نشر الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ومفتى الجمهورية على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك بعض الأحاديث التى تشير إلى رفع الأعمال فى شهر شعبان، فى الوقت الذى يؤكد فيه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بالآيات القرآنية أن الله ليس فى حاجة لشهر محدد لتُرفع فيه الأعمال.
الأزهر الشريف كتب « عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» (أخرجه النسائي)..
كما كتب الأزهر على صفحته ” بادر بالأعمال الصالحة في شهر شعبان، ففيه تُرفعُ الأعمال إلى رب العالمين”، شهر شعبان من مواسم الخيرات والطاعات.. فهل من مشمِّر؟ مستشهدا بـ « قول بعض الصالحين .. شهر رجب شهر الزرع وشهر شعبان شهر سقى الزرع وشهر رمضان شهر حصاد الزرع » .
أما دار الإفتاء المصرية فنشرت على صفحتها منشورا جاء فيه «ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث كثيرة وإن كان في بعضها مقال، إلا أنها في الجملة يقوِّي بعضُها بعضًا؛ لكثرة طرقها وتعدد رواتها، وما عليه العلماء أن الحديث الضعيف –على أقل تقدير- يُعمَل به في فضائل الأعمال».
كما نشرت « ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة» .
وكتب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف « اللهم في شهر رفع الأعمال لا ترد إلينا شيئا من أعمالنا تقبلها وعاملنا بفضلك لا بتقصيرنا».
المفكر العربى علي محمد الشرفاء أكد أن الله سبحانه يحذر الذين يفترون على الله ما لم يكون له سند من كتاب الله، حيث قال تعالى(قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) يونس (٦٩)،
وتساءل الشرفاء، هل يوجد نص في الذكر الحكيم بلغه الرسول عليه السلام للناس بأن جميع أعمالهم ترفع في شهر شعبان؟، ألا تعتبر هذه الرواية إفتراء على الله ورسوله؟، والله يخاطب الناس بقوله: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) سبأ (٢).
فهل من المنطق أن يؤمن المسلم برواية كاذبة تتناقض مع قدرة الله على علمه بكل حركة في الأرض والسماء وكل عمل يعمله الإنسان قبل القيام به يعلمه الله سبحانه في كل ثانية، فهل يحتاج الخالق العظيم ليحدد يوماً تُرفع فيه أعمال الناس وهو يعلمها مسبقا، دون الحاجة لمن يكلف برفعها اليه سبحانه جل وعلا، ألم يقل سبحانه؛
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
فمن كان بذلك القرب للإنسان فهل يحتاج لمن يسجل أعمال الإنسان ويرفعها اليه سبحانه؟ .
ويستكمل الشرفاء، فليتوقف المتآمرون على رسالة الله للناس وليُحكِموا بينهم آياته التي تخرجهم من الظلمات إلى النور، وهل أعظم من الإفادة من أن نتبع كتاب الله كما أمر في قوله سبحانه :
(اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) الأعراف (٣).
وسرد المفكر العربي على محمد الشرفاء بعض الآيات القرآنية التى تدحض كل فكر مريض وتُبطل كل رواية مزورة على الرسول، والله لم يكلف رسوله عليه السلام أكثر من أن يبلغ الناس آيات الذكر الحكيم ويتلوها عليهم ويعلمهم مقاصدها وحكمة الله فيها، لما يحقق للإنسان حياة طيبة مطمئنة في الدنيا ويفوز يوم القيامة بجنات النعيم، مؤكدا أن الآيات التاليه تنفي تماما ما تم تزويره على الرسول عليه السلام بأن أعمال الناس تُرفع لله في شهر شعبان:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق (١٦/١٧/١٨) .
وقول الله سبحانه :(وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ كِرَاما كَـٰتِبِینَ یَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ) الانفطار (١٠/١١/١٢).
وكثير من الآيات التي تنفي المزاعم الكاذبة على الرسول عليه السلام بما نُسب اليه من أقوال مزورة أنه قال ( ترفع أعمال الناس في شعبان )
فالآيات السابقة تؤكد أن الله سبحانه لا يحتاج لمن يرفع أعمال الناس في أي يوم، ولا يعلم الرُسل أو الأنبياء أو شيوخ الدين الكيفية في تسجيل أعمال الإنسان ليُحاسب عليها يوم القيامة حينما يُخرج الله كتابا يلقاه منشورا فيه سجل حياته ومُجمل أعماله منذ ولادته حتى وفاته، ولايعلم الغيب إلا الله. لذلك تفاديا عن اللغط والخلط بين الحق والباطل يجب أن يتم عرض كل المنقول من روايات على كتاب الله ليكون هو الحكم النهائي على بطلان كل الروايات دون استثناء اتفاقا مع التكليف الالهي لرسوله في قوله سبحانه ؛
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة (٦٧) .
ذلك الأمر الالهى للرسول عليه الصلاة والسلام بأن يُبلغ ما أنزله الله عليه من آيات القرآن الكريم تلاوة وشرحا لمقاصد الآيات وحكمة الله فيها لمنفعة الإنسان فقط، ولم يصرح للرسول أن يؤلف أقوالا من عنده تتعلق برسالة الإسلام لتنافس آيات الذكر الحكيم كما حدث منذ أربعة عشر قرنا حينما طغت الروايات على الآيات وضاعت الرسالة واختلف المسلمون وتقاتلوا، وانتشرت الفتن، بالرغم أن الله سبحانه خاطب الناس جميعا بقوله ؛
(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الانعام (٣٨).