مازال المسلمون يصدقون أنفسهم بأنهم مؤمنين ومسلمين دون أن يعلموا أنهم نقضوا عهد الله في الذكر الحكيم ولم يتبعوا شرعته في النواهي والمحرمات ولم يلتزموا بأخلاقيات المسلمين في القرآن التي تحث على رعاية الوالدين والدعاء لهم وفق العظات الإلهية للناس وتكريم الله سبحانه لهما في قوله سبحانه :
( وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الاسراء. (٢٤)
وقول الله سبحانه ؛
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} (23ـ25).الأنبياء
وقول الله سبحانه ؛
( وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) لقمان
(١٥)
والسبب الرئيسي في تخلي المسلمين عن صفات المؤمنين التي وردت في آيات الذكر الحكيم بعض شيوخ الدين ومن تصدروا دعوة الناس للإسلام حين خدعوهم عندما زيفوا حقيقة الإسلام واختزلوا شرعة الله التي شرعها الله في القران الكريم من النواهي والمحرمات التي
يلتزم بها المسلم طاعة لله
وايماناً صادقا بشريعته يطبقها كل لحظة في حياته
ويتجنب كافة النواهي والمحرمات إضافة الى عشرات الآيات التي وردت في الكتاب المبين عن المنهاج الإلهي يعدد فيها صفات المسلمين في المعاملات والسلوكيات الأخلاقية السامية للإرتقاء بالإنسان بالفضيلة والمعاملة الحسنة مع كل الناس دون تفريق في دياناتهم صفات تحث المسلمين على تطبيقها في كل حين ليبين الله للناس صفات عباد الرحمن والمتقين الذين يطيعون الله ويحترمون عهدهم مع الرحمن في الإلتزام بشرعته ومنهاجه ولكن تم خداع المسلمين حينما أختزلوا الإسلام في الأركان الخمسة وعتموا على أخلاق الرسول الذي وصفه الله سبحانه بقوله ؛
( وإنك لعلى خلق عظيم )
ووصف مهمته المقدسة في قول الله سبحانه ؛
( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) فتلك القيم وما
يتسق معها من صفات المسلمين التي وردت في الذكر الحكيم من الخلق العظيم ترجمها الرسول عليه السلام سيرة وسلوكا
وعملا ورحمة بالناس أجمعين فكان عليه السلام
قرإناً يمشي على الأرض حيث أمرنا التأسي بسيرته حيث قال سبحانه :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وعمل صالحا ًوذكر الله كثيرا ) الاحزاب ( ٢١)
ومع الأسف عاش المسلمون أربعة عشر قرناً وهم يظنون أنهم مسلمون
وأن الإسلام ليس له إلا أركان خمسة وهي لاتشكل أكثر من خمسة في المائة من العقد المقدس بين الله
وبين المسلم ففقد المسلمين كل صفات المؤمنين ولم يطيعوا الله في أمره بالتأسي بالرسول عليه السلام الذي جعله الله نموذحاً حياً للإنسان المسلم لذا إني أتسأل أين المسلم الحق الذي اتبع الرسول عليه السلام كما خاطبه الله سبحانه بأن يدعو المسلمين بقوله ؛
( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
فهل أتبع المسلمون الرسول في أخلاقه وفي سلوكه وفي إلتزامه بتطبيق شروط العقد المقدس مع الله وحافظ على عهده مع الرحمن…كلا واستطيع أن أجزم ان جميع المسلمين في الارض منذ بعثة الرسول عليه السلام حتى اليوم لايوجد فيهم من أتبع الرسول وفقاً لصفات المؤمنيين كما أمرهم الله ولذلك تجد المنافقين / اللصوص / والمجرمين / والظالمين / والعاقين آباءهم / والطغاة
والماكرين / والكاذبين /
والمشركين بالله بالأولياء وبالقبور / والمخادعين /
وأصحاب الغيبة / والذين يأكلون أموال اليتامى وغيرهم كثير معتقدين أن الله لن يحاسبهم على جرائمهم طالما أنهم ملتزمون باركان الإسلام الخمسة سيغفر الله لهم يوم الحساب ولم يقرؤا تحذير الرحمن لهم في قوله سبحانه ؛
( فمن إتبع هداي فلايضل ولايشقى )
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
لتلك الاسباب سيظل المسلمون لاعهد لهم مع الله ولم يتبعوا الرسول في سيرته الفرآنية في رحمته وأخلاقه العظيمةُ فلا يستغرب الإنسان حين يرى المسلم قاسيا متكبرا ً بماله
ومكانته في المجتمع لن تجد من يتعامل بالحسنى
ولن تجد لديه التسامح ولن تراه يأمر بالمعروف ويدفع بالتي هي احسن لن تجد أكثرهم شاكرين لله على مارزقهم ولن تجد اكثرهم ملتزمون بالعقد المقدس
مع الله بل سلكوا طريق الشياطين واتبعوا أقوال
المفترين فأضاعوهم في الحياة الدنيا ويوم الحساب
يسمع المسلم هاتفا يقول
له نأسف لقد نفد رصيدك من الحسنات فماذا يعمل حينها حيث تقول لهم الملائكة كما قال سبحانه ؛
( وسبق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها قال لهم خزنتها الم ياتكم رسل منكم. يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) الزمر (٧١)