طرح المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي في كتابه ” ومضات علي الطريق ” عدد من الأسئلة حول المؤامرة والإرهاب، حيث تساءل الكاتب، لماذا لا تكون أحداث 11سبتمبر مسرحية درامية محزنة، تم التخطيط لها بإحكام من قبل الصهاينة، ومن يتعاون مع عصاباتهم من النافذين في سلطة القرار الأمريكي؛ لتحقيق أهداف عدة تصب في النهاية بما يحقق أهداف إسرائيل، وكذلك أهداف استراتيجية اقتصادية وعسكرية، لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تخدم المخطط الجهنمي للقوى الصهيونية في إدارة دفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وما سوف يتحقق بعد ذلك من نتائج مذهلة يتم ترجمتها على أرض الواقع .
وأوضخ الكاتب انه للوصول إلى تلك الأهداف لابد من اختلاق حدث، لا يهم من سيكونون ضحاياه؟ وكم عددهم؟ لكن المهم أن يحقق تنفيذ المخطط الرهيب الذي أشرنا إليه، حيث أشار المفكر على محمد الشرفاء الى خمس أمور وهى :
أولاً: البحث عن متهم وعدو يهدد الحضارة الأمريكية، ويسعى لتدمير الاقتصاد الأمريكي، وينمي في الشعب الأمريكي حب الانتقام، ويشجع مواقفه مع مواقف الكيان الصهيوني؛ لتحقيق أهدافه في ابتلاع الأراضي الفلسطينية.
ثانيا: لابد أن يكون العدو قوما يسكنون منطقة جغرافية مهمة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي؛ بما تحويه من مخزون من الثروة النفطية، لتكون تحت سيطرتها، وتعطيها المبرر لتقترب من حدود الاتحاد الروسي؛ وما يترتب على ذلك من احتمال مواجهة في المستقبل معه. إذن لابد من إيجاد تبرير يعطي الولايات الأمريكية حق الدفاع عن النفس، ويمنحها الحق في الوصول إلى أية بقعة في العالم، فكانت كلمة الإرهاب، السلاح الذي يحقق لها ذلك، ويمنحها الشرعية أمام العالم باستخدام أية وسيلة للدفاع عن النفس، كما تستطيع اتهام من تريد، طالما يؤدي ذلك إلى ما تسعى إليه من تحقيق أهدافها الدنيئة.
ذلك ما حدث؛ فقد وجهت أمريكا أصابع الاتهام إلى المستضعفين، بلا دليل مادي أو منطقي، نحو أفغانستان التي تحتضن عربا، ومسلمين من مختلف الدول، فاستباحت أرضها، وقتلت شعبها، ودمرت بأعتى الأسلحة ما طالته يداها بدون وازع من ضمير، وأعطت للعالم نموذجا حيا بما يمكن أن تقوم به في دول أخرى؛ محققة تهيئة نفسية للشعوب في كل مكان بوجوب احترام إرادتها، وتأكيد حقها في محاربة الإرهاب.
ثالثا: ً هذا الادعاء يعطي إسرائيل أيضا حق احتلال الأراضي الفلسطينية وتدمير السلطة الوطنية بحجة الدفاع عن النفس ضد الإرهاب، فتقوم بقتل الأبرياء الذين يواجهون الدبابات بصدورهم، وهم العزل من السلاح، تحصدهم قوى البغي والعدوان، فيتساقط آلاف الشهداء أمام أنظار العالم الغربي المنسجم مع ما يجري من دمار في أفغانستان؛ بدون أن يحدث ذلك رد فعل عنده، والاعتراض على حجم الدمار، والإعلان عن تضامنه مع الشعوب المتضررة.
رابعا: استفادت إسرائيل من نتائج المخطط الصهيوني الرهيب في أحداث 11 سبتمبر؛ بأن حدث التلاحم بشكل أقوى وأشد بين الشعب الأمريكي والغرب والصهاينة، الذين يظهرون بأنهم يدافعون عن أنفسهم، ويخشون قوى الشر الفلسطيني؛ ومما يؤكد ذلك التلاحم هو أن يقف الرئيس الأمريكي؛ وكأنه أعمى البصيرة والبصر لا يرى العدوان، ولا يرى الأعمال الإجرامية وهي تطال الأطفال، والنساء الذين يذبحون في الشوارع بدون أي وازع أو ضمير، ويؤكد حقيقة التلاحم بين قوى الشر والغدر، ويبرر العمل الإجرامي الإسرائيلي بقوله: (إن إسرائيل من حقها اتخاذ أية إجراءات للدفاع عن شعبها، ومحاربة الإرهاب.)
خامسا: باسم الإرهاب ذلك السلاح الجهنمي؛ الذي توجهه أمريكا، وإسرائيل إلى الدول الإسلامية والعربية، ولكي تتبرأ الدول العربية والإسلامية من تلك التهمة – بأنها تحتضن الإرهاب أو تساعده – تجدهم ينفذون مكرهين ما تريده عصابات الشر، وهكذا أصبح الإرهاب ابتزازا رخيصا للذين قاموا بأحداث سبتمبر، وسخروه لغاياتهم الشريرة، ففقدوا كل القيم، وتنكروا لكل الشرائع السماوية، واستباحوا حقوق الإنسان بنيران مدافعهم ودباباتهم؛ سواء كان ذلك في أفغانستان، أو في فلسطين، أو في العراق، فهل حقق المخطط أهدافه الشريرة ؟