شاءت الأقـدار أن تكون مصر، مركز الثِقل في العالم العربي والإسلامي، ومركز النور والفكر، وذلك لما حباها الله –تعالى- من قيادات فكرية، وقدرات علمية تزخر بالكفاءات؛ فقد أسهم علماؤها في التراث الإنساني، وتطوره في خدمة البشرية.
إن موقع مصر الجغرافي، وحركة التطور في الأحداث الماضية والحاضرة يترتب عليه مسئولية تاريخية عظيمة في مواجهة المؤامرات التى يتم تخطيطها للأمة العربية؛ لكي تستمر حالة التشرذم والفرقة بينها؛ بحيث تستطيع إسرائيل -بما لديها من قدرات خبيثة- توجيه قادة العالم الغربي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ لدعم خططها، وتقوية قدراتها، والدفاع عنها في المحافل الدولية؛ التي تأسست لتكون في خدمة المصالح الصهيونية العالمية. إن نظرة إسرائيل لمصر الوطن، والتاريخ، والشعب؛ ترى فيها قوة قادرة على التأثير على المصالح الإسرائيلية في المستقبل، ولا ننسى أن مصر ً الفرعونية كانت دائما في حالة حرب ضد اليهود، كما أن معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وهزيمة الصليبيين، وتحرير المسجد الأقصى منهم، ثم حرب العبور في 6 أكتوبر .1973 كل هذا يعني في استراتيجية الإسرائيليين أن مصر تشكل خطورة على وجودهم في المستقبل.
لذلك لابد لهم من إعداد خطط تجاه تلك الخطورة؛ كما حدث في تدمير العراق؛ حيث تذكرت إسرائيل؛ ومن أعماق التاريخ؛ كيف تم تدمير دولتهم بيد زعيم عراقي اسمه (نبوخذ نصر)؟ وما قام به صدام من تهديد، وإعلان قدرته على تدمير نصف إسرائيل في أبريل ،1990وعند ذاك استطاعت إسرائيل استخدام الولايات المتحدة الأمريكية في تدمير العراق، وإعادته للقرون الوسطى؛ حتى لا يشكل خطورة عليها في المستقبل، أما بالنسبة لمصر؛ فما ً هي الوسيلة للعبث بمقدراتها؟ ما عليهم إلا أن يسلكوا طريقا واحدا؛ وهو خلق الفتنة بين الأقباط والمسلمين، الا انهم وبفضل الله ووعى الشعب المصرى فشلوا فى تحقيق ذلك، وهنا يجب التأكيد على ضرورة توحد العقول وتكاتف الجميع في سبيل إطفاء النار التي إذا اشتعلت فعلى مصر السلام؛ إذ إنه لن يكون بعدها مهزوم ولا منتصر.
والحمدلله ان الله أنعم على مصر بقائدًا فذًا مُتفانيًا في سبيل مستقبله، يقود الشعب والوطن إلى غدٍ مُشرق حاملًا راية المجد والعِزة لمصر وعلى المصريين ان يقفوا معه بكل إصرار ضد الغِربان التي تنعِق في الفضائيات والثعالِب التي تعبث بالروايات والشائعات؛ لأن أعداء مصر، لا يريدون لمصر النجاح والتقدم، لان تطور مصر الاقتصادي، وإنتشار قُدراتها في القارة الأفريقية، والصحوة التي ينادي بها الرئيس (السيسي)، من أجل بناء مستقبل باهر لإفريقيا، ليُضَيّع الفرصة عليهم وعلى اللصوص والعصابات التي تحكم الدول الغربية ، كما أن الدول التي احتلت إفريقيا في الماضي، ونهبت ثرواتها واستعبدت شعوبها واسترقّتهم ليبيعوهم في أسواق أمريكا والغرب، قتلوا فيهم إنسانيتهم ووظفوهم عبيدًا في خدمة الأسياد أمريكا والغرب، وصيحة (السيسي) ستحرمهم من استحلال كنوز أفريقيا، لذا فليدرك المصريون أن مستقبلهم مرتبط بقيادة مخلصة أمينة على ثرواتهم قادرة على تحقيق أحلامهم وعليهم أن يحافظوا على راية التقدم والتطور، ولا يتنازلوا لتسليمها لغيره ويمنحوه الوقت الزمني، الذي يستكمل فيه أحلام المصريين ويرتقي بالدولة ويعيد اليها تاريخها المجيد .