أردت أن أعبر عن حالة عشتها، بين مد وجزر، بين الأمل واليأس لأمة كنت أتمنى بما تملكه من موقع جغرافي، يربط بين قارات العالم، وثروات مالية هائلة وأراض شاسعة ملايين الكيلو مترات المربعة صالحة للزراعة، تحقق التكامل الاقتصادي والسكاني، لتقوم دولة قوية يكون لها صوت مؤثر في المسيرة الإنسانية وفي أمن العالم ومستقبله بما تحمله من كتاب عظيم وما فيه من قيم الرحمة والعدل والحرية والسلام.
فكتبت بعض الخواطر، واعتبرتها ” ومضات في الطريق المظلم ” الذي عاشته الأمة العربية من بين صراع وقتال وضياع للثروات، والسماح للصوص استباحة أراضيها واغتصاب مقدراتها بنفس راضية مستسلمة وضاع الحلم العربي.
منذ قيام الثورة المصرية في 23 يوليو 1952، بدأت حينها تحولات خطيرة في المجتمع المصري، مما ترتب عليه ظهور مشروع قومي جديد في العالم العربي، يدعو للقومية العربية والوحدة بين الدول العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي، ولتحريره من القبضة الاستعمارية التي استهلكت موارد العالم العربي وثرواته، وتسلطت على الأنظمة العربية، وقاومت كل الدعوات النضالية للتحرر من الاستعمار، وتمت مطاردة الوطنيين المُخلصين في الوطن العربي ، ومارسوا معهم أبشع أنواع الاضطهاد من سجن وتعذيب وقهر وتشريد.
في ذلك الوقت، انطلقت أجهزة الإعلام من القاهرة، وفي مقدمتها “إذاعة صوت العرب”، تُبَشِّر بانطلاقة عربية، تدعو إلى طرد الاستعمار من الأقطار العربية، وحماية ثروات الأمة، وتسوقها نحو الوحدة لتوظيف القدرات العربية، وثروات الأمة في حماية الأمن المشترك والمصير الواحد.
وبدأ الأمل عند المواطن العربي، يُدَاعِب فكره، والعواطف تنساق نحو حلم، لم يكن قبل ذلك ممكنًا، أن يحلم به أي مواطن عربي في تحقيق تلك الأهداف القومية.
وتمضي السنوات … والصوت العربي، يجلجل في كل أقطار العالم العربي من “إذاعة صوت العرب” من القاهرة، وأصبحت القاهرة قلب الأمة العربية النابض بالأمل والإرادة في تحقيق كيان عربي، يحمي مصالح الأمة العربية، ويدافع عن حقوقها، ويواجه المعتدين على أوطانها، لتكون في أمن واستقرار، يحقق لها التقدم والتطور والنهضة لكل أقطار العالم العربي، لترتقى بمستوى المعيشة للمواطن العربي في كل مكان على الساحة العربية موظفًا ثرواته وقدراته الاقتصادية في خلق كيان اقتصادي عالمي.
وقد تصورت في ذلك الحين – كأي مواطن عربي- أن الحلم سيتحقق وأن الآمال والأمنيات التي أطلقتها وسائل الإعلام، تؤكد أن الأمة العربية في طريق تحوّل كبير نحو الوحدة لبناء منظومة الأمن القومي العربي، وبدأت الدول العربية تستقل عن المستعمرين الواحدة تلو الأخرى.
وكنت أراقب ذلك عن كثب، وأتصور أن ما يحدث هو تهيئة المشهد لتحقيق الحلم العربي، حيث بدأ سقف الحلم يرتفع إلى أعلى، والأمل يزداد إيمانًا لأن يصبح حقيقة.
وبـــدأت تجـــارب الوحـــــــدة تتحــــقق، فكانت (وحدة مصر وسوريا)، حيث قامت الجمهورية العربية المتحدة، وأعلنت في 22 فبراير 1958 مما خلق تخوفًا لدى الدول الاستعمارية، فإذا ما نجحت تجربة الوحدة فإنهم يخشون انضمام دول عربية أخرى لها، مما يحرمهم من استمرار سرقتهم من ثروات الدول العربية، ويمنعهم من السيطرة على مقدراتها، خاصة الثروة البترولية التي يعتمد عليها الغرب وأمريكا اعتمادًا كليًا في نمو حضارته وتطوير صناعاته، وتحقيق مكاسب لشعوبهم على حساب الشعوب العربية.
