صوَّت أغلبية مواطني جمهورية أوزبكستان، اليوم، على مشروع التعديلات الدستورية التي تهدف إلى صياغة عملية تحول كبرى في إدارة البلاد، سواء من حيث شكل ومفهوم الدولة وواجباتها، أو من حيث صلاحيات الرئيس والبرلمان وعدد ولايات الرئيس ومدة كل ولاية.
وبحسب اللجنة المركزية للانتخابات، فقد تجاوزت نسبة المشاركة في الاستفتاء 80 بالمئة قبل ثلاث ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع التي أغلقت في تمام الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.
وما من شك من أن نتيجة الاستفتاء التي ستعلن بشكل رسمي خلال عشرة أيام ستأتي لصالح التعديلات، التي من أبرزها تحديد ولاية الرئيس بوليتين مدة كل منهما 7 سنوات بدلاً عن خمس سنوات حالياً، وعدم احتساب مدة الحكم السابقة للرئيس الحالي شوكت ميرضيائيف، ما سيتيح نظرياً البقاء في الرئاسة حتى عام 2040.
وتمنح التعديلات الدستورية صلاحيات للبرلمان لتعيين رؤساء هيئات الرقابة وإنفاذ القانون، كما يتم بموجب هذه التعديلات نقل جزء من صلاحيات الرئيس إلى الهيئة التشريعية العليا.
وبموجب التعديلات الجديدة، سيتم انتخاب قضاة المحكمة الدستورية لمدة عشر سنوات.
وتنتخب المحكمة الدستورية لمدة خمس سنوات من بين أعضائها رئيس المحكمة الدستورية ونائبه.
ويعوّل الناخبون في أوزبكستان على هذه التعديلات لدعم الاستقرار السياسي في البلاد ما يتيح المضي قدماً في الإصلاحات التي يقودها الرئيس، والتي تهدف إلى تعزيز المواطنة والحقوق والحريات وإصلاح القضاء وتحرير الاقتصاد ودعم التعليم بمختلف مراحله.
ويؤمن الناخبون بأن البلاد تسير في الإطار الصحيح وأن التعديلات التي أقروها ستعزز حقوق الإنسان وتضع الأسس الكفيلة بتأمين الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم، بما في ذلك التعليم والصحة والعمل والانفتاح على العالم.
وتلغي التعديلات الدستورية عقوبة الإعدام وتؤسس لشبكة أكبر من الحماية القانونية الشخصية، مثل حقوق الفرد في حالة احتجاز الشرطة له ومفهوم المثول أمام القضاء أو الحماية من الاحتجاز غير القانوني ولمدة غير محددة.
وبحسب ما رصدته «البيان» في العديد من مراكز الاقتراع في بخارى، فإن عملية الاقتراع جرت بكل سلاسة ويسر وبدون تعقيدات، وسط حضور مراقبين دوليين ومحليين، حيث وفتر اللجنة الانتخابية مختلف السبل لكل فئات المجتمع للمشاركة، بما في ذلك لذوي الإعاقات المختلفة، بما في ذلك الصم وضعيفو البصر وأصحاب الإعاقة الحركية.
وتُعَدُّ أوزبكستان دولة محورية في محيطها الإقليمي، ولها تأثريها الإيجابي على دول آسيا الوسطى، كما أنها أثرت على مر العصور الحضارة الإنسانية في مجالات عدة كالطب والفلك والرياضيات وغيرها من العلوم، وهي الآن تسعى لاستعادة دورها الحضاري.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية