قال المفكر الاسلامى السورى د. محمد حبش، أن تقرير الأمم المتحدة حول يشير الى أن عدد ضحايا الحرب الأوكرانية خلال عامين بلغ ٩ الاف
، فى حين أن العدوان الإسرائيلى المتوحش قتل خلال شهر واحد ١١ الفا،
ثم يقولون بكل وقاحة وحماقة وفجور، نريد ان نعيش مع جيراننا فى سلام.
أضاف حبش، أن التطرف ملة واحدة، فقد تعودنا أن نهاجم التطرف حين يظهر بلحى كثيفة ولهجة عنيفة وسيف فاجر يلعن الحضارة ويصرخ بصوت غاضب: الله أكبر، ولكن ماذا عن التطرف الذي نشاهده اليوم في أرقى قاعات العالم وهو يرتدي أغلى الياقات والكرافتات.
وتابع حبش ” رئيس الكونغرس الجديد بكل بجاحة يعلن أن نصوص العهد القديم واضحة في وجوب نصرة شعب الله المختار”، متساءلا، هل يعقل أن أمريكا التي تملك أكبر أجهزة البحث والاختراع في الدنيا، وتملك أقوى اقتصاد عالمي وأقوى جيش في العالم تحكمها أوهام لاهوتية ؟ يستدلون بظاهر نصوص وجدت قبل ثلاثة آلاف عام، لا يقودهم الحق، ولا الإنسانية، ولا العدالة، ولا نصرة المظلوم، بل يقودهم نص لاهوتي عتيق وضع الكهنة تفسيره على مقاس عقولهم المتعفنة، ثم قالوا للناس إنه صالح لكل زمان ومكان.
وأوضح المفكر الاسلامى السورى، أن اسم فلسطين هو اسم هذه الأرض حين وصلها الإسلام، وأبناء فلسطين شاركوا في الرواية عن الرسول الكريم، وجمعت المكتبة الشاملة 1400 رواية باسم الفلسطيني بعضهم تكرر، وظهر منهم:
في موطأ مالك أبو رفيع الكناني الفلسطيني، وفي مسند الشافعي يحيى بن حسان الفلسطيني، وفي الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد كلثوم بن عبد الله الفلسطيني، وفي مسند أحمد عيسى بن سنان الفلسطيني، وقيس بن زيد الفلسطيني، وكثير بن مروان الفلسطيني، وضمرة بن ربيعة الفلسطيني، وجبلة بن عطية الفلسطيني، ويزيد بن زياد الفلسطيني.
وتساءل حبش، ما الذي تستطيع الفلسفة والقومية والوطنية أن تقدمه لأم فقدت كل أولادها وباتت في العراء؟! أو
لفتاة بترت ساقاها بعد أن ماتت أمها تحت الأنقاض؟! أو لرجل رأى شقا عمره يدمر أمام عينيه؟! لطفل يصرخ هائماً في الأنقاض كل أهلى ماتو؟! مجيبا، وحدة الإيمان يمنح القلب الأمل، ويسكب في الروح الرضا، وفي التحدي الصبر، ويجعل التنهيد: الحمد لله والله أكبر.
وتابع ” يؤلمني أن أقول إن مستقبل غزة هو الانتقام والثأر، وهؤلاء الأطفال الذين خرجوا من أنقاض الموت، ورأوا تآمر الكبار في مجلس الأمن على حياتهم ووجودهم، وفارقوا أحبتهم مضرجين بالدم، هم مشروع ثورة قادمة أشد عنفاً ولو بعد عشرين عامأً، فلن يكون أى منهم راهباً أعزل، ولا صوفياً أبله، سيتحولون بكل تأكيد إلى مشاريع ثورة، وستتكرر دورة العنف ألف مرة حتى يأتى عالم رشيد يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان وينصف الناس ويأخذ على يد الظالم وينصف المظلوم”.