فبدأت القوى الاستعمارية تُسَخّر عملاءها في الوطن العربي، وتنشط خلاياها لضرب الوحدة بين مصر وسوريا، وتغلغلوا في أوساط الأغنياء، واستمالوا ضباطًا من القوات المسلحة السورية بمعاونة بعض الدول العربية، حتى وقع الانفصال بانقلاب عسكري في سوريا بتاريخ 28 سبتمبر1961.
وبدأت رحلة جديدة في تهديد الحلم العربي، بالتصادم بين حزب البعث العربي السوري الحاكم وبين القيادة المصرية التي تمثل القومية العربية، واستمر التراشق بالشتائم والسباب، وتحول الموقف إيذانًا ببداية تبدد الحلم الذي عاشه المواطن العربي ثلاث سنوات.
وفجأة قامت الثورة اليمنية التي استنزفت الاقتصاد المصري وقدراته على مدار أربع سنوات تقريبًا، فشعر المواطن العربي بأن الثورة اليمنية التي أعلنت في 26 سبتمبر 1962، وأطلق عليها الجمهورية العربية اليمنية، قد تعوض فقدان سوريا.
ولكن الحرب الضروس التي شنتها إحدى الدول العربية المجاورة، استخدمت فيها بعض المرتزقة من البريطانيين لوأد الثورة اليمنية، ولتعطيل أهداف القيادة المصرية في تحقيق الوحدة العربية.
وبالرغم من المؤامرة، فقد انتصرت الجمهورية العربية اليمنية نتيجة لما قدمته الحكومة المصرية من دعم عسكري من معدات ورجال، منهم من استشهد ومنهم من رجع بإصابات شلت حركتهم، ومساعدات عينية لتموين القوات المسلحة اليمينة بكل احتياجاتها خلال السنوات الأربع من حرب اليمن، ولولا تضحيات الشعب المصري لما استطاع اليمنيون إقامة دولتهم المستقلة.
ثم حدثت الطامة الكبرى، عندما تم استدراج الدولة المصرية فى معركة غير متكافئة مع إسرائيل يوم 5 يونيه 1967، حيث واجه الجيش المصرى القوات الإسرائيلية بجيش عائد من حرب اليمن، عاش تجربة رهيبة من المؤامرات والاغتيالات بين الوديان والجبال منهك القوى ضعيف الاستعداد.
ولذلك اختارت إسرائيل مع حلفائها – وعلى رأسهم الولايات المتحدة – ذلك التوقيت الذى حقق لهم التفوق على القوات المسلحة المصرية التي شهدت هزيمة ساحقة، إضافة إلى أن الدول العربية، وقفت موقف المتفرج، ومنهم من وقف موقف الشماتة. وتبدأ المؤامرة على مصر عندما شعرت إسرائيل بعد حرب اليمن بأن الفرصة قد حانت، فاجتمعت أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية،لإعداد خطة الاعتداء على الجمهورية العربية المتحدة، واستخدمت الكثير من الوسائل، لصرف النظر عن الاستعداد الحقيقي للمعركة مع مصر،حتى إن القوات الجوية المصرية لم تكن على استعداد، لأخذ زمام المبادرة في ضرب القواعد الإسرائيلية، حين هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند الفجر الذي حقق النصر لإسرائيل وهُزِمَ الجيش المصري.
ودُفِنَ حينها الحلم العربي مع الشهداء الذين سقطوا في يونيو 1967، وعاش العالم العربي في مرحلة اكتئاب عام، ولأول مرة في التاريخ يتغلغل الاكتئاب الى عشرات الملايين من المواطنين العرب في كل قُطر عربي.
لقد كان وقع الهزيمة قاسيًا على القيادة المصرية والشعب المصري، عندما شعروا بأنهم تسببوا في ضياع الحلم العربي.
ولكن إيمان القيادة المصرية، ومن خلفها شعب لم يرضَ بالاستسلام، بدأ الاستعداد لجولة حاسمة مع العدو الصهيوني، فتكاتفت كل قدرات الشعب المصري خلف قيادته.
بدأت حرب الاستنزاف، ثم حدثت المعجزة في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، حين شنت القوات المسلحة المصرية على حين غِرة ضربات جوية افقدت العدو صوابه، ودمرت قواعده في سيناء.
ثم زحفت القوات المصرية، قاطعة الممر المائي لقناة السويس، معجزة أخرى مخترقة خط بارليف الذي اعتقد العدو الصهيوني أنه سيظل إلى الأبد سدًا منيعًا من اختراق دفاعاته، ولو ضُرِبَ بقنابل ذرية لن ينهار .
وبرع الشعب المصري بأرخص سلاح، باستخدامه خراطيم المياه لفتح الثغرات في سدهم المنيع، واخترقته القوات المصرية وانتصرت، مما جعل الحلم العربي، يتفاءل ببعض التحفظات.
