فى حلقة اليوم نتحدث عن جانب مهم من كتاب ” ومضات على الطريق ” للمفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي، حيث يؤكد الكاتب أن الصهاينة استخدموا “مصطلح الإرهـــاب” ووصــم العرب والمسلمين بالإرهابيين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ليكون هذا مبررا للولايات المتحدة الأمريكية، لضرب أفغانستان، وتدمير وقتل وتشريد أبنائها، في حين لم تتجرأ أية دولة إسلامية على اعتراض ما جرى من أحداث محزنة، كان من جرائها سقوط مئات الشهداء، وتدمير البيوت على من فيها خوفا من إلصاق تهمة الإرهاب بهم .
وأشار الكاتب الى استغلال إسرائيل مفهوم (محاربة الإرهاب) ليبرر لها القيام باعتقال السلطة الفلسطينية، وتصفيتها، واحتلال الأراضي الفلسطينية، تماما كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية من قتل وتدمير في أفغانستان باسم محاربة الإرهاب.
ويستفيض في شرح استغلال تهمة (الإرهاب) لإرهاب الدول العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي يجعل العالم العربي يتردد عن القيام بأي مشروع يحافظ ً على حقوقه، ويحمي سيادته، خوفا من تهمة الإرهاب التي استقرت ُ -مع الأسف- في عقول العرب والمسلمين، وكأنها حقيقة مسلم بها، وأصبحت سيفا مسلطا على الرقاب.
الكاتب يؤكد أن من أبسط الحقوق في كل الشرائع والقوانين الدولية أن يطلع المتهم على عريضة الاتهام، والأدلة التي تؤكد اتهامه، ولكن للأسف لم تتقدم الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة للجامعة العربية بطلب رسمي من أمريكا، أو إسرائيل للاطلاع على وثائق التحقيق لمعرفة صحة الاتهامات الموجهة للعرب المتهمين بالإرهاب؛ لذلك انطلت الخدعة على قادة العالم، وصاروا يتعاطفون مع الدول المحتلة، ويجدون لها مبررات للعدوان، فلا يوجد في الساحة من يكشف زيف تلك الادعاءات وتضليلها، فإسرائيل وحيدة منفردة بالساحة الإعلامية على مستوى العالم، والعرب والمسلمون مشغولون بتناقضاتهم.
وتساءل الكاتب، متى يحين الوقت الذي يتخذ فيه العرب قرارا شجاعا، ويتم الاتفاق بينهم على وضع استراتيجية عسكرية أمنية تكون لها القدرة على توظيف القابليات العربية في خدمة الأمن القومي العربي قبل أن تتساقط الدول العربية كأوراق الخريف الواحدة تلو الأخرى تحت نير استعمار جديد لا يعرف الرحمة ويستبيح كل شيء، وتفقد الأمة العربية مرة ثانية استقلالها وسيادتها، وتذل شعوبها تحت أغلال المستعمرين الجدد؟
وفي ذات السياق أوضح الكاتب أن الأمر خطير والتهمة لا يستهان بها، فقد تم استغلالها بوصف العرب والمسلمين إرهابيين بوصفها وسيلة رخيصة للابتزاز. وأقول – والأسى يملأ قلبي- لقد استعدت العقول والنفوس فى العالم العربى والإسلامي لاستقبال كل عمل يتعارض مع مصالح العرب والمسلمين، ويتناقض مع العقيدة ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًالاسلامية السمحاء، لا يستطيعون درأه، ولا مواجهته خوفا من اتهامهم بالإرهاب أو بمساندة الإرهاب وهكذا أصبح الإرهاب المزعوم يستخدم لإرهاب الدول العربية والإسلامية.
واستطرد الكاتب ” إنني أخشى ما أخشاه أن يرسخ مرض الوهن في القلوب، وأن تستسلم العقول، فتستباح سيادة أمتنا، وتضيع حقوقنا، ويستعبدنا الأشرار”