شن د. عبد السلام طالب، المفكر الاسلامى السورى، هجوما حادا على كتاب “المذهب الإنسانى فى الإسلام” للمفكر د. محمد حبش.
وتساءل طالب، دعاة تنوير وتجديد أم دعاة تضليل ..؟؟
وتابع ” مذهب جديد سماه دعاة وحدة الأديان بالمذهب الإنساني بحيث يتم صهر البشر وأديانهم تحت مظلة الله سواسية لا فرق بينهم لا في النوع ولا في الدين، وهذا المذهب ينطلق من فكرة ” وحدة الأديان التى أسستها منظومة العالم الخفية المعروفة، وهو أحد مذاهب التنوير والتجديد حاول دعاته نحت جدرانه على أروقة منظومة العولمة كمنتج جديد للتدين بحيث يكون مقبولاً عند البشر ويزعمون زوراً أنه تحت مظلة الله”
أضاف عبد السلام طالب ” يقول محمد حبش عن المذهب الإنساني، فى الواقع شعرت أن العنوان جميل، وهو يختصر كل ما ندعو إليه، فليس الهدف من إخاء الأديان توليف صلاة جديدة أو صيام جديد أو نسك جديد، وليس المطلوب استنتاج الحكمة من كهنة المعابد البوذية والهندوكية، ولا حتى من رجال الدين في الأديان السماوية بل الغاية الكبرى التي نريد هي بناء الأخوة الإنسانية، أسرة واحدة تحت الله ، وأريد للمسلم تحديداً أن يخرج من قوقعة الأمة المختارة والشعب المختار، والأمة الناجية والشعب المغفور إلى ثقافة أمة بين الأمم وليس أمة فوق الأمم .
وربما يكون الاهتمام بالدين لسبب جوهري وهو أن الأديان للأسف وعبر رجال الدين فيها باتت كما قال أبو العلاء :
إن الديانات ألقت بيننا إحناً *** وعلمتنا أفانين العداوات
وربما كان هذا التحدي بالذات هو ما يجعلنا نتمحور في الإخاء عند إخاء الأديان تحديداً لأن نزع فتيل الكراهية يبدأ من هناك حيث زرعت في كل الأديان ثقافة الولاء والبراء التي تكرس القطيعة بين البشر وتحول الإخاء إلى ركام من الأوهام” وهنا انتهى كلام حبش، ليرد عبد السلام طالب،
لاحظوا، عندما سأله البعض الا يجعل دعوة الاخاء بين الأديان فقط والا ينسى اللادينين فقال ” أعتقد أن تسمية المذهب الإنساني تشملهم” اذاً د. حبش جعل جميع البشر حتى الملحدين تحت مظلة واحدة ومذهب واحد هو المذهب الإنساني .
وعندما سأله البعض أن ثقافة العداوة والكراهية هي موجودة فقط عند غير المسلمين رد عليه قائلاً : ” كيف ليس عندنا كراهية؟ اقرأ كتب الولاء والبراء… إنها تعتقد أن المسلم مأمور أن يبغض الخلق فى الله حتى يدخلوا فى الاسلام… الحقيقة اننا مسكونون بثقافة الكراهية حتى الثمالة ….!!) .
ثم برهن للسائل بقوله ” هناك نحو مليون ونصف مقيم غير مسلم فى السعودية ولا يسمح لهم بأي معبد، وما تعرضت له الكنائس واليزيدية على يد الدواعش والمتطرفين فى مصر أكثر من أن يحصى”
وتابع طالب ” انطلق محمد حبش ومن يدور في فلكهم من دعاة التجديد المضلل من أن الله أرسل رسله رحمة للعالمين فدعوا الى فكرة اخاء الأديان ووحدتها من أجل الغاية الكبرى وهي بناء الأخوة الإنسانية ، أسرة واحدة تحت الله ” بهذا اللفظ ، كما زعم محمد حبش مع حضرة الخالق سبحانه وتعالى، ثم قال مهمتنا أن نخرج المسلمين من فكرة الأمة الواحدة الى أن المسلمين أمة من الأمم وليست فوق الأمم .
ليؤكد عبد السلام طالب أن هذه هى فكرة وحدة الأديان ليس كما فهمها البعض منه أنها أخوة إنسانية ربهم واحدٌ ودينهم واحد وانما أخوة إنسانية متعددة الآلهة ومتعددة الأديان ولا يوجد أمة تعلو أمة، وهو يحاول أن يفسر الأمر بإخاء الأديان وليس وحدة الأديان ويخلط بينهما في موضع آخر، وهذه الفكرة المضللة عكس ما هو معلوم من معالم المنهج الربانى، الا أن هؤلاء المضللون يسعون الى تنفيذ أجندات المنظومات الخفية التى تحارب الدين من خلال رجال الدين .
وأكد طالب، أن حبش من خلال كلامه يريد أن يوصل للأذهان أن الأديان كانت على الدوام سبباً في اشعال نار العداوة والبغضاء بين الشعوب ولا بد من التخلص منها عبر فكرة اخاء الأديان من أجل نزع فتيل الكراهية، فهؤلاء هم دعاة التضليل وليسوا دعاة التجديد.