فى كتابه ” ومضات على الطريق” طالب الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي كل الحكام العرب أن يستعدوا لما هو أسوأ، وما يمكن أن يتم إملاؤه عليهم من مواقف لا تنسجم مع قيمهم ودينهم واخلاقياتهم، وتتعارض مع سيادتهم، قائلا ” ستجدون أنفسكم كأسرى “حركة القاعدة” في معسكر جوانتنامو في القاعدة الأمريكية في كوبا، ولكن على نحو مختلف، إنما النتيجة واحدة ََّّ.
ويضيف الكاتب الكبير ” لقد استطاعوا استعداء العالم على العرب والمسلمين، ليمرروا قرارات تتفق مع مصالحهم، وتجد لها تعاطفا من دول العالم بما فيهم الأمانة العامة للأمم المتحدة، وليس أدل على ذلك من الكلمة التي ألقاها أمين عام الأمم المتحدة في مؤتمر القمة العربية؛ الذي عقد فى بيروت بدون خجل أو حياء، متهما القادة العرب بأنهم يعدون أجيالا من الإرهابيين، وأن أنظمتهم َ التعليمية ترسخ في أذهان الطلبة الإرهاب، والغريب في الأمر أن الاتهام مر دون اعتراض من القمة، أو تلقين المتحدث درسا فى أصول احترام الدول وقادتها، ولكن ذلك يتفق مع قول الشاعر
مــا لــجــرح بــمــيــت إيــلام من َيهن َيسهل الهوان عليه .
ويستطرد المفكر على محمد الشرفاء حديثه، إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام2011 كأنما كانت تنتظرها إسرائيل بفارغ الصبر، لتستطيع تنفيذ مخطط شرير جهنمي تمت الترتيبات له منذ أمد، وتم الإعداد له بكل الوسائل لتستطيع استغلاله في تحقيق القضاء الكامل على السلطة الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من احتلال كامل لكل أراضي فلسطين، ودفن حقوق الشعب الفلسطيني إلى الأبد، لتقوم عل
جماجم الشهداء دولة البغي والعدوان. لست أدري أي ظلم يعنون، وأي شر يقصدون؛ في الوقت الذي يقومون فيه بقتل وتدمير وتشريد الشعب الفلسطيني، واستباحة كل القيم الإنسانية، والشرائع السماوية؟ إنه التزوير المتأصل في أخلاقياتهم، والمستمر على مر ٌ العصور يتناوبه جيل بعد جيل، والعمل على غرس السموم في نفوس وعقول ّ البشر بكل عناية، وتحريف الكثير من التعاليم السماوية، لتحقق لهم التميز في المجتمعات، والسيطرة على مقدرات الشعوب بوسائل شتى، منها التحكم فى المؤسسات المالية في مراكز المال الموجودة في العالم، مثل أمريكا وأوروبا، وكذلك السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة وتوجيهها بما يحقق لهم غسل العقول، وتهيئة النفوس، لتتقبل ما يقومون به من أعمال إجرامية، والتحكم في مقدرات الشعوب؛ لتصل بها إلى الاستعداد الكامل للموافقة على كل ما تقوم به تلك العصابة الشريرة، وليس أدل على ذلك من موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي تعطي مبررا شرعيا للجريمة، والتدمير، والقتل بدون وازع أو ضمير وتحت مسمى محاربة الإرهاب.