الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وتعد الزكاة من الصدقة، فهي تزيد من التكافل والتراحم في المجتمع، فقد جعل الله تعالى الزكاة لمنفعة المسلمين جميعًا، تزيد الزكاة من المحبة والرحمة في قلوب المسلمين.
وفي هذا الاطار كتب المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء، تحت عنوان ” الزكاة .. صمام أمان الأوطان ” في كتابه ” الزكاة .. صدقة وقرض حسن “ أن الله قد جعل فريضة الزكاة في تشريعه الإلهي، الضمانة الحامية لروح التكافل الاجتماعي داخل الأوطان، حين أرادها فرضا وعبادة يأثم تاركها إن كان قادرا على البذلة، في حين أنه سبحانه وتعالى قد أعفى الفقير من العطاء، فليس عليه من زكاة ما دام غير قادر .
وبحسب وصف الكاتب فأن فريضة الزكاة قد اتخذت مكاناً محوريا في الخطاب الإلهي، حيث إنها السبيل لتكافل المجتمعات داخل الأوطان، حين اعتبرها الله شراكة بين الفقير والغني في المال.
كما أوضح الكاتب أن المال هو مال الله وهو من أعطاه للأغنياء بحكمة وأمرهم بإعطاء نسبة منه للفقراء 20% من صافي أرباحهم غير مرتبط بمدة زمنية، بل كلما تحقق مكسب في أي وقت من الأوقات يتم استقطاع النسبة المقررة .
ويرى المفكر على محمد الشرفاء أن الزكاة ضمانة للأوطان بأن مفهوم الزكاة قد انطلق في الخطاب الإلهي من هذا البعد الهام ومفاده أن الله هو المالك الحقيقي للثروات والأموال، وقد أشار القرآن الكريم إلى نداء الإنفاق على اعتبار أن المال مال الله بقوله تعالى: ﴿… وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ ءَاتَىٰكُمْ … ﴾ (النور: ۳۳) وقد جعل الله الناس – كل الناس – وليس الفرد أو الطبقة، جعلهم مستخلفين عن الله سبحانه وتعالى في الحيازة وملكية المنفعة والتنمية والاستثمار والاستمتاع الحلال بهذه الثروات والأموال، إذ قال تعالى: ﴿ … وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ … ﴾
ويؤكد المفكر العربى على محمد الشرفاء على المقاصد الهامة في رسالة الإسلام التى تتجلي لنا ، حيث يدعونا دينانا إلى الجماعية لا الفردية، ويحث على الترابط بين أفراد المجتمع المسلم، حتى يتكون منهم مجتمع جماعي صالح، وفي هذا المجتمع ينشغل أفراده بأهداف جماعية تعود بالنفع والخير على المجتمع ككل، ومن أجل ذلك يضعون المصالح الجماعية للوطن وللأمة فوق المصالح الفردية.