الأشخاص سواء كانوا رسلاً أو أنبياء أو دعاة، فهم لايمثلون الدين، ولا يحلون محل رسالة الإسلام ، فكل ما يقومون به هو محاولة لفهم مقاصد الآيات وتعريفها للناس، والناس ليسوا ملزمين بأخذ آرائهم أمرًا مسلما به، ذلك ماوصل إليه فهمهم، والمسلمون مطالبون فرض عين بالتدبر في آيات القرآن، ومحاولة استنباط الحكمة الإلهية من الذكر الحكيم ومقاصد الفروض العبادية ، ومنافع شرعة الله في المنهاج الرباني، الذي ينظم العلاقة في السلوك الإنساني، المؤسس على الأخلاق القرآنية والقيم الربانية ، ويمارسها عملا وسلوكا وطاعة، ليكسب ما وعده الله في الدنيا، عيشاً بلا شقاء، وفي الآخرة جنات النعيم ، والله يحذر الناس بقوله سبحانه ؛
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه: 124- 126]،
فالشيخ الشعراوي. بذل جهدا بضلوعه باللغة العربية وتميز بشرح الآيات بأسلوب مبسط يفهمه المتعلم والأمي ، ولم يأت بجديد لأن الرسول عليه السلام بلغ الناس في حجة الوداع بقوله ناطقاً عن ربه، ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة-6)، وقوله عليه السلام ناقلاً عن الله سبحانه ؛ (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (الانعام -١١٥)
ولاتستاهل قضية التكريم هذا الاختلاف والتنافس ، وكل عمل في سبيل الله، فالله وحده يثيب عليه ، وهو الحكم الوحيد على نوايا الناس ومصداقيتهم في إيمانهم .