وصف الله سبحانه وتعالى الفئات المستحقة للصدقة / الزكاة فى قوله تعالي: (إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَاء وَالمَسَكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ والغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمُ ) (التوبة: ١٠.) ويوضح المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي في كتابه ” الزكاة .. فريضة وقرض حسن ” أن مستحقي الزكاة أيضا الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، حيث قال تعالى: (يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ والأقربين واليتامى والمسكين وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) (البقرة: ٢١٥).
أضاف الكاتب أن الله تعالى قال ” مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَالرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَى لَا يَكُون دولة بينَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا اتاكُمُ الرَّسُولُ فخذوهُ وَمَا نهاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ (الحشر: ٧) إنها حكمة الله حيث لا يريد سبحانه أن يبقى المال يتداول عن طريق البورصة والتجارة بين الأغنياء، ولا يتحقق منه تطوير في حركة الحياة الاقتصادية في المجتمع في الوقت الذي ينحصر المال بين حفنة من الأغنياء وودائع مكتنزة في البنوك بالمليارات من النقود.
وأوضح الشرفاء أن أكثر أبناء المجتمع يعيشون في فقر ومنهم من لا يجد لقمة العيش ولا يتحصل على مسكن ويكثر عدد الخريجين من المعاهد الدراسية والجامعات عاطلين بلا عمل مما تشكل تلك الحالة تهديدا مباشرا لأمن المجتمع واستقراره .
وهنا يقول الشرفاء في كتابه “لذلك أقر الله سبحانه مبدأ الصدقة لتزكية أموال الأغنياء وتطهيرها ليزيدها الله بركة ونماء ويوفوا ما عليهم تجاه مجتمعهم بالنسبة التي قررها الله سبحانه وتعالى 20 % من صافي أرباح الأغنياء لبعث الروح والحركة في اقتصاد المجتمع ويستفيد أبنائه للحصول على عمل يحقق له مردودا مناسبا يقتاتون منه وأسرهم .
وأضاف المفكر العربي علي محمد الشرفاء أن الزكاة والصدقات تمكن الفقراء من أن يؤمنوا لهم الملبس والمسكن مما يحقق للمجتمع الأمن والاستقرار، فقد وعد الله سبحانه المنفقين أموالهم في الصدقة والزكاة بمضاعفة ما أنفقوا وليس أصدق من الله وعدا يتحقق بقوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
ويري الشرفاء أن الله سبحانه اعتبر الصدقة أو الزكاة قرضا يقرضه الإنسان لله سبحانه وتعال حيث سيضاعف له ما أنفق في سبيله أضعافا مضاعفة وهو ما تؤكده الآية التالية في قوله سبحانه وتعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون) وقوله تعالى (والذين في أموالهم حق معلوم – للسائل والمحروم) .