق مواثيق الأمم المتحدة، والالتزام الكامل من قبل الطرفين باحترام حقوق كل منهما تماشياً مع القوانين الدولية.
سادساً: هو أن تحل الحكومة المؤقتة محل السلطة الفلسطينية، وتؤول كافة صلاحياتها وميزانيتها واتفاقاتها السياسية وغيرها من الاتفاقيات الدولية إلى الحكومة الجديدة.
سابعاً: أن يكون مقر الحكومة المؤقتة في نفس مقر السلطة الفلسطينية (في رام الله) العاصمة المؤقتة للدولة الفلسطينية.
أما الخطوة الثامنة والأخيرة هي تتولى القيادة المصرية التواصل مع الدول الأوربية، وأعضاء مجلس الأمن، والولايات المتحدة الأمريكية لإبلاغهم بقيام الحكومة الفلسطينية المؤقتة للبدء في تحقيق السلام بينهم، وبين الدولة الاسرائيلية، للوصول إلى استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط، وليكون بداية للتعاون في ظل السلام بين جميع دول العالم لينعم الإنسان في كل مكان بحياة الطمأنينة والأمان.
وبتلك الخطوات الثمانية نختصر الزمن، وتنتهي حالة التردد وتبني الثقة بين الشعوب لتحيا حياة طيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والعقائدي والحزبي، وبعيداً عن استعلاء شعب على آخر.. وإقامة العدل والتعامل بالتسامح والإحسان والتعاون على البر والتقوى وتحريم العدوان بين بني الإنسان، وتحريم قتل الإنسان، اتساقا مع قوله سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
وفى حال استمرار الصراع الدامي بين إسرائيل وحماس وما تبعه من انتشار
الدمار في لبنان وسوريا سيفتح أبواب جهنم على الوطن العربي وقد يمتد الصدام إلى أبعد ما يتصوره الإنسان وقد تسقط دول
وتنهار أخرى والكل للأسف يشاهد مايجري من إمتداد الحرائق في غياب العقل العربى فضلا عن الأنانية المفرطة،
كل يهمه دولته وما علموا مدى خطورة تلك المواقف السلبية على الوطن العربي برمته،
وإسرائيل تكشف عن أهدافها لإحتلال أجزاء من الدول العربية والذي يهدد أمن الوطن العربي وتكون خسارة الأمة العربية أعظم مما يتصوره القادة العرب.
التخطيط الشيطاني مستمر وقوى الشر يعرف كل منهم
موقعه في معركة لن تبقي ولن تذر وحينئذ لن ينفع البكاء
ولن ينفع الندم حين تتحدث النفوس ياليتنا كنا سباقين
في المواجهة حتى لانصل إلى ماوصلنا اليه من تشتت وتفرقة وهزائم شنيعة فلن ينفع الندم ولن تمسح الدموع دماء عشرات الالاف من الضحايا الأبرياء..
إستيقظوا ياعرب قبل فوات الآوان وسارعوا إلى دعم الشعب الفلسطيني لإقامة دولته لتطفئوا النار المستعرة والمشتعلة التي ستحرق كل شيئ تصل إليه.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.