وبينما كانت المعركة محتدمة في سيناء، وإذا بقيادة عربية مؤمنة بالله وقدرته، قرر المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فتح جبهة دولية في معركة البترول مُدْرِكًا أن حرب أكتوبر هي معركة عربية، يؤكد وحدة المصير العربي بقراره بقطع البترول عن أمريكا والدول الغربية، ليحقق ضغطًا هائلًا وتهديدًا على استمرار تدفق الطاقة لحضارتهم وصناعتهم واقتصادهم، من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضى التى احتلتها في أثناء الحرب، حيث نتج جراء ذلك إصدار مجلس الأمن قرار (242) الذي يقضي بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 .
بعد ذلك قرر الرئيس السادات، اتخاذ السلام طريقًا إستراتيجيًا، ليحقق لمصر الاستقرار والأمن، لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وإعادة تهيئة الشعب وتحصينه للمحافظة على أمن الجمهورية المصرية وبناء المؤسسات الدستورية، ليستمر الوطن في التقدم والازدهار ، وظل الحلم العربي بين الأمل واليأس.
وجاءت مرحلة بعد تحقيق السلام مع إسرائيل واغتيال الرئيس السادات باستقرار زائف في العالم العربي والمواطن في كل قُطر من الوطن العربي، ينظر مُتَرَقِبًا، والشكوك تحيط بحلمه ومستقبله.
وبعد عشرين عامًا، تمكنت قوى الشر وأجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والغرب من إعداد خطة لتدمير الأنظمة العربية، وخلق الفتن فيما بينهم، لتكون القاضية على الحلم العربي.
وبدأت الفوضى في تونس، وأعقبتها فوضى في مصر ثم في سوريا بالتعاون مع “جماعةالإخوان” الذين استثمرتهم بريطانيا منذ تأسيس الجماعة سنة 1928 لخدمة أغراضهم، وكانت الشريك الأكبر في ثورة 23 يوليو 1952.
وفي يناير 2011 تحركت القوات المسلحة المصرية، لتنقذ الدولة المصرية أثناء مظاهرات 25 يناير 2011 ، واستطاع الجيش المصري أن ينجو بالسفينة إلى بر الأمان، حتى قفز عليها “الإخوان “واغتصبوا السلطة في انتخابات مزورة ودعم أمريكي وغربي فاضح وعربي لا يستحي، حيث وَظَّفَ الفِرَقَ الضالة الإرهابية للنيل من استقرار الدولة المصرية، أمثال القاعدة وداعش وغيرهما، وأصبحت تلك الفترة المظلمة من تاريخ الشعب المصري مهزلة أمام العالم، حتى قام الشعب متمردًا على الإخوان في 30 يونيو 2013وأسقط حكمهم.
واستلم الرئيس عدلي منصور رئاسة البلاد، وبعد انتهاء مدته، أجريت انتخابات شفافة، وانتخب الشعب المصري، المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية. ولقد حمى الله مصر من كيد الكائدين.
وإننا في هذا الاستذكار عن التاريخ، نجد بعض الكوارث قد حلت على الأمة العربية بدءًا من تدمير العراق، حيث شارك في تدميره موافقة الجامعة العربية على الغزو الأمريكى للعراق تحت مسمى” تحرير الكويت من غزو العراق”، واستقدموا نصف مليون جندى على حساب الدول العربية، ليس رغبة صادقة فى تحرير الكويت، لكنها تحمل فى سريرتهم فرصة لضرب وحدة المصير العربي وإسقاط الحلم العربي نهائيًا من أن يتحقق لمصلحة أمن إسرائيل وتوسعها فى الأراضى الفلسطينية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.
ولم يزل العراق يعاني آثار التدمير والتشريد ومئات الآلاف من الضحايا، كما ساهمت الجامعة العربية بقرار تجميد عضوية سوريا فى الجامعة، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية تماشيًا مع الأجندة الأمريكية –الإسرائيلية، مما يشجع الإرهابيين -من داعش وغيرهم- بمشاركة بعض الدول العربية في تدمير الدولة السورية، لتكون نتيجته خدمة للأمن الإسرائيلي والمحافظة على استقرار الدولة الصهيونية، وتم تحييد سوريا من المواجهة كما تم قبلها تحييد العراق.
ومن الغريب أن يصدر بتجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية، وهي عضو مؤسس، ومعتدى عليها من بعض أشقائها، وخلفهم أمريكا وإسرائيل باسم دعم الثوار السوريين الذين يتلقون رواتبهم من تركيا وأمريكا، ويعالجون في المستشفيات الإسرائيلية.
