قال اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي أن مصر أكثر الدول اهتماما بأمن السودان ولسنا منحاذون لأي طرف والكلمة الاولى والأخيرة للشعب السوداني، ولا نتدخل فى إرادة الدول ، لكن عدم استقرار السودان يعد خطر يهدد استقرار الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الشعب السوداني يعيش أزمة كبيرة من عدم الخدمات متمثلة في الكهرباء والغذاء ووسائل الاتصالات والمستشفيات حتى أصبحت جثث الموتى ملقاه في الشوارع .
أضاف أن الدولة المصرية نجحت في استعادة أولادها العسكريين سالمين من السودان وفتح المنفذ الحدودي مع السودان وارسال ١٠٠ ناقلة لإخلاء كل المواطنيين المصريين بشكل آمن، موضحا ان أمن و استقرار مصر يعد استقرار للأمة العربية.
وتابع اللواء سمير فرج فى تصريحات خاصة لـ ” رسالة السلام ” أن السودان تمثل امتدادا للأمن القومى المصرى، كما أن الدولتين مشتركتين فى تأمين البحر الأحمر وهو الممر الرئيسى لثلث التجارة العالمية، وكذلك هما مشتركتان فى قضية مياه نهر النيل، كذلك وجود العديد من الطلبة المصريين والعاملين فى السودان والقوات العسكرية المصرية التى كانت مشتركة فى التدريب المشترك، كما أن هناك فى مصر 5 ملايين سودانى يعيشون على الأرض المصرية.
وأكد اللواء سمير فرج أن السودان هى الدولة القريبة لقلب مصر ولكل المصريين لاننا كنا دولة واحدة وكان الملك فؤاد الأول هو ملك مصر والسودان وبعد ثورة يوليو 52 أصبحت السودان دولة مستقلة بذاتها ولكنها ظلت فى قلب كل المصريين، مؤكدا أن حدود مصر مع السودان 1250 كيلو وهى الامتداد الطبيعى لمصر جنوبا، ويربطنا معا شريان الحياة النيل، موضحا ان منذ سنوات كانت هناك وحدة مع السودان وكان المصرى يسافر للسودان ببطاقته الشخصية والسودانى يحضر لمصر بنفس الطريقة، ولذلك يعيش معنا الآن فى مصر خمسة ملايين سودانى بلا جواز سفر ولا إقامة، والآن أصبح السودان دولة مستقلة، يمثل لمصر الأمن القومى المباشر، وأى مشكلة فى السودان تؤثر علينا هنا فى مصر والعكس صحيح.
وأشار اللواء سمير فرج الى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال أن مصر مستعدة للوساطة لحقن دماء السودانيين وأن مصر لا تتدخل فى شؤون أى دولة، وهكذا هناك أمل فى أن يتم وقف إطلاق النار فى الفترة القادمة رغم اعتراض الطرفين على ذلك، مشيرا إلى أن الأيام القادمة سوف تقودنا لأحداث كثيرة داخل الدولة السودانية لكن الأهم الان هو سرعة الوصول إلى تحقيق السلام بين الأطراف المتحاربة والوصول إلى حل يحقق السلام للشعب السودانى فى منطقة الشرق الأوسط.
وصرح المفكر الاستراتيجي أن الصراع الأن اصبح على القوى العسكرية ومن الذى سيصبح القائد العام للقوات المسلحة السودانية فى الفترة المقبلة ومن هنا نشأ القتال وهناك من يقول إنه انقلاب ولكن الحقيقة إن ما حدث هو صراع على السلطة العسكرية فى السودان، وليس صراعا على الحكم، بمعنى الذى سينتصر، سيكون هو القائد العام الجديد فى الحكومة المدنية السودانية.
ويرى اللواء سمير فرج ان هناك دور للدولة العميقة ويقصد بها فلول النظام القديم للبشير الذى بلا شك أصبح سعيدا بما يحدث على الساحة السودانية من تناحر وعدم إستقرار.
يذكر أن الصراع العسكرى داخل السودان بدأ يوم 15 إبريل وحتى الآن لا أحد يعرف من الذى بدأ القتال فهناك الجيش السودانى بقيادة الفريق البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، وهناك قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو هذه القوات التى تعتبر شبه عسكرية، نشأت فى البداية تحت اسم مليشيات الجنجاويد التى كانت تقاتل بسم الحكومة فى حرب دارفور، وخرجت بسمعة سيئة فى تلك الفترة.