السيناريو نفسه، تكرره الجامعة مع ليبيا، حيث شجعت الجماعات الإرهابية من الإخوان وغيرها، باستباحة ليبيا وتدميرها وقتل قيادتها بأسلوب يندي له الجبين بوحشية يخجل منها الحيوان، حيث أعقب ذلك حرب أهلية، وتدمير للمؤسسات العامة وإسالة الدماء للآلاف من الأبرياء من أبناء الشعب الليبي.
وإنني هنا أتساءل:-
أولًا : ألم يكن دور الجامعة العربية الالتزام بتطبيق اتفاقية الدفاع المشترك في حالة العدوان على أي بلد عضو، ودعوة الدول العربية لاجتماع طارئ، يبحث فيه تنفيذ اتفاقية الدفاع المشترك لحماية الجمهورية السورية من العدوان ومواجهة المؤامرة الصهيونية لإخراج سوريا من موقعها كدولة مواجهة ضد العدو الإسرائيلي .
ثانيًا: لماذا لم تقم الجامعة بمسئولياتها أمام الله وأمام التاريخ التي سيكتبها في صحائف سوداء، بما اتخذته من قرارات لاتخدم المصلحة العربية، ولاتقوم بواجبها الموكول إليها فى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتدخل فى بذل الجهود فى تطبيق أهداف الجامعة، لصالح الدول العربية الذي اعتمدته الجامعة وأعضاؤها في مواثيقها وقراراتها التى لم تقم بأدائها بالأمانة المكلفة بها على الوجه المطلوب، والتغاضي عما يحدث من عدوان بين الأشقاء؟ وتدمير أوطان عربية، ولماذا اتخذت الجامعة العربية، موقف القبول بالعدوان، وموقف المتفرج على انهيار دول عربية شقيقة؟
وهكذا أُسْقِطَت دول عربية، تعتبر من الأعمدة الرئيسية في النظام العربي تم تدميرها وتشريد أبنائها في البر والبحر، منهم من مات عطشًا أو غرقًا في البحر، ومنهم من لجأ لدول الغرب، يبحث عن مأوى يلجأ إليه.
وهكذا تبخر الحلم العربي، وانهار ت أمانيه أمام عينيه، وهو يرى الدماء تسيل أنهارًا في اليمن والعراق وسوريا والصومال وليبيا قرابين على مذبح إسرائيل فداء لوجودها وحماية لدولتها.
ومن تلك المعاناة التي عشتها مثل أي مواطن عربي، شعرت بصرخات الثكالى، وبكاء الأطفال تحت الدبابات وأنين الشباب تفتك بهم الأمراض.
وأتساءل
أين الشهامة؟ وأين العهود؟ أين الأخوة؟ وأين العروبة؟ أين الضمير ؟ وأين الحكمة؟ وأين العقل؟ وأين دعوة الله لنا جميعًا وهو سبحانه يأمرنا بقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ)(آل عمران: 102) ويحذرنا رحمة بنا ولمصلحتنا جميعًا بقوله (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ) (الأنفال: 46).
ومن ذلك المنطلق، أردت أن أعبر عن حالة عشتها، بين مد وجزر، بين الأمل واليأس لأمة كنت أتمنى بما تملكه من موقع جغرافي، يربط بين قارات العالم، وثروات مالية هائلة وأراض شاسعة ملايين الكيلو مترات المربعة صالحة للزراعة، تحقق التكامل الاقتصادي والسكاني، لتقوم دولة قوية يكون لها صوت مؤثر في المسيرة الإنسانية وفي أمن العالم ومستقبله بما تحمله من كتاب عظيم وما فيه من قيم الرحمة والعدل والحرية والسلام.
فكتبت بعض الخواطر، واعتبرتها (ومضات في الطريق) المظلم الذي عاشته الأمة العربية من بين صراع وقتال وضياع للثروات والسماح للصوص استباحة أراضيها واغتصاب مقدراتها بنفس راضية مستسلمة وضاع الحلم العربي.
ولا أملك غير النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة.
والله أدعو أن يبصر قادتها، ليعيدوا النظر وفق ما أمرهم الله في كتابه المبين. وأن يوحدّوا الصفوف ويلتزموا بما اتفقوا عليه من اتفاقيات الدفاع المشترك والتكامل الاقتصادي وإعادة هيكلة الجامعة العربية، لتفعيل كل المعاهدات من أجل رسم مستقبل مشرق للوطن العربي، يرتقي بأبنائه، ويحمي أوطانه، ويحافظ على ثرواته من أجل التقدم والرفعة.